أخبار محلية

ما هي قصة الامراض المرعبة ؟ وما علاقتها بالغرف الصفراء؟

ما هي قصة الامراض المرعبة ؟ وما علاقتها بالغرف الصفراء؟لبنان ذلك البلد الذي تفوح منه رائحة التاريخ الزكية ، والتي تقبع فيه مدينة الهرمل هبة العاصي. الهرمل هي من المدن اللبنانية التي تقع في محافظة بعلبك الشمالية ، تبعد حوالي 143 كلم عن العاصمة بيروت. أجيال تعاقبت أجيال ولكن (هرم إيل) بقيت شامخة شموخ الارز في لبنان .الناصرية ، منطقة ريفية ، من ضواحي مدينة الهرمل تقع تحديدا على مفرق حوش السيد علي والتي بدورها تقع على الحدود السورية اللبنانية. تبعد عن الهرمل حوالي 8 كلم تقريبا.التاريخ ترك بصمة على أرضها ، لتبقى ذكرى للأجيال القادمة ، وهي تلك الغرف الصفراء أو المستشفيات الصفراء كما يطلق عليها أهالي المنطقة . التقينا بالدكتور أحمد فخر الدين وهو مدير مستسفى الهرمل الحكومي سابقا، التي دامت حوالي 35 سنة . عمل فيها منذ عام 2000 الى عام 2006. إلى أن نقلت المستشفى إلى منطقة الشرقي ، وبقي هذا البناء التاريخي مركزا صحيا . واليوم نشهده مجمعا لعدة مراكز صحية يخدم أهالي المنطقة . حدثنا الدكتور فخر الدين عن تلك المستشفيات الصفراء ، هذه المعالم التاريخية والتي لا يعرف عنها الكثيرون . أكد فخرالدين ونقلا عن أساتذة في تاريخ المنطقة أن هذه المنشآت بنتها الدولة اللبنانية على أرض لبنانية في عهد ما حول الاستقلال اللبناني من الاستعمار الفرنسي ،وتبلغ مساحتها حوالي 125 دلم . ما هو الهدف من بنائها؟ ولماذا أختيرت أن تبنى في هذه النقطة تحديدا؟ ذكر فخر الدين أن هذه المنشآت التي يطلق الناس عليها بالمستشفيات بنيت بسبب وباء حل آنذاك وهو مرص الجزام .والجزام هو من الامراض الفيروسية التي تنتقل إلى البشر عن طريق الفم أو الانف . وهو مرض يفتك بأرواح الناس ، فما إن يتشبث بالجسم حتى يقضي عليه. فعندما لاحظت الدولة اللبنانية بأن الجزام أراد التمختر على أراضيها وبين شعبها ، إستدركت الامر وقامت بإنشاء غرف متفرقة على أرض حدودية بين لبنان وسوريا لان الوباء جاء من سوريا . فكانو يجلبون المرضى المصابين ويقومون بحجرهم ، كي لا يتسنى للوباء بدخوله إلى البلد وانتشاره بين الناس . وقد ذكر الدكتور فخرالدين بأن أول حالة جاءت إلى لبنان كانت من منطقة حوران السورية .هذا الوباء المخيف كيف كان الناس يتعاملون معه؟ هل كان في ذالك الوقت لقاح كما نشهد اليوم ؟ أو طاقما طبيا يهتم ويعالج؟ذكر فخر الدين بأن كان في ذالك الوقت صيدلي وهو أول صيدلي في المنطقة ، وهو من آل العميري ،كان يمارس الاعمال الطبية. فمن المؤكد أنه كان يقوم بإسعاف وعلاج هذه الحالات ولكن وللأسف لم يكن هناك لقاح ينجي الناس من السقوط في دائرة الهلاك ، ففي ذلك الزمان ،الدراسات العلمية كانت لا تزال قيد البحث. اذا تلك المستشفيات سبب بنائها هو ذلك الوباء الذي حل بالمنطقة. ولكن من المؤسف بأن هذه المنشآت تهمل وتنسى . هذا ما ذكره الدكتور فخر الدين فلهذه المباني قيمة تاريخية فمن المؤكد أنه كان بالامكان إعادة ترميمها والاستفادة منها وخاصة للحجر الصحي الذي نشهده اليوم .ولكنها أصبحت عباره عن خرب ترتاع فيها الماشية، او يقطنها في بعض الاحيان العرب الرحل وغيرهم. خديجة البزال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى