اللغة العربية هي شريان حضارتنا النابض ووجه ثقافتنا المشرق
(اللغة العربية في زمن التكنولوجيا والحداثة والتطور العلمي والعملي الحديث )
اللغة العربية هي شريان حضارتنا النابض ووجه ثقافتنا المشرق تتجلى منها وفيها عظمة التراث وتتدفق منها شلالات العطاء هي سيدة البلاغة والفصاحة وكما هي أمة الحرف وموضع الأسلوب هي سيدة اللغات، هي عروس كل لغات العالم هي لغة أهل الجنة هي لغة القرآن وكتاب الله المنزل ، هي لغتي إنها اللغة العربية…
نعيش على وطأة هذا العالم الذي بين برهة وكمشة يتغير ويتحول ويتحدث ويتطور والعولمة تحيطه من كل جانب ومن كل حدب وصوب وكما مررنا خلال أيام بحدث عظيم ألا وهو اليوم العالمي للغة العربية الأم وهي تعيش وخصوصا أزمة إندثار وإضمحلال وأزمة قلة ليس بمعانيها بل بأنفس أهلها اللذين أنساهم طريق التطور حاضرهم ومستقبلهم وواقعهم اللغوي المتجذر في هذه المجتمعات ردحا من الزمن وهنا يصفن المرء وكل صاحب حرف ومدرس لغة وكاتب فصيح على أدراج ما نشاهده من عملية وقحة وسافهة تضرب مجتمعاتنا وكما تنغمس بين أجيالنا وتحبس أنفاسنا وتعيق سيرنا ، أكل هذا التطور والإنتقال من مرحلة إلى مرحلة أكان تكنولوجيا أو إلكترونيا أم عبر برامج السوشيل ميديا ألا وهي وسائل تطهير هذا المجتمع مما بقي فيه من أصول لغة وفتات معرفة وفصاحة أهل العرب ، يا للأسف على ما يحل بنا من حدث جلل ومصاب أليم وواقع لئيم من أن تصبح لغة قرآننا ولغة مسلمينا ولغة أهل الفقه وأهل الدين والإستقامة وكما هي لغتنا العربية الأصلية الأصيلة التي لا يغبر على حرفها أي حرف ولا على معانيها أي متفلسف العجب في أن نصبح نحن كمسلمين لا نستطيع أن نحافظ على تاريخنا وعلى أصالتنا وعلى القديم من أزماننا وعلى أمجاد هذه الأمة التي ضربت بها الأمثال في ميادين اللغة وفي ميادين اللهجة العربية الخالصة، فلنعلم ونوقن أن اللغة العربية وأهلها كانوا من أرجل الأناس في غابر الأزمان شعرا وأدبا ونظما ونقدا ونحوا وكل ما ينسب إلى لغتنا وكل معنى يلتصق بها، أما حان موعد تفتح عقولنا على لغة كتاب الله العزيز أما حان موعد تمسكنا وتقويد مجتمعنا بنفحات هذه اللغة فهي أدق ترجمة في صورة بيانية إلى جانب القرآن فلنعير إنتباهنا إلى ما قال أهل الغرب بعلمائهم ورواد علمهم وكتابهم عن لغتنا العربية الغناء والساطعة والمشرقة في كل زمان ومكان وبين كل فرد وخلف كل جدار وفي وسط كل مجتمع فالفرنسي ( إرنست رينان ) يتحدث عن اللغة العربية فيقول ( اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال ، فهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر ، فليس لها طفولة ولا حتى شيخوخة ) وكما يضيف الألماني ( فريتاج) فيقول ( اللغة العربية العربية أغنى لغات العالم ) وكما إستفضنا في الكلام لا بد لنا من مراجعة حساباتنا وكذلك العودة عن هذا الغي وعن هذا الغلو ولكي نصل إلى رشدنا لا بد وأن نتقن لغتنا ليس فقط كلاما ورد كلام بل أضف إلى ما تقدم يجب أن يكون هنالك إنقاء وإشتراع لكل ما يحيط بها وذلك لا يوصلنا أننا يجب أن نتكلم في مجتمعنا بل الفصحى ولكن أن نعلم ما تحمله لغتنا من معاني براقة ومشعة نورا وهدى للعقول قبل القلوب فالغرب لا يؤل جهدا في سبيل إضعاف هذه اللغة وكذلك الأمر صياغة قوانينها التي هي أصل وقوانين قرآن الكريم فلنعود إلى رشدنا فأن نشجع ونمسك ونشد على أيدي جيلنا الصاعد والحاضر بأن نترك كل مبتذل متطور من كتابة بلغة إنترنت ولغة الهاتف المحمول ونقود فكرنا على كل قديم وجديد من لغتنا الطافحة والصافية والنقية بأسالبيها ولين معانيها فلا لغة واتس آب تنشلنا من جهلنا ولا تطور كاذب ووضيع قد يحملنا إلى أوج سلم الحياة فكما أورد إبن تيمية وقال عن اللغة العربية وهذا ما يجب أن نمسك به بغض النظر عن ما يستساغ حولنا من عظيم أفعال فقال (إعلم أن إعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ،ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ، وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب ،فإن فهم الكتاب فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، ومعلوم أن تعلم اللغة العربية وتعليم اللغة العربية فرض على الكفاية ، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر إستحباب أن نحفظ القانون العربي ونصلح الألسن المائلة عنه ) دعوة من القلب إلى كل رواد العلم وأهل اللغة والفصاحة من مدرسين وكتاب ونقاد ودكاترة في اللغة العربية وفي قوانينها المتجددة أن لا نقف مكتوفي الأيدي حيال ما يصيب مجتمعنا وجيلنا الحالي والمقبل وأن لا نألو جهدا بتفسير اللغة وتوعية أهل العرب على سر لغتهم الأم وأن لا نجلس عيارون متسكعين متنصلين ومتملصين من واجباتنا المفروضة فرضا واجبا علينا فذلك يعود ريعانه من أدب وخلق وعلم بأجمل وأنقى وأطيب الثمار وأنضبها فكما يقول الشاعر اللبناني ( حليم دموس ) ( لغة إذا وقعت على أكبادنا كانت لنا بردا على الأكباد ، وتظل رابطة تؤلف بيننا ، فهي الرجاء لناطق بل الضاد … )
(العبد الفقير إلى الله أخوكم علي زغيب )
ى