كتب د. أحمد الزين . إنتهاكات بني سعود وبني زايد: إحتلال وحصار ومجازر بشرية في اليمن جاءت عمليات “إعصار اليمن” الاولى والثانية والثالثة النوعية باستهداف مواقع حيوية
عغض
لندن – د. أحمد الزين – الاثنين 31-01-2022:
جاءت عمليات “إعصار اليمن” الاولى والثانية والثالثة النوعية باستهداف مواقع حيوية حساسة في العمق السعودي والاماراتي ردا طبيعيا ومشروعا على عدوانهما وجرائمهما المستمرة بحق الشعب اليمني، وحقا إنتقاميا وتأديبيا لردع المعتدين من التمادي في غيهم وغطرستهم وإعتدائهم واحتلالهم، كاشفة عن تعاظم قوة الردع وتطور القدرات اليمنية العسكرية، وحاملة في طياتها رسائل تحذيرية بانهما أصبحا دويلات غير آمنة، وان الامريكي والصهيوني لن يقدرا على حمايتكم ووقف الإعصار اليمني الهادر.. من يحميكم هو وقف الحرب العبثية وإنهاء الحصار والانسحاب الفوري من اليمن.. وإلا الآتي إليكم أعظم، بإنزال هزيمة أكبر. وتكبد خسائر كبرى وانهيارات عظمى في الاقتصاد والاستثمار والعسكر..
وبدل فهم الرسالة اليمنية بتحكيم الدين والعقل والحكمة والمصلحة العربية والإسلامية، إستشاظت غريزة العقلية الجاهلية البدوية للنظامين السعودي والأماراتي وقاما بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على البيوت الآمنة والاحياء السكنية.. وإرتكبا عدة مجازر بشرية بشعة وجرائم وحشية بحق الشعب اليمني المظلوم، يندى لها جبين الإنسانية، ذهب ضحيتها مئات المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ. وبدل ان يراجعا حساباتهما الخاطئة، ويعيدا النظر بتخفيض حدة التوتر والتصعيد، غدت تلك العقلية الاجرامية تعاند وتكابر وتدفع الى المزيد من سفك الدماء والقتل، وهذا يحملهما كامل المسؤولية بتوسيع رقعة الاستهداف الجغرافي الى كامل أراضيهما، مما يقوّض فرص السلام وإطالة أمد الحرب وزعزعة أمن وأستقرار المنطقة، وبالتالي يقوّض الامن والسلم الدوليين.
وتعتبر هذه الجرائم النكراء البشعة بمثابة جرائم حرب، وجرائم إبادة بشرية، ووصمة عار في جبين بني سعود وبني زايد وحلفائهم المجرمين!! وهي حكما منافية لكل القيم الدينية والاخلاقية والقانونية والإنسانية.. وكل من يتضامن مع هؤلاء الجلادين أو يسكت عنهم او يبرر او يغطي على جرائمهم.. أو ينأى بنفسه عن الإدانة أو الشجب أو الاستنكار لهذه الجرائم.. فهو أم شريك أو مجرم او قاتل او إرهابي.. ولا فرق في ذلك أكان دولة او حكومة او منظمة او حزب او قيادي أو فرد.. إعتمادا على قاعدة قول الإمام علي (ع): “حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل أنهم على حق”.
فان المنظمات الحقوقية الدولية أيضا ادانت ولم تسكت، حيث أشارت في تقاريرها الدورية الى سجل النظام السعودي الاسود الحافل بانتهاكات حرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان وإهانة المرأة داخل السعودية وخارجها، والذي لا يزال يتعقب المعارضين السياسيين والدعاة الاسلاميين المعتدلين والامراء والناشطين والناشطات.. ويأمر بإعتقالهم وقمعهم وتعذيبهم وقتلهم كما قُتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا خارج نطاق القانون والقضاء بأمر من محمد بن سلمان.
إن دعم أمريكا والحكومات الغربية لهذه الانظمة الخليجية الديكتاتورية المتسلطة على شعوبهم أحد أهم الاسباب في إستمرار الظلم والجبروت والقتل والحروب والتهجير والمجازر في غرب آسيا، لان حفظ المصالح الغربية قائمة على إذكاء الحروب والتقاتل لزيادة مبيعات صفقات الاسلحة والاستيلاء على مصادر الطاقة من غاز ونفط.. على حساب القيم السماوية والديمقراطية والمبادىء الإنسانية وحقوق الإنسان.
وفي ظل ما تعيشه الشعوب العربية اليوم من تداعيات الحصار الامريكي والعقوبات والحروب.. وتفاقم الاوضاع الاقتصادية الخطيرة والأزمات المتفجرة والمواجهة المفتوحة مع محور الشرّ الامريكي الصهيوني السعودي الأماراتي، يتوجب على الشعوب المستضعفة ان تكون لهم بالمرصاد وتتهيّأ للتعبئة والنفير العام والجهاد، وعلى القادة والساسة والاعلاميين والمثقفين والكتّاب في محور المقاومة تسليط الضوء على الطبيعة الإجرامية لهذه المحور الشرير المتأثر بالعقيدة التلمودية الصهيونية والفكر الوهابي التكفيري الارهابي الذي يكفّر ويفتي ويؤمن بتصفية وقتل كل من يخالفهم الرأي في السياسة او الدين او الفكر.. حتى ولو كانوا مدنيين مسالمين عزل، وعليه يجب فضح سجلهم الاجرامي الدموي وتوثيق جرائمهم الارهابية عبر التاريخ، وجمع الادلة الدامغة والبراهين الحسيّة لتقديمها الى المحكمة الجنائية الدولية، والمطالبة بمحاكمتهم وإنزال اقصى العقوبات الصارمة على جرائمهم وافعالهم البربرية.
فهذه الجرائم المتوحشة التي بثتها معظم القنوات الاعلامية هي دليل بيّن وحجة كافية لاعتبار دويلة السعودية ودويلة الأمارات دويلات إجرامية إرهابية، بالاضافة الى الكيان الصهيوني الذي يقتل الفلسطينين بدم بارد، والذين يدعمون الإرهاب ويموّلون تنظيمات تكفيرية إرهابية عالمية كـ “داعش”، و”القاعدة”، و”النصرة”.. هذه الكيانات المصتنعة زرعتها الانظمة الغربية كقواعد أطلسية متقدمة لها في منطقة الشرق الاوسط، لحماية أمن دويلة ”إسرائيل“، ولتنفيذ مشاريع استعمارية واستيطانية وتطبيعية من خلال الغزو والاحتلال وإخضاع انظمة مستقلة ودول ممانعة مناوئة لسياساتهم التدميرية، واستعباد شعوبها ونهب النفط والغاز والتروات التي تمتلكها.. ولعدم تمكين دول الممانعة وحركات المقاومة من النهوض والتحرر والتطور علميا وعسكريا واقتصاديا.. وهناك سعي دائم من الدول الغربية لتوسيع فجوة التطور العلمي بين الغرب والشرق للحؤول دون تقدمهم وتطورهم، والحيلولة دون وصولهم الى التقنية العلمية ومصافي الانتاج والتصنيع ونيل الاكتفاء الذاتي والاستقلال حتي يبقوا خاضعين مرتهنين الى الغرب والحاجة الى أسواقه ومنتوجاته وصناعاته..