الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
مقامرة إدارة بايدن اللعب بالامن الروسي يقود العالم للمجهول
لا أحد في مقدوره قراءة ما ينتظره العالم في السنوات المقبلة وربما في الاشهر المقبلة على خلفية الدوران في الحلقة المفرغة بما خص الازمة التي فبركتها إدارة جو بايدن واجهزته العسكرية والمخابراتية وشركات تصنيع الاسلحة الاميركية في أوكرانيا وتمكنها من تحويل النظام هناك الى أشبه بلعبة تحركها ب ” الروموت كونترول ” بما يمكنها من تحقيق مصالحها في الهيمنة على العالم وإعادة عقارب التاريخ الى الوراء ، بعد الضعف والهزائم التي أصابت كل الادارات الاميركية المتعاقبة منذ ٢٠ سنة ، وبالاخص خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب .
وقبل الدخول في بعض ما ارادته وتريده إدارة بايدن من التصعيد الخطير وحبس الانفاس الذي طال العالم كله نتيجة غطرسة هذه الادارة وإستفزاز روسيا والقيصر الجديد فلاديمير بوتين ، لابد من الاضاءة قبل ذلك ، الى السياسة والتوجهات التي اعلن عنها بايدن منذ وصوله للبيت الابيض ، وعنوانها الاساسي ما وصفه مواجهة التوسع الصيني – الروسي في العالم ، وبالتالي السعي المجنون لهذه الادارة لاعادة الهيمنة الاميركية الكاملة على العالم ، بعد شعورها بأن هذه الهيمنة بدات بالافول ، ولو إحتاج الامر من القوى الرافضة لهذه الهيمنة لمزيد من الوقت والجهد والصبر ، ولذلك بادرت إدارة بايدن منذ أشهر الى الانسحاب من إفغانسان وتخفيف حضورها العسكري في الشرق الاوسط والسعي بكل ماتملكه من اوراق قوة ، على طريقة إستخدام العصا والجزرة ، لاعادة إيران للاتفاق النووي ( رغم محاولات واشنطن إحداث تغييرات في بنود الاتفاق الذي كانت تملصت منه إدارة ترامب ، وايضا العمل الدائم منذ وصول بادين للرئاسة الاميركية لتحسين علاقة بلادة مع حلفائه في الناتو ( الاتحاد الاوروبي وغيره ) ، وصولا الى قيام الادارة الاميركية الجديدة بسلسلة إستفزازات لكل من الصين وروسيا من العودة لسباق التسلح ، الى اكثر من عملية إستفزاز لكلا البلدين ، لكن هذا الاستفزاز بلغ الذبى عند قيصر الكرملن بعد سعي واشنطن لادخال أوكرانيا في حلف الناتو ولذلك فما جرى ويجري حول أوكرانيا والتلاعب بنظامها هو نتيجة مباشرة لهذا السلوك الاميركي الهستيري لمحاولة إعادة الهيمنة الكاملة على العالم ، يضاف الى ذلك ان إدارة بايدن تعمل بكل ماتملك لعرقلة توجهات الصين وروسيا في الانفتاح على دول العالم إقتصاديا وتجاريا ، ولذلك تستميت واشنطن مثلا ، لعرقلة جهود الصين الرامية لاعادة العمل بطريق الحرير الذي يربط مع مجموعة واسعة من الدول النامية ، كما عملت وتعمل بإستخدام العصا والجزرة لمنع حلفائها الغربين لعدم تشغيل خط أنابيب بحر البلطيق ، اي نورد ستريم 2 ، بعد الانتهاء من إنشائه ، رغم الحيوية القصوى للدول الغربية لهذا ااخط ، بدءا من إلمانيا ، ولو أن محاولات واشنطن لا تتوقف عند هذه القضايا الاساسية في إستفزاز الصين وروسيا .أحد في مقدوره قراءة ما ينتظره العالم في الفترة القريبة ( أسابيع أو أشهر ) ، على خلفية الدوران في الحلقة المفرغة بما خص الازمة التي فبركتها إدارة جو بايدن واجهزته العسكرية والمخابراتية وشركات تصنيع الاسلحة الاميركية في أوكرانيا وتمكنها من تحويل النظام هناك الى أشبه بلعبة تحركها ب ” الروموت كونترول ” بما يمكنها من تحقيق مصالحها في الهيمنة على العالم وإعادة عقارب التاريخ الى الوراء ، بعد الضعف والهزائم التي أصابت كل الادارات الاميركية المتعاقبة منذ ٢٠ سنة ، وبالاخص خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب .
وقبل الدخول في بعض ما ارادته وتريده إدارة بايدن من التصعيد الخطير وحبس الانفاس الذي طال العالم كله نتيجة غطرسة هذه الادارة وإستفزاز روسيا والقيصر الجديد فلاديمير بوتين ، لابد من الاضاءة قبل ذلك ، الى السياسة والتوجهات التي اعلن عنها بايدن منذ وصوله للبيت الابيض ، وعنوانها الاساسي ما وصفه مواجهة التوسع الصيني – الروسي في العالم ، وبالتالي السعي المجنون لهذه الادارة لاعادة الهيمنة الاميركية الكاملة على العالم ، بعد شعورها بأن هذه الهيمنة بدات بالافول ، ولو إحتاج الامر من القوى الرافضة لهذه الهيمنة لمزيد من الوقت والجهد والصبر ، ولذلك بادرت إدارة بايدن منذ أشهر الى الانسحاب من إفغانسان وتخفيف حضورها العسكري في الشرق الاوسط والسعي بكل ماتملكه من اوراق قوة ، على طريقة إستخدام العصا والجزرة ، لاعادة إيران للاتفاق النووي ( رغم محاولات واشنطن إحداث تغييرات في بنود الاتفاق الذي كانت تملصت منه إدارة ترامب ، وايضا العمل الدائم منذ وصول بادين للرئاسة الاميركية لتحسين علاقة بلادة مع حلفائه في الناتو ( الاتحاد الاوروبي وغيره ) ، وصولا الى قيام الادارة الاميركية الجديدة بسلسلة إستفزازات لكل من الصين وروسيا من العودة لسباق التسلح ، الى اكثر من عملية إستفزاز لكلا البلدين ، لكن هذا الاستفزاز بلغ الذبى عند قيصر الكرملن بعد سعي واشنطن لادخال أوكرانيا في حلف الناتو ولذلك فما جرى ويجري حول أوكرانيا والتلاعب بنظامها هو نتيجة مباشرة لهذا السلوك الاميركي الهستيري لمحاولة إعادة الهيمنة الكاملة على العالم ، يضاف الى ذلك ان إدارة بايدن تعمل بكل ماتملك لعرقلة توجهات الصين وروسيا في الانفتاح على دول العالم إقتصاديا وتجاريا ، ولذلك تستميت واشنطن مثلا ، لعرقلة جهود الصين الرامية لاعادة العمل بطريق الحرير الذي يربط مع مجموعة واسعة من الدول النامية ، كما عملت وتعمل بإستخدام العصا والجزرة لمنع حلفائها الغربين لعدم تشغيل خط أنابيب بحر البلطيق ، اي نورد ستريم 2 ، بعد الانتهاء من إنشائه ، رغم الحيوية القصوى للدول الغربية لهذا ااخط ، بدءا من إلمانيا ، ولو أن محاولات واشنطن لا تتوقف عند هذه القضايا الاساسية في إستفزاز الصين وروسيا ، بل تتعدا هذه القضايا الاستفزازية الى مئات الاستفزازات في كل مناحي العلاقات واينما تمكنت ذلك الادارة الاميركية .
وبغض النظر الاسباب الحقيقة للتصعيد الذي حصل في الساعات الماضية ، فكل هذا التصعيد ، مهما كانت أسبابه المباشرة ، تتحمل مسؤوليته الادارة الاميركية الحالية في ضؤ مابلغته الرؤوس الحامية في هذه الادارة منذ وصول بايدن الى البيت الابيض ، عبر السعي المحموم لحصار الصين وروسيا ،والعمل لاعادة الهيمنة الاميركية الشاملة على العالم . ولذلك ، فما تهدف إليه الدولة العميقة في الولايات المتحدة من خلال هذا التصعيد المقصود على حدود روسيا ، أي من خلال إستخدام النظام الاوكراني في لعبة الهيمنة الاميركية ، بالتوازي مع إستمرار الاستفزاز للصين الوصول الى الاتي :
- إضعاف غير مسبوق لقوة الجبارين الروسي والصيني ، بعد الانعطافة الكبيرة في قوتهما على الصعد كافة ، ولذلك ، فأوهام هذه الرؤوس الحامية تعتقد أن إضعاف اي من الدولتين هو إضعاف للاخرى ، في المرحلة الاولى ، على أن تأتي محاولة إضعاف الصين في المرحلة الثانية ، خصوصا بعد التحول العميق في العلاقات الاستراتيجية بين الصين وروسيا ، وسعت واشنطن اولا لضم بعض الدول الحليفة لها من دول الاتحاد السوفياتي سابقا ، مع معرفتها أن أي توجه في هذا السياق سيفتح أزمة خطيرة في علاقاتها مع موسكو ، خصوصا مع وجود القيصر الجديد في الكرملين ، وما يمثله من حلم روسي بإعادة روسيا الى الموقع الذي كانت فيه قبل تفكك الاتحاد السوفياتي .
- فتح باب التصنيع لشركات الاسلحة الاميركية العملاقة ، وتوسيع صفقات الاسلحة ، ليس فقط لحلفائها في أوروبا الشرقية ، بل الى دول الناتوا وكل الدول الحليفة لواشنطن حول العالم سعيا للحد من الجهد الصيني – الروسي إسقاط هيمنتها على العالم بعد تراجع هذه الهيمنة في السنوات الماضية ما جعل إدارة بايدن تخوض منذ اللحظة الاولى محاولة الحد من الطموح الصيني – الروسي ، ما يمكن إدارة بايدن من إصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد ، اولها ، توريط روسيا في حرب واسعة مع أوكرانيا ، مع كل نتائجها الاقتصادية والمالية على الاقتصاد الروسي ، وثانيها ، نهب ثروات الدول الحليفة لها من خلال صفقات الاسلحة سعيا لتخفيف الازمة المالية والاقتصادية التي يعاني ويعاني منها الاقتصاد الاميركي في ال ٢٠ سنة الماضية جراء التكاليف الباهظة للحروب التي شنتها الادارات الاميركية في غير منطقة في العالم ، وثالثها أشعار كل حلفائها خاصة الغربين أن مكانهم الخضوع لاملاءات واشنطن ، وإستهدافات اخرى تحتاج الى تفصيل أشمل ، خصوصا أن الادارة الاميركية لا تريد التورط مباشرة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، وإنما توريط حلفائها بدءا من النظام في أوكرانيا ، اي ان الدول الغربية ستكون هي الخاسر الاكبر في أي حرب ، في مقابل قطف٨ واشنطن لنتائج الحرب ، كما تعتقد ، على كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية . أما ذاك المجنون والمتهم بالفساد في رئاسة الحكومة البريطانية بوريس جونسون فقضية اخرى ، رغم أن كل الادارات في بريطانيا خضعت وتخضع لمشيئة الاميركية منذ سقوط الامبراطورية البريطانية .
وإذا كانت أوهام بايدن وإدارته تعتقد بإمكانية إضعاف التنين الصيني والدب الروسي ، لاعادة هيمنتها الكاملة على العالم ومنع وجود عالم متعدد الاقطاب ، فمن الجهل لاي كان تحديد مايمكن ان تذهب إليه مسارات الحرب في حال دخول روسيا مباشرة فيها ، لان مصير العالم سيدخل عندها في المجهول ، حيث إن ااحرب قد تتجه نحو كل الاحتمالات والخيارات ، فأوهام بايدن ومن يشاركه في هذه المغامرة تعتقد بإمكانية فرض إملاءاتها على الصين وروسيا ، بينما العالم إختلف اليوم ، فبوتين لا يقبل الهزيمة ، ويدرك كيف يجر الاميركي الى مستنقع الوحول والازمات وربما أبعد من ذلك ، فإشرافه في الساعات الماضية على مناورات إستراتيجية واسعة ، شملت إحتمال إستخدام أسلحلة نووية . والاميركي والغرب إما فهموا الرسالة أو يمعنون في مقامرتهم .