رفيق_الحريري
في الحرية:
أغلق رفيق الحريري جريدة السفير بسبب نشرها لمحاضر المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية، كما شن حربا على نيو تي في لاغلاقها بسبب “تعرضها” للنظام السعودي.
كما شن الحريري حربا شخصية على الاتحاد العمالي في أواخر مراحل حياته أيام الياس أبو رزق، ودعا لزج الأخير في السجن ولعل من شهد تلك المرحلة يعرف ويتذكر، عنف الشرطة الحريرية ضد مظاهرات العمال الذين لم يفلحوا في التصدي لرفع الدعم ورفع الأسعار والضرائب المسقطة من البنك الدولي.
في الاقتصاد:
سوكلين (لزم النفايات بكلف قياسية لصالح صديقه الشخصي ميسرة سكر واحتكرت شركته أوجيه انترناشنال دور الاستشارة حتى عام 2000 على الأقل)، سوليدير (قصة انشاء سوليدير هي عملية نصب حقيقية علنية ينصح بالاطلاع عليها) صناديق الطوائف (الانماء والاعمار، الجنوب والمهجرين)، اجتهاد نظام التعاقد الوظيفي في كل شيء حتى الأمن، تجميد تحريك الحد الادنى للاجور والدرجات الوظيفية لعقود من الزمن، ثقافة البواريس (جمع باريس) للتسول والاستدانة بفوائد ضخمة، خصخصة المواطن لحساب المصارف الخاصة وعلى رأسها المحسوبة سياسيا عليه (البحر المتوسط، لبنان والمهجر وعودة…)
في الاقتصاد يكفي أن تسأل عن “ترويكا” التسعينات اذا كنت لا تتذكر تلك المرحلة، دع أغاني قناة المستقبل المكررة واقرأ عن الرجل وفظائع ما فعله والكلف التي حملنا إياها وأعفى الأغنياء منها وملك مصايفنا وشطآننا لبراميل النفط
في الإعمار:
لزم الإعمار لحساب شركاته الخاصة أو شركات حلفائه في مناطقهم (بري وجنبلاط)، و”عمر” بلادنا بكلف خيالية وبجودة رديئة لا شك أن كل مواطن لبناني منذ أكثر من عشر سنوات يعرفها.. ولعل سياساته الإعمارية واضحة في وضع الكهرباء والماء وشبكة الطرقات والنقل العام والتلوث وأسعار الشقق ووضع سوق المضاربات العقارية وهجرة سكان بيروت إلى خارجها…
في التعليم:
علم الكثيرين، ع عيني وراسي، ولكن هذا التعليم لم يكن سابقة اذ أن معظم الأحزاب كانت تقدم منح دراسية منذ الستينات (الشيوعي، القومي، منظمة العمل…)، السابقة مانت أن رئيس حكومة موكل بالعماية بالقطاع التعليمي المحلي هو من يفعلها.. مقابل “تعليمه” الآلاف دمر حياة مئات الآلاف الآخرين من خلال سياسة تتقصد تجفيف الدعم عن المدارس الرسمية والجامعة الرسمية: انظروا إلى ميزانيات حكوماته.
وفي الثقافة تصدى رفيق الحريري شخصيا لقانون الزواج المدني وحوله الى معركة “اسلامية” وشطبه من نقاش حكومته ومنع اقراره. ذكر ان نفعت الذكرى.
في القتل:
يتناقل كثيرون دور الحريري في تمويل حروب بيروت عبر كونه وسيطا بين المال السعودي وطرفي النزاع في لبنان، لتدمير الوسط بغية “انقاذه” بمشروع اعادة اعمار يخصخص فيه بيروت لصالح أسرته، وعن دوره في مقتل مارون بغدادي الغامض الذي كان آخر من التقاه منتصف ليلة موته ريما طربيه، مستشارة الحريري وذات العلاقة الممتازة مع اسرائيل، وعن دوره في محاولة تصفية نجاح واكيم وغيره من المعارضين.
ولكن الأكيد خارج هذه “الاشاعات” أن شركة الحريري قتلت عن سابق تصور وتصميم 14 لبنانيا حين فككت أساسات مبنى كانوا يقطنونه في وادي أبو جميل في شباط 1997 وانهار على رؤوسهم، لأنهم لم يقبلوا أن يغادروا.
كما لا ضير من التذكير بمجزرة طريق المطار 93، ومجزرة حي السلم 2004 وغيرها من حوادث تأكلها ذاكرة الطوائف المحكومة بخطابات الترضية والنفاق.
في الصحافة:
كان رفيق الحريري يحب فكرة “تسوق المثقفين”، واعتمد سياسة ناجعة مع انشاء صحيفة المستقبل حين ابتاع “كولكشن” واسعة من الثوريين المهزومين بأسعار كانت تعتبر خيالية في تلك الحقبة. وأكمل سياساته بابتياع صحف أخرى معروفة للقاصي والداني..
لم يخسر لبنان شيئا بمقتل رفيق الحريري، بل لا زال يخسر إلى اليوم لأن هذا الرجل حكمه.