أخبار محلية

النفاق الاميركي -الغربي ضد روسيا لاحياء الاستعمار الجديد كتب الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

النفاق الاميركي -الغربي ضد روسيا لاحياء الاستعمار الجديد

مرة جديدة وإستكمالا لما تحدثت عنه في تعليق سابق ، يتأكد بالملموس والوقائع مدى النفاق الاميركي الذي يتم تلفيقه عبر أعلى المسؤولين في البيت الابيض والادارة الاميركية حيال ماقامت وتقوم به روسيا لحماية أمنها القومي في مواجهة الخطط السوداء التي وضعها الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن وإدارته لمحاولة إعادة التاريخ للوراء بعد الخطوات الكبيرة التي حققتها روسيا بقيادة قيصرها الجديد بالتحالف مع التنين الصيني لاسقاط الهيمنة الاميركية الاحادية على العالم وما تسببت به هذه الاحادية من حىوب ودمار في كل أرجاء العالم في مرحلة ما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ووصول رئيسين الى الكرملين في تلك الفترة تحركهم المخابرات الاميركية وهما غورباتشوف ويلتسين .

ويؤكد كل ماحصل بعد كشف بايدن عن مخططاته السوداء انه وإدارته من الرؤوس الحامية ، لجأوا الى سياسة حافة الهاوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،لمحاولة إخضاع روسيا وكسر دورها عالميا ، بعد عحز الادارة الاميركية عن إخضاع التنين الصيني ، وهي بذلك حرضت أداتها في النظام الاوكراني لطلب إنظمام بلاده الى حلف الناتو ، وبذك تحقق واشنطن لو أنها إستطاعت تمرير طلب النظام الاوكراني لمحاصرة روسيا شرقا وإندفاع الناتو لعسكرة أوكرانيا ، مع مايمثله ذلك من تهديد كبير على الامن الروسي وعندما عارضت روسيا هذا الانضمام وطالبت الناتو بضمانات أمنية ، لجأت إدارة بايدن ومعها عدد كبير من حلفائها الغربين بث حملة أكاذيب ودعايات ملفقة لم يشهد العالم مثيلا لها ضد روسيا في ظل إستغلال واشنطن وحلفائها لكل أجهزة الاعلام الغربية لفبركه الاكاذيب حول مايزعمونه نوايا روسيا العدوانية ، بالتوازي مع ضخ مئات الاف أطنان الاسلحة ، ليس الى أوكرانيا فقط بل الى كل دول أوروبا الشرقية المنضوية في حلف الناتو ، وكأن كل هذا الجنون الاميركي والغربي هدفه بث السلام ، بينما في واقع الحال يراد منه ألاطباق على العالم وليس روسيا لعشرات السنين ، أستمرارا لنظام الهيمنة والتوحش الرأسمالي بأشكاله الاستعمارية الجديدة ، وإستكمالا لنهب ثروات شعوب العالم وإستعبادها عبر التطور النوعي الذي شهده العالم ويحاول الغرب بقيادة الولايات المتحدة إستغلال هذا التطور لمزيد من نهب ثروات شعوب العالم .

والواضح حتى اليوم على أقل تقدير ان البيت الابيض وحلفائه فشلوا بكل ما وضعوه من خطط عدوانية لارغام روسيا التراجع عن الضمانات الامنية ، بل بالعكس يتحرك قيصر الكرملين بخطوات واثقة يتفاجأ بها الغرب ، ولو أن الامر الوحيد الذي حققته واشطن هو في إستغلال حملات التظليل لارغام حلفائها في الغرب والناتو الخضوع لمشيئة البيت الابيض ، بما في ذلك العقوبات التي فرضت في الساعات الماضية ضد روسيا ، مع أن نتائج هذه العقوبات لن تكون تأثيراتها السلبية على روسيا اكثر من الغرب وبخاصة النظام الاوكراني ، حيث يدفع النظام هناك لتحميل بلاده وشعبه كل الدمار وقتل الابرياء ثمنا لارتباطه الرخيص بالغرب والناتو .

لكن ، السؤال الذي لم تتضح ، كل مؤشراته حتى اليوم ، الى اين يتدحرج الجنون الاميركي – الغربي وأداتهما الطيعة في أوكرانيا ؟

إذا كان من الصعوبة بمكان تقدير المدى الذي سبلغه الوقوف على حافة الهاوية ونتائجه في حال خروجه عن السيطرة ، لكن من الاكيد ان قيصر روسيا لن يتراجع خطوة واحدة الى الوراء ، إذا لم تتراجع واشنطن وحلفائها خطوتين وأكثر ، ومن لا يقتنع بهذا الامر ، عليه معرفة تاريخ بوتين والشخصية القوية والمتمكنه بكل خطوط السياسة وخلفياتها العالمية بكل تفاصيلها التي يتمتع بها . وأما الصياح والعجرفة وقرقعة أصوات السلاح في واشنطن والغرب فهي مجرد ألعاب بهلوانية يلجأ اليها الاميركي وكل من يسير بركابه ، تدركها القيادة الروسيةومن يتحالف معها ويدعم مواقفها ، ببنما الاقزام الصغار من لبنان الى كل أرجاء المعمورة الذين يسبحون صبحا ومساءا بما يبثه الغرب من نفاق واكاذيب من جهة وبالاوهام من ان روسيا لن تستطيع فرض الهزيمة على الادارة الاميركية ، فهؤلاء ليسوا سوى ” جلابيط ” في السياسة او تقتلهم أوهامهم البائسه .

على ان كل المعطيات ، تشير الى ان قرقعة طبول السلاح لن تخفت قريبا ، بل أن كل إستفزاز اميركي وغربي سيقابله بوتين بردود هادئة وواثقة ، وكل هذه العجرفة لن تحقق للغرب إنجازا يتيما ، فهذا الغرب المنافق لايرى في تدمير العراق وسوريا وإبادة كاملة لشعوب عربية بدءا فلسطين ، وإنتهاء بكل مافعلته اميركا من احتلالات وتدمير في العالم هو رسائل سلام ومحبة . ؟

وفي الختام ، نؤكد ان كل هذا الصراخ الاميركي يراد منه المزيد من الهيمنة على حلفائها في الناتو ومزيد من تبعية الدول الاوروبية للارادة الاميركية ، وجرهم جميعا لان ينصاعوا لهذه الارادة مع كل تكالفيها المالية والاقتصادية على شعوبهم ، في مقابل صفر أثمان للولايات المتحدة ، واما في حال تدحرجت الاوضاع أبعد من ذلك ، فعندها لا يمكن لاي إنسان تقدير نتائج حصول صراع عسكري روسي – اميركي مباشر على العالم . فلكل المعترضين على موقف روسيا ، نسألهم ، هل إذا دخل سارق الى بيتك تقف ووتفرج عليه .؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى