الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
جنون بايدن وسقوط الاخلاق في واشنطن والغرب يهدد بحرب عالمية مدمرة
إلى أين يريد المحافظون الجدد في الادارة الاميركية ، من بايدن الى كل الرؤوس الحامية في هذه الادارة ومعهم مجموعة الانظمة التي تحركهم هذه الادارة ، من حلف الناتو الى معظم الدول الاوروبية ودول أخرى عديدة حول العالم ، باتت أشبه بدمية لدى إدارة البيت البيض ؟
قبل الغوص في بعض تفاصيل وعناوين ماينتظره العالم في الفترة المقبلة ، لابد من تذكير ضعاف النفوس ومن تحركهم الاجندات الخاصة ، ببعض مافعلته الغطرية والهيمنة الاميركية لعشرات السنين بمعظم دول العالم في مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية ، الى جانب إستخدام الاسلحة النووية ضد اليابان ، حيث تعاطت كل الادارات الاميركية مع اي نظام أو شعب يحلم بالحرية والاستقرار ومنع نهب ثرواته من حلف الشركات العسكرية والاحتكارية المهيمنة على القرار الاميركي والغربي ، على أنه نظام وشعب معاديين لتحالف الاحتلال والهيمنة والنهب ، بدءا مما حصل في دول عديدة بأميركا اللاتينية ، الى دول حلف وارسو ( قبل تفككه ) الى فيتنام ،الى كل دول أفريقيا ، الى دول أخرى لاتعدى، من إفغانستان الى الدعم غير المحدود لكل حروب العدو الاسرائيلي ، الى تدمير وإحتلال عدد من الدول العربية ، من العراق الى سوريا وليبيا ولبنان ، وبالتالي فنهج الهيمنة والحروب الاميركية أدى الى قتل عشرات الملايين وجرح أعداد لاتعد وتدمير دول وشعوب ، وكل ذلك تحت شعار مزعوم وهو تهديد الامن القومي الاميركي وما إلى ذلك من مخططات سوداء ، من الفوضى البناءة ، الى كل سناريوهات القتل والهيمنة حتى تستمر سرقة شعوب العالم ودولها من شركات السلاح والاحتكارات العابرة للحدود في داخل الدولة العميقة في الولايات المتحدة ومعها الشركات المماثلة الملحقة في كل أنظمة الغرب ودول اخرى ، ويكفي الاشارة هنا الى مافعله الاميركي من تدمير وقتل بحق الشعب الفلسطيني وحق الشعب السوري ، وما فعله الاميركي من قتل لاكثر من مليوني عراقي ، واللجؤ الى قتل عشراف الاف الجنود والمدنيين في العراق بدم بارد وبأسلحة الدمار خلال إنسحاب القوات العراقية بعد قرار النظام في بداية التسعينات بغزو الكويت و خلال الغزو الاميركي للعراق والامثلة في هذا الشياق هي بالمئات والالاف .
ولذلك ، جاء الدخول الروسي الى أوكرانيا متأخرا ( وليس كما يزعم الغرب بأنه غزو ) بعد تيقن القيادة الروسية برئاسة بوتين ، أن لا طريق اخر لمنع ، ليس تمدد حلف الناتو إلى أوكرانيا ، بل منع المخططات السوداء لادارة بايدن ومن يسير في فلكه في الغرب لمحاولة التهديد المباشر للامن القومي الروسي ، وبما يتيح للهيمنة الاميركية إسقاط اي محاولات في العالم للحد من هذه الهيمنة ، وحتى إن الجنون الاميركي داخل غرف القرار السوداء وصل الى حدود السعي لتفكيك الاتحاد الروسي بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية سابقا ، ولاحقا باقي دول العالم التي تقف عائقا أمام تمدد هذه الهيمنة وإطالتها لعشرات السنين .
وما نشاهده خلال الاسبوعين الماضيين بعد القرار الروسي بدخول أوكرانيا ، من هستيريا أميركية وغربية لمحاصرة روسيا في كل تفاصيل حياة الشعب الروسي ،حتى وصل العقل الهستيري والاجرامي الاميركي والغربي لشمول الحظر الرياضة والفنون والثقافة وحتى جرى حظر على إستيراد القطط من روسيا ، وأما النفاق والكذب والجنون في كل شأن إعلامي وفي كل وسائل التواصل الاجتماعي ، الى النفاق السياسي والدبلوماسي ، بحيث وصلت حدود الجريمة للعقل الشيطاني الاميركي الى كل ما يتجاوزه العقل من إنحطاط وكذب ونفاق لم يشهد العالم مثيلا له في التاريخ ، من فبركة وإختلاق سيناريوهات خبيثة عن الفعل الروسي داخل أوكرانيا ، حتى بات مافعله الاعلام النازي في الحرب العالمية الثانية التي شنها هتلر للسيطرة على اوروبا ، نقطة صغيرة في بحر النفاق والكذب الذي يقوده الاعلام المهيمن عليه من الشركات العسكرية والاحتكارات للولايات المتحدة وحلفائها ،ففي كل ثانية ودقيقة يتم فبركة صور واخبار عن الوضع في أوكرانيا لحوادث مختلفة حصلت في عدد من دول العالم في السنوات السابقة .
وهذا الجنون الاميركي -الغربي وضع العالم على حافة حرب عالمية ثالثة ،لاتبقي ولاتذر ، بل يمكن توصيف ماوصل اليه العالم نتيجة هذا الجنون بأنه حرب عالمية غير معلنة ، في ظل إنعدام الاخلاق لدى الاميركي والغربي لمحاولة محاصرة روسيا في كل شيء ، على خلفية الاوهام لدى الرؤوس الحامية في واشنطن والغرب بأن هذا الحصار، بالتوازي مع مايسعى اليه الاميركي من حرب إستنزاف لروسيا داخل اوكرانيا سيجبرها على الخضوع لمشئية ساكن البيت الابيض وكل أصحاب الرؤوس الحامية ، حيث يخاطر بايدن وحلفائه في الناتو بإشعال حرب عالمية ثالثة لاجل إضعاف روسيا وكل من يواجه الهيمنة الاميركية لاعتقادهم أن العالم لم يتغير وأن قيصر روسيا قد يخاف من جنونهم وعقلهم الشيطاني لاستمرار الهيمنة على العالم ، دون إدراك أن العالم تغير وأن روسيا لن تقبل الهزيمة مهما كانت الظروف ومهما إستخدمت واشنطن وحلفائها من إجراءات غير أخلاقية وغير إنسانية بحق الشعب الروسي ، ولو وصل الصراع الى حدود إستخدام كل ماتملكه روسيا من إمكانات سياسية وإقتصادية وعسكرية ، بما في ذلك السلاح النووي لكسر العنجهية الاميركية وعقلها الشيطاني ،
ولاجل ان يحقق المحافظون الجدد في الادارة الاميركية مصالح كبرى شركات السلاح والاحتكارات ، زجوا برئيس النظام النازي في اوكرانيا – كما يتم جلب اللحم للقطط- دون ان يسأل هذا النازي الصغير عن مصير شعبه ودولته ، بل رغبة لارضاء أحقاده العنصرية ولارضاء معلميه في البيت الابيض ، حيث نجح العقل الشيطاني في الادارة الاميركية بزج النظام النازي في اوكرانيا بحرب غوغاء ضد روسيا ، وبالتالي ادخل الاميركي الشعب الاوكراني في اتون حرب مدمرة دون ان يرف له جفن وهو يدفع الاغبياء من أنظمة الغرب للايغال في العداء لروسيا وشعبها ،، من ذاك المسطول الساكن في ” داونينغ ” بلندن الى اخرين في حلف الناتو ودول متعددة ،، الى محاولة جر تركيا للحرب ضد روسيا ، الى إرسال الالاف والالاف من الارهابين والنازيين الى أوكرانيا للقتال مع النازي الجديد رئيس أوكرانيا ، فكل هذا الجنون الاميركي والغربي من العقوبات ، الى جنون الاعلام الغربي وإنسياقه الاعمى خلف المحافظون الجدد ، الى كل انواع التحريض وإرسال مئات الاف أطنان الاسلحة الدقيفة لحكام أوكرانيا لن تزحزح قناعة الكرملن بقيادة بوتبن بأن الامن القومي الروسي يتوقف على إستعداد الناتو لتغيير مخططاته السوداء لمحاولة إستهداف الامن الروسي وبالتالي حياد اوكرانيا ، مهما لجأت واشنطن وحلفائها لقرارات غير اخلاقية بحق الشعب الروسي ومعه بداية عالم جديد متعدد الاقطاب ،، حيث تجلى بوضوح في الايام العشرة الماضية ان كل قرارات الحظر والعقوبات ضد روسيا ،ستكون نتائجها كارثية على الغرب وإقتصاده وحياة شعوبه أكثر من نتائجها على روسيا نفسها ، والدليل النتائج الاولية التي بدات تتضح في إنحدار الاقتصادات الغربية وإرتفاعات الاسعار الجنونية للمحروقات والغاز في الغرب وهذا الانهيار الحاصل اليوم عينه صغيره عما ستصل اليه الاوضاع المدمرة في الغرب في حال واصل زعماء الدول الغربية الخضوع لما تمليه الادارة الاميركية عليهم من ترغيب وترهيب للسير بفرض حظر على الغاز والنفط الروسي ،
،
فعلى سبيل التأكيد ، فكل محاولات إدارة بايدن فشلت فشلا ذريعا لايجاد بدائل عن الغاز والنفط الروسي ، حتى وصلت الامور بالغباء الاميركي لارسال عدد من كبار المسؤولين الاميركين لزيارة فنزويلا لاغرائها برفع جزئي للعقوبات مقابل ضخ النفط للغرب والامر ذاته يحاولونه مع إيران عبر القبول بكثير من شروط طهران حول الملف النووي وفي الحالين النتيجة صفر ، واليوم يتهيأ بايدن لزيارة السعودية وربما قطر لمحاولة إغراء قادة البلدين ببعض الاوهام مقابل زيادات كبيرة في إنتاج النفط والغاز وتصديره الى دول الناتو … لكن مهما فعل الجنون الاميركي ، فالاقتصادات الغربية تتجه نحو مزيد من الانهيار مع الارتفاعات المستمرة والكبيرة في أسعار الطاقة ، وهي مرشحة للارتفاع لحدود خيالية مع إمعان العقل الشيطاني في الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة حتى ولو قبلت الرياض بالعروض الاميركية نظرا للكلفة الباهظة التي يتطلبها وصول المشتقات النفطية من الخليج للغرب ، في حين يعترف كل قادة الغرب بدءا من بايدن انه من المستحيل الاستغناء عن الغاز والنفط الروسي قبل سنوات طويلة ، هذا في حال عدم مبادرة القيادة الروسية للرد على العقوبات الغربية بإجراءات صارمة تتجاوز ماإتخذته حتى الان من عقوبات مضادة ، وذلك عبر وقف ضخ الغاز والنفط لدول الناتو في الغرب ،،،، فعندها سيصاب الاقتصاد الغربي بكارثة يصعب تقدير مخاطرها على شعوبهم منذ الان . خصوصا ان الاقتصادات الغربية تقوم على الامدادات الروسية من الغاز والنفط .
ورغم ان القيادة الروسية ، تحرص بقدر مايمكن على تجنب تعرض المدنين الاوكران لاخطار الحرب ، فمصير الشعب الاوكراني من قتل وتدمير وتهجير هي أخر ما يفكر به الاميركي وكل من يتماسى مع مخططاته السوداء ، حتى لو أظهر الغرب تعاطفا كاذبا مع النازحين من اوكرانيا ، فالجنون بإرسال الاسلحة لفرع المحافظين الجدد في أوكرانيا نتيجته الوحيدة مزيد من القتل للابرياء في اوكرانيا ومزيد من التدمير لبلد تحكمه مجموعة من النازيين الجدد .
وإذا كان من غير الواضح المدى الذي سيصل اليه العقل الشيطاني الذي يهيمن على القرار الاميركي والغربي لمحاولة إخضاع روسيا ولو دمرت كل اوكرانيا وقتل الملايين ، فمن يعتقد أو يراهن على خسارة روسيا في نهاية هذا الصراع وهذا الجنون الغربي هو واهم أو مصاب بأحلام اليقظة ، مهما إستخدم من أسلحة غير اخلاقية ضد روسية ، بينما اي خطأ أميركي ومعه من حلف الناتو بالحسابات الاستراتيجية على المستوى العسكري سيوصل العالم الى حرب عالمية ثالثة ، سيكون الغرب أبرز ضحاياها ، بكل ماتعنيه الكلمة ومن لايصدق ، لينتظر : إما سقوط أوهام المحافظين الجدد في واشنطن وغيرها وإما خيارات مدمرة للغرب قبل غيره ( فمثلا صاروخ روسي نووي واحد ممن يسمونه في الغرب الشيطان -2 ، قادر بما يمتلكه من تكنلوجيا متطورة جدا على تدمير احدى اكبر الولايات الاميركية ) .مع الاشارة الى ان الايام الاخيرة أظهرت بداية تذمر لدى العديد من الدول الاوروبية الحليفة لواشنطن من محاولات الاخيرة تدفيع الغرب نتائج سياسة الجنون الاميركي في كل شأن من شؤون حياة شعوبهم ، في مقابل نتائج اقل بكثير على الاقتصاد الاميركي .وفي كل الاحوال عالم ماقبل الدخول الروسي لاوكرانيا إنتهى وعالم جديد يتشكل او …. يتم جر العالم الى حرب كونية مدمرة ، ؟