الإنسان بين القلق والإضطراب والخوف من مخالب الدنيا
نصائح لكي لا تعيش طيلة حياتك قلقا ومضطربا وذات مشاكل نفسية وعاطفية تحيطك وتشتت ذهنك فإتبعها من فضلك ورجاءا: لا تركز على القيل والقال ، فلان تكلم عنك وفلان إتهمك زورا وبهتانا بشيء ليس فيك، وفلان تجاهل رسالتي صديقي لم يعد يحبني ، ثانيا لا تفكر في الماضي كيف ظلموك وكيف أساؤوا إليك وكيف أنك لم تأخذ حقك كاملا ، توقف فالماضي يثير بداخلك الإحساس بالعجز والغضب
تجاهل تلك الرسائل والهواجس التي قد تأتيك ، وطبعا الأفكار السلبية لا تجلب لك سوى المشاكل والأمراض النفسية . إرتقي فالحياة أكبر بكثير ولا تمعن وتبقي نفسك أسيرة لدائرة التساؤلات التي لا معنى لها بداخلك
لا تقارن حياتك بأحد ولا تنتقد أحدا أو تكره أحدا أو تحقد على أحد توسل بل الدوافع النبيلة في كل عمل فالله عادل ولا تقول هذا أفضل مني فلان سعيد وفلان تعيس فالذي عند الله ليس لدى العبد ( إماطة الأذى عن طريق المسلمين ) توقف عن المقارنة لألا تصبح نظرتك محدودة وضيقة التفكير والعكس حاور وتحاور ولكن بإيجابية وسل ولكن بذوق وإحترام وليس بعنجهية
لا تركز على ما ينقصك فقط فكر بإرضاء أولا وأخيرا ربك الذي خلقك فسواك فعدلك وعمم وإنشر الخير بين الناس وقم بإصلاح ذات البين وإسعى لجبر الخواطر بين محبيك وبين من تتواصل معهم حتى ولو على هذه الشاشة الإفتراضية وإحترمهم وجلهم وقدرهم حق قدرهم فلا تزعل أحد ولا تحزن أحد بل حب الجميع وكن أنت الكلمة الطيبة النابعة من قلب محب لله وللناس وللحياة وصاحب فأل حسن فالكلمة الطيبة صدقة فأكثر منها بين الغريب والحبيب وبين القريب والبعيد فالمرء لا يبقى منه سوى خلقه وأخلاقه وسلوكه الطاهر البعيد والمنزه عن كل أذى وسوءة ، كن صاحب قناعة عظيمة وكن صاحب إكتفاء كبير لا تسير في طريق الطمع والجشع ولا تقع في فخ حب النفس فمن أحب نفسه وأبغض الناس فذلك من ضعف الشخصية والذاتية المفرطة فتمسك بقول أمير المؤمنين وأمير البلاغة والفصاحة والبراعة اللغوية التي ليس لها نظير على هذا العالم حيث قال عليه السلام(القناعة مال لا ينفد ) تأكد مهما حصلت على ما تريد سيظل ينقصك شيء ، لأن قناعتك سيظل ينقصها شيء مهما إكتفيت سيبقى ينقصك المحبة والمودة والنبل وشد الأواصر بين كل الناس ومعاونتهم من دون أن يطلبوا منك أو يتفوهوا بذلك بفاههم فكن صاحبا للخير وصديقا للمحبة وأخوا للسماحة والتمسك بمبادئ قد إندثرت وإضمحلت وأبعد نفسك عن كل نميمة ورياء وغيبة وتكلم في ظهر أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق فالناس ثلاث إما عالم رباني أو متعلم على سبيل نجاة أم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق للأسف ، الحياة أكبر بكثير من تلك الأمور يا عزيزي كن صاحب موقفا ولا تترك صديقا لك بك إئتمن وكن وفيا له في هذا الزمان الذي تشبهت به الناس والأناس بلباس الإنسانية وهم ذئاب ضارية وكاسرة تنهش بلحم بعضها البعض كن أهل للوفاء ولا تترك لو تناثرت أشلائك للإخاء ولمن بك أمن ولا تخن ولا تجرح ولا تكسر ما يصعب إصلاحه مع الزمن فالكلمة الجارحة لها تأثير كبير على القلوب قبل العقول وعلى الوجدان قبل النفس وعلى القلب قبل الجسد فالكلام في وثاقك إن لم تتكلم به فإن تكلمت به صرت في وثاقه فإسعى وثابر على أن لا تجرح أحدا ولا تترك من بك تمسك في مفترق الطرق ولا تنذهل لمغريات الحياة وكن واعيا ناضجا ومندمجا إلى أبعد الحدود وفوق ذلك وكله كن إنسانا طاهرا عفيفا لا تلين ولا تطوى ولا تعصر ولا تجبن ولا تتآكل ولا تتقادم وكن شجاعا ومقداما وضرغاما مع كل من وثق بك وسلمك أمره كن له سندا حقيقيا لا يصدأ على الرغم من برو الحديد وتشقق المعدن وإنصهار القالب
لا تشغل نفسك بما يرهقك ويتعب أعصابك ويستنزف طاقتك ويضعك في موقف محرج أو لا تحبذه وكذلك الأمر يمرض نفسيتك ويشعرك باليأس والحطة النفسية وتجمد الروح الجسدية فيك فالحياة مليئة بل الفرص بل خذ الفرصة والنجاح من لثم وفم الأسد ولا تتوقف عن القتال أمام حلمك كن فرحا سعيدا متفائلا وكذلك الأمر قوي غيرك وأفرحه ولكي تصل إلى ما تهفوا نفسك إليه لا تتلعثم فالله معك ومسددك ومنور دربك ومنير أيامك رحمة وحبا وتوددا
لنحمد الله على سويعات حزننا وأحزاننا فالإنسان الذي لا يحب الخير ولا فعله ولا الإقدام ولا العزيمة على نشره يصيبه تسنه ويعتريه تعفن وتغير ويفسد فهذه الأعمال لا يقدر عليها إلا من كانت نفسه كبيرة ومليئة بل الخير وبذوره وصفطة تملئه من جود النفس وطيبها وتنكهها عن كل الشوائب والأتراب أبعد الله عنكم كل حزن وهم وغم وضناء وشقاء وكدر والنصيحة الأولى والأخيرة كونوا بقلوبكم النقية ونفوسكم السوية وصفاء نواياكم وسماحة الضمير وصحوته وليس فقط بأجسادكم بين الناس ومعاشرتهم (قد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ) مجموعة من الخواطر الإنسانية أرميها وأضعها بين أيديكم أساتذتي الكرام لعلها تكون مرحلة تحول لكل إنسان من نفسي أولا أبدأ وإلى كل نفس عزيزة وكريمة فلتصل صباحكم خير بإذن الله تعالى ( العبد الفقير إلى الله أخوكم علي زغيب )