كُرهاً نُباريكم …كتب علي اللقيس
منذ الشرارة الاولى كان الوطن اولوية ، دأبنا المدارات لكل متعلقاته ، كان الكبير فينا يصغر امام أي ضعيف شريك بالوطن ، مارسنا التواضع حتى أصبح سلوكاً ، هاجسنا دوماً إرضاءكم ، لم نميًز منتسباً قط ، فكان القرص مشاركة ، والهم مشاركة والفرح مشاركة ، يوم كنا نختلف على أمرٍ كنا نبحث عن خط الرجعة قبل خط التصادم ، سعينا لخدمتكم بأشفار العيون ، لم ننجز نصراً الا وكان عنوانه هدية لكم كما هو لنا ، كان العنوان لبنان ، والنصر للبنان ، ولملمة الجراح تحظون بها قبل عوائل شهداء الوطن ، والمقولة المقدسة انجازاً على الدوام ” سنعيدها افضل مما كانت “. تلقينا بصدورنا كل السهام كرمى للوطن ، جمعنا سلاحاً تشيب له الاعداء ، ولم نخدش مشاعر أحدٍ برؤيا مسدس ، قدّرنا للشرفاء صمودهم ، وغضينا الابصار عن رواد الانهزام اللذين صرحوا خدمةً للعدو ، وتعمدوا أذية المشروع ، كل ذلك كان مغفور لاننا لبنانيون سواسي ، تقبلنا كل شيئ دون العمالة ، وصل البعض الى المحظورات مراراً ، وكان حكماؤنا يقرّعون السفهاء منا حفظاً على مشاعر المخطئ من شركاء الوطن ، ويوم اختلس أسياد الزور مقومات الوطن ، سعينا لتأمين البدائل ولم نقل هذا وذاك ، بل كان المعيار هو الارتفاع عن سطح البحر ونسبة البرودة لينعم الجميع بالدفئ ، لطالما تلازمنا المصير ، لم نُشعِرَ أحداً من أبناء الوطن بفائض قوة ، بل كنا على الدوام أشداء على الكفار بالانسانية رحماء فيما بيننا كمظلومين في ديارنا ، لم تميزنا يوماً هوية ولا دين ، ولم تفرقنا جغرافيا ، سعينا الى الوحدة في أكتر المفاصل ، بميلاد نبينا (ص). جعلنا اسبوع وحدة ليجمع الجميع ، ولوطننا جعلنا قدسية التراب ولهفة عودة الاسير ونُصرةِ المظلوم دون اعتبار إختلاف المشارب ، ابدينا قداسة لكل المقداسات في كل الميادين فكانت المئذنة والجرس سواسي ، أزلنا التراب عن القرأن والانجيل بيمنى اعز مجاهدينا ، أفعالنا قبل اقوالنا … الله رباً لكل العباد ، والوطن للجميع ، والشاقة من الاعمال على عاتقنا ، وغار الانتصار في ايدي كل اللبنانيين ، لمسنا منكم دعماً قل نظيره ، ابديتم صموداً أذهل كل من رأى ، فكيف لكم يا احبتي أن ترضون بمن ينبري متصدياً مفتخراً بيديه المحمرة من دماء الابرياء في الوطن للوقوف بوجه مشروعنا الذي هو مشروعكم