بوتين يسقط مخططات الغرب ودول الناتو مثل الثور الاعرج
والكاتب السياسي حسن سلامة
من لا يصدق ، فلينتظر بعض الوقت وعندها سيتأكد أن العالم مابعد دخول الجيش الروسي الى أوكرانيا ، مختلف كليا عما كان عليه قبل العملية ، ومرد هذا التغير المتوقع يعود لاسباب كثيرة ، نتجت عن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وما تلاها من إنجازات لروسيا وزعيمها ليس عسكريا فقط ، بل في كل الاداء السياسي والمالي والاقتصادي وغير ذلك ، وبما سبق العملية العسكرية من إتفاق روسي – صيني غير مسبوق في كل قضايا العلاقات المشتركة بما في ذلك المجال العسكري ، وما تبع العملية من وقوف عشرات دول العالم الى جانب روسيا بمواجهة العقوبات الاميركية – الغربية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ، طبعا الى جانب القدرات الهائلة للاقتصاد الروسي وما يملكه هذا البلد من ثروات هائلة ، بدءا من الغاز والنفط ، وإعتماد الغرب بكل دولة على مود الاساسية على الغاز الروسي ، الى جانب ضرورية لصناعته وكل شؤون حياة المجتمع الاوربي ، الى مواد اخرى اسياسية لايسمح مقال واحد التطرق لكل ما يعتمد عليه الغرب في حياة شعوبه من مواد ضرورية في كل شؤون دول الغرب المختلفة .
فالواضح وفق كل المعطيات والمعلومات حتى تلك التي يقر الغرب ومعه الاميركي ، ان القيادة الروسية فاجأت هؤلاء في كل ما كان يعتقده حلف الناتو وحلفائه وما كان يخطط ولازال مم من أوهام إعتقادا منه انه يمكن هزيمة روسيا او على الاقل تراجعها عن العملية ، رغم الكم الهائل مما تقدمه دول الناتو من أسحلة متطورة ومن كل الانواع الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي ، الى جانب التقديمات الاخرى الصخمة في ما يدعم نظام زيلنسكي النازي ، وايضا الكم الهائل من العقوبات ضد روسيا وإجراءا ت في كل قضايا الحياة المتعلقة بالاقتصاد الروسي لم يشهد العالم مثيلا لها ، وما تعنيه من سقوط الاخلاق والانسانية التي يزعم الغرب أنه يدافع عنها .
لكن ، وبعد فترة بسيطة من كل هذا الحشد الاميركي – الغربي ضد روسيا عسكريا وماليا ولوجستيا وإجتماعيا وكل ما لا يمكن تخيله ، عاود الاقتصاد الروسي النهوض والانتعاش بعكس ما كان يراه الغرب ، واول الغيث كان في التحسن الكبير بسعر الروبل الروسي بعد الانخفاض الذي تعرض له في بداية العقوبات الغربية ، فيما تحسنت علاقات روسيا مع عدد لا بأس به من الدول ، بدءا من الهند والبرازيل ودول عديدة في افريقيا واسيا والعالمين العربي والاسلامي ، وحتى داخل حلف الناتو بدأت تظهر خلافات جوهرية حول طببعة التعاطي الاميركي اللاإنساني وحتى الارهابي مع روسيا ، بحيث مارست واشنطن كل أنواع الضغوط على حلفائها لتشديد العقوبات والمقاطعة للمنتجات الروسية ، خاصة الغاز ومواد أخرى ، لكن دول غربية عدة رفضت هذه الضغوطات خاصة المانيا وفرنسا ولو ان هذه الدول إستمرت في شحن السلاح الى النظام الاوكراني ، فالاميركي ضغط بالمقام الاول لمقاطعة الغاز والنفط الروسي مع علم الولايات المتحدة ان وقف ضخ هاتين المادتين من روسيا الى الغرب سيؤدي الى وقف اكثرية المصانع الكبرى وكل انواع الانتاج في الغرب وهو ما إعترف به قادة المانيا وهولندا ودول اخرى ، رغم ان دول الغرب تسير في دعم النظام الاوكراني وفق الاملاءات الاميركية وما تطلبه من دول الناتو وحلفاء اخرين مثل اوستراليا والسويد وفنلندا . كما ان الكثير حتى من حلفاء واشنطن التاريخين تمردوا على القرار الاميركي السير بإملاءاتها ، بدءا من السعودية والامارات اللتين رفضتا رفع إنتاج النفط للتعويض عن العقوبات ضد روسيا بوقف إستيراد النفط منها .
والمشكلة الاكبر التي واجهها الغرب بسبب العقوبات على روسيا ننيجة ضغوطات إدارة بايدن الارتفاعات الضخمة في الاسعار في كل الدول الغربية بما في ذلك داخل الولايات المتحدة والاخرين ، الى جانب الانكماش الحاد والعجز الذي ضرب الاقتصاد الاوروبي ، فيما بدات تخرج في عدد من الدول الغربية معارضات سيايية وشعبية لسياسة حكوماتها ، وما حصل ويحصل في فرنسا مؤشر واضح على ذلك ، عدا التظاهرات التي حصلت في إلمانيا ويجري التعتيم عيلها . اما الوضع داخل الولايات المتحدة ، فحدث ولا حرج ، من توجه دول كبرى وأساسية نحو إستبدال الدولار بعملات بلادهم ، الى الازمات التي تعصف بالاقتصاد الاميركي ، مع إرتفاع العجز الى ما يزيد عن ٨.٥ بالمئة ، لكن الطامة الكبرى تبقى في الفوضى والعشوائية بقرارات بايدن وإدارته ، بينما أصبح بايدن مجال للسخرية في كل وسائل الاعلام الاميركية وبين الكثير من السياسين الاميركين حتى من داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه بايدن ، خصوصا في ظل مايعانيه بايدن الى مايشبه الخرف والسقطات بالعشرات التي وقع بها وباتت تردد على السنة معظم الاميركين، بينما شعبية بايدن إنخفضت الى مستوى لم يشهد مثيلا له كل رؤساء الولايات المتحدة السابقين ، بحيث تدنت عن ٣٨ بالمئة . أما شعبية بوتين فتجاوزت ال ٧٠ بالمئة .
فكل هذا الجنون الغربي لمحاولة التأثير على قرار القيادة الروسية ( رغم ما أصاب الغرب من نكسات ومعه نظام زيلنسكي وإرتدادات هذا الجنون على الدول الغربية نفسها ) ، لم يغير ذلك في السلوك الغربي الاجرامي الذي يريد إستمرار الحرب حتى أخر اوكراني ، وحتى لو أدى ذلك الى إنكماش في الاقتصاد الاوروبي لم يشهد الغرب مثيلا له ومعه إرتفاعات ضخمة في الاسعار وتراجع سعر اليورو ، وأمور كثيرة تتصل بحياة الاوروبين .
لكن لكل الجنون الاميركي والغربي لم يؤثر بشيء على قرارات الرئيس الروسي الروسي فلاديمير بوتين وقاداته السسياسية والعسكرية لتحقيق الشروط التي إضطرت القيادة الروسية لاعطاء الاوامر للجيش الروسي ببدء العملية العسكرية في أوكرانيا ، بدءا من الضمانات لحياد اوكرانيا وعدم إنضمامها للحلف الاطلسي وحماية الاقليات في دونباس من عمليات الابادة التي كان يقوم بها نظام زيلنسكي النازي بحقهم .
طبعا ، فاالغرب بدءا من واشنطن ، ومعهم النظام النازي لزيلنسكي ، شنوا أكبر عملية تضليل ونفاق ضد روسيا في كل مفاصل الوضع داخل روسيا وفي موضوع سير العمليات العسكرية ، وفي إستخدام كل التوصيفات الكاذبة عن مايدعونه جرائم يرتكبها الجيش الروسي ، او ما تعرض له من خسائر ،( فاالجانب الروسي يتحدث بشفافية عن خسائره في المعركة وعن جوانب العملية العسكرية تقدما او تراجعا بحسب طبيعة المعركة وما هو أفضل لتنفيذ اهداف العملية ) ، ولو ان الجانب الاهم في هذه الدعاية الملفقة والمعدة داخل اجهزة الاستخبارات الاميركية والغربية ، ما يصفون به بوتين وقيادتها وجيشها عن مايزعمونه بإرتكاب جرائم حرب ، بينما كل المتابعين على الارض يؤكدون بما لايقبل الشك ان نظام زيلنسكي هو الذي يرتكب هذه الجرائم على غرار ماكانت ترتكبه داعش والنصرة وأخواتهما في سوريا من جرائم حرب بإيعاز من الاميركي وحلفائه لمحاولة إتهام الدولة السورية بها ، ما يعني ان دول النفاق والاجرام في الغرب تتناسى ما فعلته من تدمير شامل لدول بكاملها من العراق ، الى سوريا ، الى ليبيا ، الى اليمن ، الى إفغانستان ، وبالاخص في فلسطين ، ناهيك عن سرقة ثروات شعوب العالم غزو كل دولة تعارض سياسات الغرب الاستعماية ، وإذا ما تطرقنا الى كل هذا الاجرام والارهاب الاميركي والغربي ،فالامر يتطلب مئات المقالات .
بكل الاحوال ، فكل هذا الصراخ الغربي الخسيس ، وكل هذا الجنون وكل هذا الدعم للنظام النازي وكل العقوبات وكل…. ، لم ولن تثني بوتين والقيادة الروسية عن الاصرار في تحد أحادية واشنطن الاستعمارية ومعها الهيمنه الاحادية على العالم ، مهما كانت الظروف والمعطيات العالمية في مواجهة روسيا ، لكن القضية الاخرى التي تقلق الغرب وواشنطن تحد الصين لهيمنتها ومحاولة محاصرة روسيا ، والاعتقاد الراسخ لدى كل المتابعين للشأن الصيني على يقين ان القيادة هناك باتت اقرب من اي وقت مضى لاتخاذ القرار الكببر بإستعادة تايوان للسيادة الصينية وهو الامر الذي قد نراه حقيقة في الفترة المقبلة ، وعندها لن يكون امام الولايات المتحدة وحلفائها سوى الاذعان للتنين الروسي ، كما هي الحال اليوم مع الدب الروسي . واما البكاء والصراخ والنفاق حول حقوق الانسان وحريات الشعوب وما الى ذلك من كلشيهات كاذبة خبرتها شعوب العالم ، ماهي سوى نفاق خسيس لابقاء وإدامة الهيمنة الاميركية – الغربية على العالم ومعها إدعائاتها المزيفة للاستمرار في سرقة ثروات العالم وتنصيب التابعين لهذا الاستعمار الجديد بكل الوانه وأدواته .