القوى السياسية تسخر الديانات ومعها شعارات التخوين لاجل مقعد نيابي
الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
القوى السياسية تسخر الديانات ومعها شعارات التخوين لاجل مقعد نيابي
وخرجت الى العلن في الفترة الاخيرة وبطريقة لايقبلها منطق ولا طبيعة الصراعات السياسية دعوات من هنا وهناك ، بدءا من المراهنين على ضرب المقاومة من سياسين ورجال دين ، الى أطراف أخرى بينهم مشايخ ، وبعضهم في مواقع دينية اساسية ، من الفريق الاخرى جميعها مع الفارق في الغاية من هذه الدعوات تحرض بأساليب لايقبلها الدين ولا الرسالات السماوية ولا الحرص على بناء وطن ، بل كلها تحرض بطريقة مذهبية ودينية من هنا وتخوينية من هناك ،ما يكشف حقيقة محاولة إستغباء الناس ومحاولة إقناعهم بإنتخاب لوائحهم بعيدا عن كل ما شهدته وتشهده معظم دول العالم من السعي لاقناع الناخبين بما حققوه وبما سيعملون لتحقيقه ، وفق برنامج سياسي واضح ووفق أجندة تحدد كل حاجات البلاد وأبنائه .
والاغرب من ذلك ان هذا البعض من هنا وهناك لا يعطي أي أهمية لاقناع المواطن بأن مايطرحونه يؤسس لبلد ديمقراطي ، سيادي ، حر ، لافرق بين أي مواطن وأخرى في الواجبات والحقوق ، فالمراهنون على الاميركي وما بعد الاميركي لا شيء عندهم يقدمونه للناس سوى إتهام خصومهم بأن إيران تحركهم وأنهم ينفذون أجندتها ، وصولا الى شعارات خشبية بالية ، منها مثلا الدعوة لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان ، مع أن هؤلاء كل تاريخهم كان ولا زال الارتباط بالاجنبي وتنفيذ أوامره وأجنداته ( من الخمسينات الى الثمانينات الى اليوم ) ، فبغض النظر عن طبيعة النظام الايراني وما يمثله دينيا – فالبعض يدعم الى اخر الحدود طبيعة النظام والبعض الاخر يهاجم وينتقد – لكن إيران قدمت الكثير ، الكثير لدعم صمود المقاومين على طول الساحة العربية وعرضها لمواجهة المشاريع التأمرية للاميركي والاسرائيلي ، كما انها تقيم علاقات إستراتيجية مع كل الدول التي تواجه الهيمنة الاميركية ، وبالتالي لايمكن المقارنة بين ماتعمل له لاجل حرية الشعوب وبين سارقي ثروات شعوب العالم بأجمعه من الولايات المتحدة الى كل الدول الاستعمارية بصيغها الجديدة ، وحتى لو كان هناك أخطاء أو ثغرات ، وحتى لو إختلف اي إنسان مع طبيعة النظام في إيران ، فسيان المقارنة بين السارق وبين من يقدم ما أمكن من دعم لمواجهة المستعمرين الجدد .
ورغم ذلك ، لايمكن في المقابل سوى رفض تلك الشعارات التي يرفعها وينادي بها البعض من الفريق الخصم لحلفاء اميركا ، بينها مثلا : دعوات البعض ان عدم التصويت لهذه اللائحة او تلك هو فعل حرام ، الى حدود توصيف من ينتخب للائحة اخرى حتى لو كانت في مقدمة المواجهين للهيمنة الاميركية ي بأنه عميل للخارج ، فمثل هذه الشعارات التي تحاول الاستناد الى الرسالات السماوية وإلى إثارة الخوف من العقاب بعد الموت ، لا يعبر من قريب او بعيد عن ما جاء في كل الكتب التي أنزلها الله ولا في الاحاديث النبوية ، بل هي محاولة للاستخفاف بعقول الناس وتخويفهم مما أنزله الله في الكتب السماوية عبر الانبياء أو حتى مما جاء في مؤلفات علماء كانت لهم مكانه كبيرة في تاريخ الرسائل السماوية . ( رغم أن المجتهدين والعلماء الكبار في الاسلام يختلفون على معظم الاحاديث كون أصحابها قاموا بوضعها بعد عشرات بل اكثر من مائتي عام من وفاة الرسول ) . وتأكيدا نورد بعضا مما حدده كل من الدين المسيحي و الدين الاسلامي ، فالسيد المسيح يقول على سبيل الحصر فقط ، ” إن الله أرسلني لابشر الاخبار الجيدة للفقراء “. اما القران الكريم فنورد حصرا فقط بعض ما جاء في إحدى أيات الكهف ، بحيث جاء إحدى الايات ” قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ” ، بينما النبي محمد يؤكد إنه ” يرفض ان يكون المسلم إمعة بل يريده فردا واعيا له رأيه في كل قضية ” والمقصود بذلك ” حق الانسان في أن يفكر تفكيرا مستقلا في جميع ما يكتنفه وأن يأخذ بما يهديه إليه رايه ” وكذلك الامام علي فقد نقل عنه الكافي ” أيها الناس ، إن أدم لم يلد عبدا ولا امة ، وإن الله خلق الناس كلهم أحرار ” . هذه جزءا بسيطا مما اكدته الديانات السماوية عن حرية الانسان .
لذلك ، فالاحرى من كل هؤلاء تقديم برامج و مسائل وقضايا تتناول ما قدموه لوطنهم وأبنائه ، وإقرانها ببرامج شاملة ، مع الأليات التي سيعتمدونها لتحقيق برامجهم الهادفة لانتشال وطنهم وأهلهم من براثن المجاعة ، ومن براثن هذا النفق المظلم الذي أوصلت المنظومة الحاكمة ومعها كل مافياتها وإحتكاراتها البلاد إليه ، بما يمكن من تحقيق برامجهم – إذا كانت فعلا تريد بناء دولة ديمقراطية – عصرية ، تواكب مابلغه العالم شرقا وغربا من حداثة وحرية ومساواة ، وبذلك يمكن المواطن ان يختار بحريه وبملء إرادته لمن سيعطي صوته ، وأي طرح غير ذلك ينتمي الى العصور الوسطى ويقصد منه إستمرار إرتهان البعض بالرهان على الاجنبي وبالاساس الاميركي ، أما تخويف الناس والضحك عليهم من ان الدين والرسالات السماوية مثل ( البعبع ) ، فهذا تحريف لما قاله النبي محمد والامام علي ، فكل الاديان تجمع على ان الله رحيم شفيع وأن الدين ليس ” بعبعا ” ، بل هو رسالات نزلت من اجل بني البشر ومن اجل إقناع الاخرين بالحسنى والكلمة الطيبة ،وليس بالوعيد والتهديد والتخويف . إتقوا الله أيها السياسين ومعهم الكثير من رجال الدين ، ومن يتاجر بالرسالات السماوية لغايات لاتمت بصله لكل ما أتت عليه الكتب المقدسة ، من القران الى كل الكتب الاخرى .
ونختم ، طالما إن من يدير البلد من كل الاتجاهات بهذه العقلية ، فلن تقوم قائمة للبنان و سيستمر الانحدار المخيف ، حتى ان ما هو أت سيكون مدمرا للبلاد والعباد ،، كل أوهامهم عن الانقاذ والتغيير و….. ، مجرد كليشهات لاستغباء الناس .