مقالات

مؤشرات ماتنتظره البلاد يخالف مايرفع من شعارات فضفاضة ووعود موهومة

الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة

بعد تبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود بما خص نتائج الانتخابات النيابية ، لاشك أن البلاد ستكون أمام مرحلة جديدة بكل المعايير ، ليس من حيث أعداد المقاعد التي حصدها هذا الحزب اوذاك وليس من حيث ، ماأظهرته النتائج من بصيص أمل بسيط جدا لبعض القوى ذات المصلحة الحقيقية والوطنية بإنقاذ البلاد، فالمهم أن يكون مابعد ١٥ أيار ليس كما قبله من حيث الحرص على إخراج البلاد من الهوة العميقة التي أسقتطته فيها منظومة الفساد وأحزاب المذاهب وأصحاب المشاريع الفئوية والمرتهنة للخارج .

والسؤال ، إذا دون مطولات وقراءة لمواقف أكثرية الكتل الكبرى في المجلس الجديد ( اللبنانيون يفترض أن يكونوا ملمين بكل مافعلته هذه الطبقة وأزلامها ) ، هل يمكن الرهان على بداية إنقاذ جدي للبلاد وعلى أي أسس ستتحرك الكتل الكبرى لكونها صاحبة القرار الفصل في عمل مجلس النواب وكل السياسات اللاحقة ؟

من الان ، لاشيء يؤشر الى حصولة تغيير جدي في إداء هذه اكتل بدءا من الاصلاح الى محاربة الفساد وإعادة النظر بمسائل اساسية ومصيرية لها علاقة بتطوير هذا النظام العفن ، فلكل حزب وكتلة و… ، رؤيتها المتناقصة تماما ، وخصوصا بين التكتلين الاساسين اللذين خاضا معارك حامية خلال العملية الانتخابية ، ما يعني أن الاشتباك السياسي بين هذين التكتلين سيتفاقم الى حدود غير واضحة منذ الان ، في وقت تؤكد كل المعطيات أن الصراع بين هذين التكتلين وصل الى حدود يصعب إيجاد حلول مقبولة بينهما ، من شأنها فتح الطريق امام وقف التدهور المخيف في الوضع الداخلي ، وهنا لابد من ملاحظة سريعة حول مايطرحه البعض ممن هم محسوبون على قوى التغيير – كما هي حال مع النواب الجدد من تغييرين في بيروت – من طروحات مثل طواحين الهواء ، عبر هجومهم على المقاومة وماتمثلة من حماية للبنان ، فهكذا عناوين سياسية ، توصل أصحابها للحائط المسدود ، على أن نعود في مقالة اخرى لتفصيل ماتمخضت عه الانتخابات وبالاخص مجموعة القوى التغييرية .

ولعل ماحصل في الساعات الماضية من خلال العودة للعبة المضاربة بالدولار ، مؤشر أولي بسيط لما تنتظره البلاد ، فبغض النظر عن الصراع المتوقع بما خص المواقع الاساسية في الدولة ، مع أن عودة الرئيس بري الى رئاسة مجلس النواب محسومة سلفا ، نقول لكل القوى السياسية لاتأخذوا البلاد الى أسؤ مما كانت عليه قبل ١٥ أيار ، ففي حال إستمرت هذه العقلية ، وإرتهان البعض للبترودولار ، حيث أمطرت السماء على هؤلاء كميات ضخمة من المال الذي وزع للرشوة من خلال سفير دولة البترودلار وسفيرها المعظم ، وما يدعيه من كلام فارغ ينطبق عليه المثل القائل ” من بيته من زجاج لايرشق الناس بالحجارة “، فالبلاد ذاهبة دون أدنى شك الى جهنم وما بعد ، بعد جهنم . إن كل هذا العهر والشعارات الزائفة عن الاصلاح ومحاربة الفساد وعفن النظام المذهبي ، الى إعتبار سلاح المقاومة بأنه يمنع قيام الدولة …. وبالتالي البقاء على نفس الرهانات السابقة ، كل ذلك لايبشر بإيجابيات الحد الادنى في المرحلة القادمة ، بل إن البلاد ستسير بسرعة كبيرة نحو الانهيار الكبير ، ولو أن هناك من هو متفائل وإنه أشبه بالسوبرمان الذي يقلب الوضع رأسا على عقب ، اي من الانهيار ، الى بدء الاصلاح وقيام الدولة العادلة والديمقراطية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى