الدولار يستشرس والأسواق تقفل… أسبوع حارق ينتظر اللبنانيين
الدولار يستشرس والأسواق تقفل… أسبوع حارق ينتظر اللبنانيين
هذا الأسبوع مؤشراته حارقة على الصعد كافة، الدولارية والنفطية والدوائية والغذائية، والاجتماعية عموما، وسط اقتراب الدولار من سقف العشرين ألفا، وتوقف المتاجر عن البيع والمصارف عن دفع مرتبات موظفي المؤسسات الخاصة، بصرف النظر عن أرصدة هذه المؤسسات بالليرة اللبنانية.
أصبح لبنان على كل شفة ولسان، في باريس والفاتيكان، كما في الإطلالة التلفزيونية للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله التي تزامنت مع مقاربة السلطة اللبنانية للاحتياطي الإلزامي من العملات الصعبة في مصرف لبنان. وما تبع ذلك من رفع الدعم عن المحروقات من بنزين ومازوت، فيما يواصل سعر صرف الدولار قفزاته في السوق السوداء ليتجاوز أمس، سقف 17 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد، ما يؤشر على أن الأيام المقبلة ستكون حارقة على كل مستوى وصعيد.
واللافت في كلمة السيد نصرالله، عبر قناة «المنار» أمس الأول، أنه ركز على نقطتين أساسيتين: الرد على مناشدة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل له كصديق ليكون الحكم، والنقطة الثانية تناولت وعده باستيراد النفط من إيران بالليرة اللبنانية.
في الرد على نداء باسيل لم يكن الجواب بالإيجابية التي انتظرها الأخير، فنصرالله أكد، أولا، أن الحزب ليس على الحياد في موضوع الحكومة، بدليل انه هو من طلب من بري التحرك، وأكد، ثانيا، انه مع الحقوق ولن يخذل صاحبه. وأكد نصرالله انه سيلبي دعوة باسيل كصديق وقد تم اللقاء معه من خلال موفدين من الحزب. وفي هذه الإشارة «اللقاء من خلال موفدين»، قرأت المصادر المتابعة، بين حروفها، ما يعني أن باسيل كان يأمل بلقاء مباشر مع السيد نصرالله، لكن عندما لم يحصل على موعد وجه نداءه له عبر شاشة قناة «أو تي في» الناطقة بلسان «التيار الحر»، فإذا بالجواب يأتيه عبر الموفدين وفيق صفا وحسين خليل، ثم مباشرة عبر كلمة نصرالله عبر «المنار»، مع إشارة الأمين العام إلى انه «ستكون هناك لقاءات مع الرئيس بري» دون أحد آخر «وأن الحزب يمكن أن يقدم أفكارا جديدة».
في هذا الوقت كان هناك تعليق لافت لقناة «إن بي إن» الناطقة بلسان الرئيس نبيه بري، وفيها تقول: “المسكنات قد تخفف الألم لكنها لا تشكل علاجا فيه الشفاء، والعلاج الصحيح يبدأ من تشكيل الحكومة وكل ما هو عدا ذلك، فعبثاً تحاولون”.
وقد تعرض بري أمس لهجمات مكثفة من جانب مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتيار الوطني الحر.
أما في موضوع استيراد النفط الإيراني، فقد أكد نصرالله على إنجاز وسائل نقل النفط الإيراني إلى لبنان، في حال عجزت الدولة عن تأمين البنزين والمازوت. ولا شك أن نصرالله يعلم أن إيران تستطيع تزويده بالنفط الخام، ومن هنا كان طرحه تشغيل مصفاتي طرابلس والزهراني، معتبرا أن ذلك ممكن خلال 6 أشهر.
هنا يفرض السؤال نفسه حول معنى إعلان السفارة الإيرانية في بيروت عبر حسابها على «تويتر»، عن وصول ناقلات نفط إيرانية إلى بيروت مع صورة لإحداها، متضمنة القول: «بغنى عن تفاهات السفيرة الأميركية. ولا ينبغي للسفيرة أن تتدخل في العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الإيراني واللبناني».
ولم تشر السفارة إلى مكان رسو الناقلة بالتحديد، وقد لاحظ متابعون أن الناقلة الظاهرة في صورة السفارة تبدو فارغة، بدلالة ارتفاع غاطسها فوق الماء.
ويبدو أن إعلان السفارة الإيرانية جاء بمثابة رد سياسي على السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي قالت لقناة «الجديد» ان استيراد النفط من إيران إلى لبنان ليس حلا».
وزارة الطاقة التي يتولاها الوزير المقرب من باسيل، ريمون غجر نفت أن تكون أي شركة إيرانية طلبت إذنا لإدخال بواخر نفط إلى لبنان.
وقبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في خبر الناقلات الإيرانية سارع رئيس «حركة التوحيد العربي» وئام وهاب إلى التغريد قائلا: شكرا إيران!.
في مطلق الأحوال فإن هذا الأسبوع مؤشراته حارقة على كافة الصعد، الدولارية والنفطية والدوائية والغذائية، والاجتماعية عموما، وسط اقتراب الدولار من سقف العشرين ألفا، وتوقف المتاجر عن البيع والمصارف عن دفع مرتبات موظفي المؤسسات الخاصة، بصرف النظر عن أرصدة هذه المؤسسات بالليرة اللبنانية. وبات اللبنانيون وكأنهم على فوهة بركان، ومن هنا كانت مناشدة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لقائد الجيش العماد جوزيف عون مجددا التحرك وتشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطة وتنقذ البلد قبل فوات الأوان.
ويبدو أن الوضع الدراماتيكي الذي حذر منه المجتمع الدولي، وصل إليه اللبنانيون فعلا، والبدايات السيئة أطلت من الشمال أمس، عبر إقفال الطرق الدولية وامتدت، عند الظهر، الى الجنوب، ثم في باقي المحافظات.
المصدر: وكالة الأنباء الكويتية