صراخ وتهويل ودموع التماسيح والهدف حماية الفاسدين وسرقة المودعين

كتبت خديجة البزال

.صراخ وتهويل ودموع التماسيح والهدف حماية الفاسدين وسرقة المودعين

بعيدا عن الصراخ والتهويل ودموع التماسيح على ودائع اللبنانيين المنهوبة ممن تعودوا الارتزاق من المافيات المختلفة في المنظومة الحاكمة بكل تلاوينها السياسية والمالية والنقدية والاقتصادية ومعهم مافيات المصارف ، يبدو واضحا أن بعض القضاء ليس بعيدا عن لعبة التغطية على نهب ودائع اللبنانيين ، لا بل الاخطر صمتهم وسكوتهم عن الذين سرقوا ونهبوا المال العام وجنى عمر الشعب اللبناني ،، فهذا البعض من القضاء لم يجرؤ على فتح ملف متهم واحد بالفساد والنهب ،في كل شأن عام وخاص ،، واخرهم ماكشف من فضائح عن مافيات الطحين المدعوم من جيوب المواطن اللبناني .

لكن ما يثير الريبة وعشرات علامات الاستفهام ، لجوء بعض القضاء لعرقلة عمل القاضية غادة عون بحجج وتبريرات ، لا تفسير لها سوى التغطية على مزيد من نهب ودائع المودعين ،، حيث جرى قبل مدة قصيرة رفع الشمع الاحمر عن شركة مكتف المشتبه بها بلعب دور أساسي بتهريب اموال كبار النافذين والاثرياء للخارج قبل وبعد حراك ١٧ تشرين الاول عام ٢٠١٩ ، واليوم يحول بعض القضاء القاضية عون للاستجواب بحجج وذرائع ، لاقيمة لها ،، فيما الهدف الخفي من وراء ذلك تطويق القاضية عون ومنعها من العمل والبحث وتحريك القضاء دفاعا عن أموال المودعين .

وإذا كان بعض سيئي النية ، يعيدون تحرك القاضية عون لحماية أموال المودعين لاسباب سياسية تخص حسابات العهد ، فحتى لو كانت هذه الاتهامات فيها بعض الحقيقة ، فما هي المشكلة ، طالما أن تحرك القاضية غادة عون يخدم السعي لحماية اموال المودعين ،، بل ونقول لهؤلاء إن كل شيء له أبعاده السياسية ، وما يقوم به الذين يشنون حملة شعواء على القاضية عون ، هو التسييس بعينه ، بل يراد منه حماية الفاسدين والتغطية على موبقاتهم ، حتى من داخل بعص القضاء . فالمحركون لهذه الحملات لم نسمع ونرى منهم اي تحرك او فعل جدي يراد منه حفظ ما تبقى من اموال المودعين ، بل هم دائما حماة لمافيات المصارف وفرمانات حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وما أتحفنا به ولا زال من بدع وهرطقات خارج كل القوانين اللبنانية ، وبالتحديد القوانين التي تحكم عمل مصرف لبنان وعمل المصارف، وذلك من خلال عشرات التعاميم الخنفشارية والتسعيرات المختلفة لما يسمى أسعار المنصات ،، فالكل مستفيد من هذه المنصات ، خاصة كبار التجار والمافيات بإستثناء المودعين وموظفي القطاع العام او من راتبه بالعملة اللبنانية ،، ولو ان الطامة الكبرى تبقى في نهب ماتبقى من ودائع اللبنانين ، إن من خلال امعان مصرف لبنان وحاكمه بإنفاق ماتبقى من إحتياط في المصرف المركزي ، بحيث يذهب الجزء الاكبر من هذا الانفاق لجيوب المافيات وكبار التجار والمستوردين ، في وقت تمعن عصابة المصارفة متكئة على تعاميم رياض سلامة لمزيد من نهب الودائع المتواضعة لمئات الاف اللبنانيين ، وكل ذلك بتشجيع وصمت وتواطؤ من اهل السلطة وكل أحزاب المذاهب المستفيدة من فرمانات حاكم مصرف لبنان ، بينما عشرات مليارات الدولارات التي هربتها المصارف وكبار المافيات وأثرياء اهل السلطة الى الخارج ، وكل المحظين من دولة تقاسم المغانم باتت خارج النقاش والمداولات ،ولا أحد من كل هؤلاء يطالب بإسترجاع دولار واحد الى لبنان .وكل ذلك يؤكد أن محاصرة القاضية غادة عون – مهما حول البعض إعطاء تفسيرات لقراراتها القضائية بحق الفاسدين وحماتهم ، هدفه الوحيد منع اي محاسبة وفي الوقت ذاته إمعان أهل السلطة بالانفاق العشوائي لما تبقى من ودائع ، معظمها لصغار المودعين.

وما يسرع من إنهيار البلاد نحو الهوة العميقة ، ان كل هذه المنظومة ، بكبيرها وصغيرها ، لا تسأل ولا تهتم لكل هذا التدحرج في الانهيار ولكل مايحصل من نهب لاموال المودعين ، وهم اليوم في حال هدوء وراحة كاملين ، لان لا أحد مما يسمى قوى التغيير ، من داخل الدولة وأخرهم النواب الجدد الذين يصنفون انفسهم حالة تغييرية ، لم نرى ولم نسمع لهم صوتا لوقف كل هذا النهب ، ولم يعد يستهويهم النزول الى الشارع طالما أصبحوا في داخل الدولة ومصالحم مؤمنة ، باستثناء قلة ، قليلة . فرهان هؤلاء التغييرين على قوانين تخدم مصالح المودعين هي مجرد اوهام ، سيكتشف هؤلاء بأنفسهم أنهم يخدعون أنفسهم ، قبل خداع شعبهم اذا كانوا يريدون فعلا التغيير ووقف الفساد والافساد ووقف نهب ما بقي من ودائع لصغار المودعين في المصارف .

مرة جديدة ، يتأكد وبالملموس أن شعارات التغيير والاصلاح والوعود الواهية ، مجرد وعود كاذبة ، فالانهيار العظيم سياتي ولو تأخر بعض الشيء في فترة الصيف مع إحتمال قدوم مئات الاف اللبنانين من الاغتراب لتمضية بعض الوقت في بلدهم، وبالتالي إنتعاش السوق المالي والنقدي بما سينفقه المغتربين من عملة صعبة خلال وجودهم في لبنان ، ، فحتى الاميركي إعترف في الساعات الماضية إنه لم يسمح حتى الان على الاقل بمد لبنان بالكهرباء من مصر عبر سوريا ، بزعم إستمرار الحصار الظالم على سوريا ، ، وأما ما ينتظرنا بما خص تشكيل حكومة جديدة ، فهو أشبه بطريق الجلجلة ، ، ، لا أحد يمكنه فكفكة رموزها ، الى أن ” يقضي الله أمرا كان مفعولا “.