جونسون يفقد قبضته على مقاليد السلطة
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالا كتبه جيمس فورسيث، يقول الكاتب إن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يحتاج إلى التحلي بالجرأة: فالعمل كالمعتاد لن ينقذ رئاسته للوزراء. لقد أهدر النوايا الحسنة والسلطة التي جاءت بأغلبية 80 مقعدا ولم يتبق له أى من الخيارات السهلة. إنه يواجه صراعًا لتحقيق أي نوع من التغيير.
وهو الآن سجين حزبه. يبدو اقتراع سحب ثقة آخر، سواء في الخريف أو بعد عام من الآن، شبه مؤكد، بحسب الكاتب. يحتاج المتمردون فقط إلى 32 صوتا إضافيا للإطاحة به، ولذا يتعين على جونسون أن يخطو بحذر: بالنسبة له، من الضروري ألا يمنح منتقديه الفرصة التي يحتاجون إليها.
ويرى الكاتب أن مشكلة جونسون باختصار هي انه إذا اعتقد المسؤولون أنه قد لا يكون موجودا في غضون عام، فسوف يميلون إلى إبطاء الأفكار التي لا يهتمون بها كثيرا على أمل أن يتم نسيانها مع القائد جديد في 10 داونينغ ستريت (مقر الحكومة).
وتحت الضغط الحالي الذي تتعرض له الحكومة، يوضح الكاتب، أنه يتعين عليها التعجيل بالسياسات التي تتطلب بشكل مثالي مزيدا من الوقت لتجنب خطر رفضها. خذ مثلاً تصريحات الإسكان التي أدلى بها جونسون بالأمس. حكم أحد المحاربين القدامى في توري وايتهول أنهم “في الاتجاه الصحيح ، لكن لم يتم التفكير بشكل كامل”.
ويشير الكاتب إلى أن التقدم البطيء أصبح أسوأ لأن الحكومة تضخ الأفكار بطريقة مبعثرة. وقد اشتكي أحد الوزراء من أن ما يخرج من المركز “غير متماسك أو محكم”. ويقولون – الوزراء – إن قسمهم الصغير لا يمتلك ببساطة القدرة على معالجة كل ذلك وأن التركيز على المبادرات الجذابة يجعل “الأمر يبدو وكأنه آخر أيام تيريزا ماي”.
ويضيف أن هناك أيضا توترات حول حقيقة أن داونينغ ستريت لا يتحدث بصوت واحد دائما. ويعني ذلك أن المعلومات لا تتدفق في جميع أنحاء المبنى وبالتالي فإن الإدارات ليست متأكدة تمامًا مما يريده مقر الحكومة حقا.
وبحسب الكاتب، فإن الأمر ليس على المستوى المحلي فقط أن فقدان جونسون للسلطة يسبب له المشاكل. فقد انخفضت فرص منح الاتحاد الأوروبي امتيازات بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية، إلى ما يقرب من الصفر.
ففي بروكسل، ينظرون إليه بشكل متزايد على أنه بطة عرجاء. قد يكونون مخطئين، يقول الكاتب، لكن وجهة النظر هي أنه إذا تمت هناك تغييرات على البروتوكول، فمن المنطقي تقديمها لخليفة جونسون لمحاولة تحسين العلاقات، بدلا من تقديمه إليه.
ويخلص المقال إلى أن جونسون استطاع خلال حياته المهنية النجاة من الخدوش السياسية والشخصية التي كانت ستقضي على السياسيين الآخرين. لكن الوقت ينفد منه لتغيير الأمور. والخطر هو أنه بعد أن صوت 41 في المئة من نوابه ضده، سيجد أن أوامره لا تُسيّر المجمع الحكومي كما حدث من قبل. فمن الصعب استعادة السلطة بمجرد فقدانها.