مقالات

المصطلحات السياسية المضللة في الساحة الإعلامية العربية

كثيراً ما يقع البعض منا فريسة لتعميمات غير صحيحة تعمينا عن الحقائق. انتشر هذ النهج وتصاعد في ظل الهيمنة الإعلامية للقنوات الفضائية التابعةً وانتشرت لنفس السبب مصطلحات عديدة مغرضة فعلي سبيل المثال ما هي الدول العربية “المعتدلة”؟
أليست هي الدول التي تسير في ركاب السياسة الغربية والتي تهادن بل وتصادق الكيان الصهيوني وتوقع معه معاهدات “سلام” وتقيم معه مشروعات مشتركة؟
ما هو “المجتمع الدولي” و”الشرعية الدولية”؟
أهو المجتمع الغربي المهيمن وشرعيته المفروضة من خلال الحروب والابتزاز الاقتصادي؟
أليست الصين وروسيا والبرازيل والهند وغيرها من الدول جزءا من المجتمع الدولي؟
وهذه بعض المصطلحات المغرضة والضارة، لعل القارئ يتوقف عندها ويستوعب مخاطرها حتي نتبني منهج التدقيق قبل قبول أي مصطلح دون وعي وحتي ننقي عقولنا من المصطلحات المخادعة؛ فعلي سبيل المثال وليس الحصر :
“الربيع العربي” ( تعريف أجنبي لا يمت للواقع بصلة ورغم تبني البعض له فهناك من اعتبره ربيع زائف نيوليبرالي وأن نتائجه جائت مخربة للأمة العربية)
“الوسطية” ليست دائما الخيار الأفضل أو المبدئي، كما أنها تعطي أصحاب المواقف المائعة حجة الوقوف علي الحياد حتي يتمكنوا من لعب دور الوسيط بين من يدافع عن استقلال الإرادة الوطنية ومن ينادي بالحماية الدولية ويقابل سفراء الدول المعتدية وعملائهم.
” لماذا نرفض الديمقراطية إذا جاءت إلينا من أمريكا؟” (دمقرطة العالم العربي هدفا كاذبا لقوى الهيمنة الغربية)؛
“مصر أولا”، “الأردن أولا” (مزيد من التمزيق للأمة العربية التي أصبحت أخيرا ملل ونحل وطوائف متقاتلة)؛
“الديمقراطية أولا” ( إهمال القضايا القومية والاستقلال الوطني)؛
“سلام الشجعان” و”خيارنا الاستراتيجي السلام” (استسلام مقنع)،
“قبول الآخر” ( أي القبول بإسرائيل)،
المناداة بالحوار مع الآخر أي الحوار مع الصهاينة ولماذا أهملنا الحوار مع بعضنا؟
تدوير الزوايا (هذا المنهج يعني التراجع بالنسبة للقضايا المصيرية)
التوافقية أو التوافق التي أدت إلي لجان ومؤتمرات تجمع إسلاميين وقوميين ويسارين وليبراليين كخليط يتميز بميوعة المواقف أو غيابها مما يجهض الفعل الوطني الجاد.
معارضة معتدلة وأخري إرهابية (كيف تكون أي معارضة ترفع السلاح ضد الدولة معتدلة؟)
المقصود بمعارضة معتدلة أنها معارضة تؤيدها أمريكا
” لا يمكن التغيير إلا بضغوط خارجية” (دعوة مفضوحة للتدخل الأجنبي)؛
لا بد من الانخراط في العولمة قبل فوات الأوان،” خصخصة”،“اقتصاد السوق”، “الانفتاح الاقتصادي” (خراب أكيد وغناء فاحش لحفنة من الأثرياء وفقر مدقع وبطالة للملايين)؛
“مجتمع دولي” و”شرعية دولية” (مجتمع وشرعية الإمبريالية)؛
شعار “العصا والجزرة”(شعار مهين خصوصا عندما يستعمله أصحاب الحق).
“خريطة طريق” ( خريطة التيه والضياع)،
“الإسلام هو الحل” (الدولة الدينية والهيمنة باسم الدين؛)
تغيير النظام من الداخل (تبرير من قبل بعض المعارضين لتبرير التعاون السياسي مع السلطة
“دول معتدلة” و”إسلام معتدل”( دول تابعة واستخدام للدين يتوافق مع المستعمر)؛
“مزايدات” ,” تشدد”، “عاطفية”،”غير واقعية”،”عنتريات” “شعارات خشبية” ( مقولات لقوي الهيمنة الاجنبية والمحلية لمهاجمة المثقفين الملتزمين وإدانتهم)
“عقلانية” و”اقعية” و”تطبيع “(رضوخ)؛
“الخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية” (أي رأي وأي قضية)،
“من ليس له خطيئة فليرمي الآخرين بالحجر” ( ممنوع النقد وتعرية الحقائق).
“النخبة” من الذي اختارها وهل تمثل أية قطاع شعبي أم هي منفصلة تماما عن الشعب
فلننظر إلي نصف الكوب المليء (دعوة لعدم النقد وقبول بالأوضاع السيئة وعدم الاهتمام بالإناء نفسه)
وللحديث بقية
د حسن الهرماسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى