أخبار محلية

رئيسيات الصحف اليوم السبت 2 تموز 2022

النهار: “ربط نزاع” الرئاستين… ولا حكومة جديدة!
كتبت “النهار” تقول:
يمكن القول ان مسار تاليف الحكومة اتخذ في اللقاء “العملاني” الثاني بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي بعدما قدم الثاني تشكيلته الحكومية التي لم تنزل بردا وسلاما على قلب رئيس الجمهورية وفريقه السياسي والحزبي ، بدأ يحول هذا المسار الى “ربط نزاع” بينهما لا يبدو من الصعب التكهن معه بانه سيتحول بدوره الى مسار تضييع للوقت واستنزافه . بدت معالم مسار تبادل الضربات “تحت الزنار” واضحة من خلال “ثلاثية” الاقتراحات التي رد بها رئيس الجمهورية على تشكيلة التعديل الوزاري الخماسي التي قدمها ميقاتي بما يطلق الانطباعات الى ان طرح الأطر المتطايرة لمشاريع الحكومات يثبت ما يتخوف منه الجميع من ان حكومة تصريف الاعمال وحدها باقية وثابتة وان ثمة استبعادا يتنامى ويكبر باطراد لامكان تشكيل حكومة جديدة . وإذ سيطغى “المشهد العربي” في بيروت اليوم على المشهد السياسي الداخلي من خلال الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب ومندوبيهم في فندق الحبتور ، فلن يكون خافيا على احد ان عيون الرصد للوزراء والديبلوماسيين العرب لن تغيب لا عن معالم الازمة الحكومية الناشئة التي بدأ العدد المحدود من وزراء الخارجية العرب الذين وصلوا الى بيروت بمعاينة الأجواء الرسمية المحيطة بها ، ولا عن طلائع الاحاديث في الكواليس الضيقة حول افاق احتمالات الاستحقاق الرئاسي كما توافرت معلومات ل”النهار” في هذا الشأن . ومع ان هذه المحطة العربية في بيروت اليوم لا تحجب بدورها معالم التأزم الكبير والعميق في الواقع العربي فان جانبا من عدم كثافة حضور وزراء الخارجية تسأل عنه السلطة الرسمية اللبنانية في الدرجة الأولى بفعل سياساتها وخنوعها في حماية العلاقات العريقة التاريخية بين لبنان وغالبية الدول العربية والخليجية . وهو امر يرجح ان تظهر بعض معالمه ان في الاجتماع اليوم او على هامشه في اللقاءات الجانبية .
اللقاء الثاني
وبالعودة الى المشهد الحكومي عقد اللقاء الثاني بين الرئيسين عون وميقاتي صباح امس في قصر بعبدا وتداولا التشكيلة الحكومية المقترحة. ولدى مغادرته القصر، لم يدل ميقاتي بأي تصريح فيما أفادت بعبدا رسميا انه تم خلال اللقاء، طرح بعض الأفكار والاقتراحات، علماً ان لقاء آخر سيعقد بين الرئيسين عون وميقاتي مع بداية الأسبوع المقبل، لاستكمال البحث والتشاور.
ومن ثم افادت المعلومات المسربة عن اللقاء ان ميقاتي عاتب الرئيس عون وأبدى أمامه استياءه من تسريب تشكيلته الحكوميّة السابقة معتبراً أن هذا الأمر لا يجوز. وافيد ان تم طرح مجموعة من الأفكار المتعلقة بتعديلات على بعض الحقائب وزيادة عدد الوزراء وأنّ عون اقترح على ميقاتي 3 خيارات لتسهيل #تشكيل الحكومة، هي: الخيار الأول: توسيع الحكومة إلى 30 وزيراً على أن تضمّ وزراء سياسيين وذلك لتأمين تغطية سياسية للحكومة التي ستواجه استحقاقات مهمّة في المرحلة المقبلة كما قال عون لميقاتي. الخيار الثاني: تعديل في الحكومة المستقيلة واستبدال بعض الأسماء ولكن بشكل تتأمّن فيه معايير التوازن وليس بالشكل الذي اقترحه ميقاتي في تشكيلته السابقة. الخيار الثالث: تبقى الحكومة المستقيلة على حالها ولكن مع تفعيلها.
وفي موقف فرنسي جديد من لبنان شددت الخارجية الفرنسية في بيان لها امس على انه “يجب إجراء الانتخابات الرئاسية وفق المواعيد الدستورية، وعلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة في أسرع وقت على أن تكون قادرة على القيام بالإصلاحات الأساسية”. واعتبرت انه يقع على عاتق ممثلي الشعب اللبناني العمل في اسرع وقت لخدمة مصالح البلد العامة نظرا الى التدهور المتواصل في ظروف اللبنانيين المعيشية”.
تقدم المفاوضات
في غضون ذلك بدا واضحا ان لبنان الرسمي يتعامل مع معطيات متراكمة حول تقدم يحصل في ملف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل . وفي هذا السياق اجتمع الرئيس عون قبل ظهر امس في قصر بعبدا، مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا في حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وعرض معها للعلاقات اللبنانية – الأميركية وسبل تطويرها في كل المجالات. وتم التطرق الى موضوع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومهمة الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين . واطلعت شيا رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي اجراها الوسيط الأميركي مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال. وستتواصل الاتصالات اللبنانية – الأميركية، والأميركية – الإسرائيلية، لمتابعة البحث في هذا الملف.
كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى السفيرة شيا وقبلها بو صعب في عين التينة. وأفادت المعلومات ان تقدما جديا يتحقق باطراد وان ثمة حرصا اميركيا متناميا على إنجاح الوساطة بأسرع وقت . ولاحقا، زارت شيا، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض وتناول اللقاء مواضيع عدة أبرزها التوقيع الاخير لعقود الغاز مع مصر وسوريا في 21 حزيران المنصرم وهنّأته شيا على التوقيع .ووضعت شيا الوزير في أجواء زيارتها الأخيرة الى واشنطن ودعم الادارات الاميركية مجتمعة للبنان وعلى مستوى الرئاسة أيضا.وكشفت عن تقدم حصَل على مستوى الضمانات بما يتعلّق بالإجراءات اللازمة للتأكد من عدم وجود تداعيات سلبية من قانون قيصر، مشيرةً الى أن “العمل جارٍ من أجل تمكين لبنان من تنفيذ عقود الغاز لما له من ارتدادات إيجابية على المنطقة بأكملها”.
الوزراء العرب
اما في ما يتصل باجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي تستضيفه بيروت اليوم لمناسبة ترؤس لبنان هذه الدورة، فاكتمل توافد الوزراء والمندوبين العرب الى بيروت وكان في مقدمهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الخارجية اليمني احمد عوض بن مبارك . ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت على رأس وفد من الجامعة، وكان في استقباله في صالون الشرف في المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب. و امل ابو الغيط ان “يحقق اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب تفاعلا ، وان يتم الاتفاق على خطوات للمستقبل “.واشار الى ان “كل الدول العربية ستشارك في هذا اللقاء باستثناء سوريا المجمدة عضويتها “، لافتا الى ان ليس هناك من جدول اعمال او افكار محددة وكل وزير سيطرح فكرة من منظور بلاده”.
ووصل وزير الخارجية التونسي ثم وزير الخارجية الكويتي ناصر المحمد الصباح الذي اعلن: “نحن سعداء للغاية بتواجدنا في جمهورية لبنان الشقيق وحضورهذا الاجتماع التشاوري العربي المهم، خصوصا أن عالمنا العربي والمنطقة يمران في ظروف دقيقة للغاية، وهو ما يستوجب منا جميعا تعزيز مسيرة العمل العربي والتعامل مع هذه التحديات بإيجاد صورة موحدة ومستدامة لهذه التحديات”. وشكر لرئيس الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب “استضافتنا في هذا الاجتماع”، معتبرا أن “الاجتماع التشاوري هو فرصة للوزراء للتباحث في هذه الأمور بكل أريحية من غير جدول أعمال ومن غير الإطار، الذي يكاد أن يكون تقليديا، وعادة ما يكون مقيدا بالنسبة إلى المشاورات في الإطار الذي يتم تنظيمه كل ثلاثة أشهر في اجتماعات جامعة الدول العربية، لكن عندما يكون الاجتماع في مثل هذا الجو، فإنه يعطي فرصة أكثر لنقاش هذه الأمور. وإن شاء الله نخرج برؤية موحدة، بما يفيد عالمنا العربي ومسيرة العمل العربي المشترك”.
وردا على سؤال، قال الصباح: “بالنسبة إلى علاقة لبنان مع الكويت، فهي علاقة عضوية وعلاقة في السراء والضراء”.وأضاف: “كل ما يمس لبنان يمس الكويت، واستقرار لبنان من استقرار الكويت، ورخاء لبنان من رخاء الكويت، وازدهار لبنان من ازدهار الكويت، فيكفي وجود الأعداد الهائلة من الكويتيين الذين يفضلون قضاء جزء كبير من عطلتهم في هذا البلد المضياف”. وأكد أنه على “تواصل مع وزير الخارجية في كل المواضيع”، مشيرا إلى أن “هناك خطة ممنهجة لتعزيز علاقتنا في كل المجالات، وعلى مختلف الصعد، بطريقة مفيدة للبلدين”.
ميقاتي
واقام ميقاتي مساء مادبة تكريمية للوزراء العرب في السرايا والقى كلمة جدد فيها “تأكيد التزام لبنان بتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية، بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي وبسط سيادة الدولة على كامل ارضها ، ومنع الاساءة الى الدول العربية او تهديد أمنها”.
وناشد “الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه”.
وقال “يمر لبنان بمرحلة انتقالية دقيقة ومعقدة وسط معاناة من أزمات متعددة الأوجه، سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية تضاف اليها مشكلة النازحين السوريين،وقد عملت حكومتنا على وضع الاسس الكفيلة بتجاوزها، ونحن ننتظر مؤازرتكم لاستكمال خطوات المعالجة ووضع بلدنا على سكة التعافي ضمن الامكانات المتاحة”.
واضاف”أجدد التأكيد في هذا اللقاء ايضا على التزام لبنان بما سبق واعلنته بتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية، بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي وبسط سيادة الدولة على كامل ارضها ، ومنع الاساءة الى الدول العربية او تهديد أمنها. كما اناشد الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وكما أن العرب يعتبرون بيروت عاصمتهم فان لدى كل لبناني مخلص قناعة بان كل بلد عربي هو وطنه الثاني”.
اهتمام أوروبي بالجيش
وغداة الهبة القطرية للجيش اللبناني البالغة 60 مليون دولار ، التقى وزير الدفاع الوطني موريس سليم ، رئيس قسم المساعدات في دائرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي جاك ديمان، في حضور سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف اللذين زارا ايضا قائد الجيش العماد جوزف عون. وأطلع الوفد الاوروبي وزير الدفاع والعماد عون على البرنامج الذي يتولى ديمان ادارته بهدف مساعدة #الجيش اللبناني. وجرى عرض حاجات المؤسسة العسكرية وسبل تقديم المزيد من المساعدات لا سيما في مجالات الطبابة والهندسة والآليات. من جهته، شكر الوزير سليم الاتحاد الاوروبي على وقوفه الدائم الى جانب لبنان والجيش، منوها “بأهمية البرنامج الاوروبي الذي من شأنه ان يزيد من قدرات الجيش لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”، وفق بيان عن مكتبه الاعلامي.
ووقع الرئيس ميقاتي امس مراسيم الترقيات العسكرية والأمنية كما وردت من وزارة المال .ثم وقع رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الظهر مراسيم الترقية في الاسلاك العسكرية وأحيلت للنشر وفقاً للأصول.

الجمهورية: ميقاتي منفتح على النقاش.. عون: ملاحظات و«معايير».. «التيار»: فلتكن المداورة شاملة
كتبت “الجمهورية” تقول:
ما بين استشارات التكليف في بعبدا واستشارات التأليف في ساحة النجمة، مقولة سَعت بعض المستويات السياسية الى أن تواجه من خلالها موجة التشكيك في إمكان تشكيل حكومة خلال فترة الاشهر الاربعة المتبقية من عهد الرئيس ميشال عون، وتفيد بأنّ وجود حكومة مهما كان شكلها أو نوعها او تركيبتها، وحتى ولو كانت مجرّد هيكل، خَير على البلد من استمرار حكومة تصريف الاعمال. وفي الاستشارات بوجهَيها، تَبارت المكونات السياسيّة في تحديد المواصفات التي يتوجّب توفّرها في الحكومة الجديدة، وفي سرد مطوّلات تؤكد حاجة البلد الملحّة الى حكومة تنجز ما يمكن إنجازه، وحتى لو اقتصر دورها على حقن الازمة والناس بمسكنات لا اكثر. ولكن وسط كل ذلك سؤال ما زال يبحث عن جواب: هل ثمّة من هو مستعجل فعلاً على تأليف حكومة؟
الوقائع الاخيرة التي توالت على مشهد التأليف، لم تكسر هذا السؤال بل عَزّزته أكثر، فالرئيس المكلّف نجيب ميقاتي قدّم أسرع تشكيلة وزارية في تاريخ تأليف الحكومات، فقوبِلت بما يمكن وصفه ايضاً بأسرع تسريب لها، لا يعكس الرضى الرئاسي عليها، بحيث بدل ان تكون تشكيلة مستورة مطروحة للنقاش خلف الجدران الرئاسية، صارت لعبة مكشوفة مفتوحة على مرحلة غير محددة من الأخذ والرد تتداخَل فيها المكايدات والتناقضات والشروط المتبادلة.
التشكيلة أُحبِطت!
الأمر البديهي والمسلّم به في هذا السياق، هو انّ الاستعجال المطلوب لتشكيل حكومة، هو مسؤولية ملقاة بالدرجة الاولى على المعنيين مباشرة بملف التأليف، وعلى وجه الخصوص رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، الا انّ ما أحاط تقديم المسودة وتسريبها من مواقف اعتراضية وهجومية، عكسَ بما لا يقبل ادنى شك، إرادة، ربما تكون متعمّدة، لإبقاء مسار التأليف مجمّداً في مربع التأخير الى اجل غير مسمّى.
واذا كان الرئيسان عون وميقاتي بوصفهما الشريكين في عملية التأليف ينأيان بنفسيهما عن «ارادة التأخير»، بل بالعكس فهما ما يزالان يعكسان إصرارهما على ولادة سريعة للحكومة، الا انّ الاجواء التي سادت لقاءهما بالأمس في القصر الجمهوري، بَدت فيها تشكيلة ميقاتي وكأنها قد أحبطت رئاسياً، بعدما قوبِلت بملاحظات رئاسية حول المعايير التي اعتمدت في إعدادها، وبطرحٍ رئاسي ينسف حجمها ويقترح توسيعها من 24 وزيرا الى 30، عبر تطعيمها بوزراء سياسيين وحزبيين.
أجواء اللقاء
وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ اجواء لقاء الرئيسين عون وميقاتي أمس عكست الوقائع التالية:
اولاً، اجواء النقاش كانت هادئة بصورة عامة، ولم تشهد اي تشنجات.
ثانياً، انّ الرئيس المكلف بَدا ممتعضاً، وعبّر صراحة عن استياء بالغ مِن تَعمّد تسريب تشكيلته التي كان يفترض ان تبقى سرية، خصوصا ان هذا التسريب غير المبرر وغير الموفّق وغير الجائز بَدا خطوة تعطيلية للتشكيلة الوزارية قبل بدء النقاش الجدي والمسؤول فيها بين الرئيسين حصراً.
ثالثاً، كان الرئيس المكلف منفتحاً على النقاش في تشكيلته، جرى التأكيد على انه من الاساس، لم يطرح تشكيلته كتشكيلة مُنزلة، بل كمشروع قابل للنقاش، ليصار من خلال هذا النقاش مع رئيس الجمهورية حصراً، الى بلوغ تفاهم على صيغة حكومية ضمن مهلة زمنية حدودها ايام قليلة.
رابعاً، ان الرئيس عون قدّم خلال اللقاء رؤيته للحكومة الجديدة، ولم يُبدِ رفضا صريحا ومباشرا لتشكيلة ميقاتي، بل أبدى رفضا مقنّعا لها عبر سلسلة من الملاحظات، حيث لم يتم الدخول في استعراض الاسماء الوزارية المقترحة من ميقاتي، بل أثيرت اسئلة حول «معايير التوازن» التي اعتمدت في اعداد هذه التشكيلة، وهل ان هذه التشكيلة تراعي هذا التوازن، والمعايير الموحدة التي يفترض ان تسري على الجميع؟ وكذلك حول سبب حصر المداورة بوزارات معيّنة، ومع ابقاء وزارات اخرى محصورة بطرف معين؟.
خامساً، انّ رئيس الجمهورية قرنَ ملاحظاته التي ابداها في اللقاء، بطرح توسيع الحكومة الى 30 وزيرا، عبر تطعيمها بوزراء سياسيين كوزراء دولة. وتردّد في هذا السياق انّ الغاية من طرح عون زيادة الوزراء السياسيين هي «رَفد الحكومة الجديدة بتغطية سياسية لها، تجعلها قادرة على مواجهة الاستحقاقات المهمّة التي تنتظرها في المرحلة المقبلة». فيما اعتبرت مصادر سياسية انّ «طرح عون تطعيم الحكومة بوزراء سياسيين، يُخفي في طيّاته محاولة لضَم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الحكومة»، علماً انّ باسيل سبق له ان أكّد مرارا عدم رغبة التيار في المشاركة في الحكومة».
سادساً، ان الرئيس المكلف لم يبد اعتراضاً على ملاحظات عون او طروحاته بتوسيع الحكومة، على ان يأتي الجواب عليها في اللقاء التي تم التوافق عليه بينهما مطلع الاسبوع المقبل.
لم تَمت التشكيلة؟
وسط هذه الاجواء، ابلغت مصادر سياسية معنية بملف التأليف الى «الجمهورية» قولها: ان تشكيلة ميقاتي، وخلافاً لما يجري ترويجه، لم تَمت، بل انّ لقاء الرئيسين عون وميقاتي وَسّع دائرة النقاش حولها، وبمعنى ادق شكلت تشكيلة ميقاتي مرتكزاً للنقاش الجدي حولها، والذي أعطي فرصة اضافية من الآن وحتّى موعد اللقاء المقبل بين الرئيسين، ربما الاثنين المقبل، لعل المشاورات التي ستجري في اليومين المقبلين تؤسّس للقاء مثمر بين عون وميقاتي، ولنتائج ملموسة من شأنها أن تسرّع في ولادة الحكومة، وبالتالي فإنّ الامور ليست مقفلة.
وردا على سؤال، استغربت المصادر ذهاب البعض الى افتراض انّ ميقاتي رمى من التسريع في تقديم تشكيلته الى حَشر رئيس الجمهورية، وسألت: «اين هو الحشر طالما ان هذه التشكيلة لا تتمتع بصفة الإلزام، وطالما انّ رئيس الجمهورية في يده ان يقبل هذه التشكيلة او يرفضها؟».
ولفتت المصادر الى انه «لم يسبق في حياتنا السياسية ان تطابقت الرؤى والطروحات السياسية وغير السياسية، وبالتالي من الطبيعي جدا ان تكون رؤى وطروحات رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف يشوبها بعض الاختلاف وربما التناقض، وهذا الامر ليس بجديد وقد شَهدناه في كل تجارب تأليف الحكومات السابقة، والنقاش العقلاني والموضوعي وحده الكفيل بتقريب وجهات النظر وبناء مساحات وقواسم مشتركة تُفضي الى حلول. ومن هنا ينبغي النظر الى النصف الملآن من الكوب، فالرئيس المكلف، ووفق ما تمنحه صلاحياته الدستورية، قام بواجبه وسارَع الى تقديم تشكيلة وزارية كسر من خلالها القاعدة القديمة التي لطالما كانت تأسر تشكيلة الحكومة في مراوحة التأخير والمماحكات. وايضاً رئيس الجمهورية، ووفق صلاحياته أبدى ملاحظاته، وأُبقِي باب النقاش مفتوحاً بين الرئيسين».
ميقاتي: الوقت ضيق
وقد تكتّم الرئيس المكلف على اجواء لقائه امس برئيس الجمهورية، وغادر لقاء بعبدا من دون اي تصريح، واكدت اوساطه لـ»الجمهورية» ان الاولوية تبقى لتأليف حكومة في اقرب وقت ممكن، والوقت يضغط بقوة ووضع البلد لا يحتمل التأخير في الحكومة، ومن هنا فإنّ النقاش بين الرئيسين سيُستكمل في ضوء دراسة الملاحظات التي ابديت في لقاء الامس».
وقد اكتفت المعلومات الرسمية الموزّعة عن اللقاء بالاشارة الى ان الرئيس عون استقبل الرئيس المكلف، في القصر الجمهوري في التاسعة من صباح امس وتداوّل معه التشكيلة الحكومية المقترحة. وتم خلال اللقاء، طرح بعض الأفكار والاقتراحات، علماً انّ لقاء آخر سيعقد بين الرئيسين عون وميقاتي مع بداية الأسبوع المقبل، لاستكمال البحث والتشاور».
أسبوع حاسم
الى ذلك، أكد مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» ان «لا موجب لتأخير اعلان الحكومة على الاطلاق، ولا نرى في الافق ما يحول دون ذلك، خصوصاً انها قاطعة سلفاً نصف الطريق مع تحديد المكونات التي ستتشكّل منها، وسهل ذلك قرار بعض المكونات عدم المشاركة فيها. اما بالنسبة الى الحصص داخل الحكومة فبالامكان تحقيقها، خصوصاً أنّ الرئيسين عون وميقاتي قادران على تدوير الزوايا في هذا الخصوص، وهذا يعني ان الامور ينبغي ان تبلغ خواتيمها الاسبوع المقبل».
وقال: كل عقدة لها حلّ، الازمة تضغط وكذلك الوقت، ولذلك نحن امام ايام حاسمة لنتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، بحيث تتحدد فيها الوجهة النهائية للمسار الحكومي، فالتواضع في الطروحات سيقود في اتجاه تأليف الحكومة خلال الاسبوع المقبل، واما التصلّب فسيقود حتماً في اتجاه إبقاء الحال على ما هو عليه، ومعنى ذلك زيادة المصاعب على البلد».
لا للاستضعاف
على انّ مصادر قريبة من التيار الوطني الحر قالت لـ«الجمهورية» انها لم تتفاجأ بموقف رئيس الجمهورية ممّا وصفتها «التشكيلة المتسرّعة» التي قدمها الرئيس ميقاتي»، مشيرة الى انّ تشكيلة ميقاتي تستبطِن في الجانب الاساسي منها استفزازاً ومحاولة استهداف واضحة ومتعمّدة، تتبدّى في ما يجري ترويجه عبر بعض المنصات السياسية من انّ الرئيس عون لن يُعطَى في «حكومة الاربعة اشهر» المَنوي تشكيلها، ما لم يستطع ان يأخذه في 6 سنوات، علماً انّ اصحاب هذه المقولة يدركون جيدًا أن رئيس الجمهورية، لن يُعطِي في 4 اشهر ما لم يعطه خلال 6 سنوات، وبالتالي يرتكب خطأ فظيعاً من يعتقد انّ في إمكانه استضعاف العهد في الاشهر الاخيرة من ولايته».
ولفتت المصادر الى انّ الملاحظات التي أبداها رئيس الجمهورية تشكّل عامل التسهيل الاكيد لولادة سريعة للحكومة، ذلك انّ التشكيلة بالصورة التي قدمت فيها تفتقِد الى معايير التوازن المطلوب داخل الحكومة، وتركّز على طرف دون سائر الاطراف، بحيث انها تحصر المداورة بوزارات محددة ومنها وزارة الطاقة ونقلها من فئة الى فئة، في محاولة يبدو القَصد منها إلقاء مسؤولية الاهتراء في قطاع الكهرباء على فريق رئيس الجمهورية، وهو ما لا يمكن تمريره او القبول به، نحن بالتأكيد مع المداورة في كلّ الوزارات، وليس مع مداورة جزئية تُراعي فريقاً على حساب آخر».
ورفضت المصادر تأكيد او نفي ان يكون رئيس الجمهورية قد طرح تطعيم الحكومة الجديدة بسياسيين، الا انها قالت: إنّ طرح الحكومة المطعّمة بسياسيين ليس طرحاً آنياً، انما هو طرح دائم جرى تسويقه في كل الحكومات التي شكلت في عهد الرئيس عون، وتشاركه فيه غالبية المكونات السياسية بعدما ثبت لديها فشل الحكومات التي سمّيت حكومات تكنوقراط».
ترسيم وغاز وكهرباء
من جهة ثانية، لوحِظ امس التحرّك المكثف للسفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، في اتجاه عدد من المسؤولين، ربطاً بتطورات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
وكان اللافت في هذا السياق اعلان القصر الجمهوري انّ الرئيس عون بحث والسفيرة الاميركية موضوع المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومهمة الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين. حيث اطلعت شيا رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات التي اجراها الوسيط الأميركي مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال. وانّ الاتصالات اللبنانية – الأميركية، والأميركية – الإسرائيلية، ستتواصل لمتابعة البحث في هذا الملف.
والملف نفسه عَرضته السفيرة الاميركية مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث اكدت بعض المصادر لـ«الجمهورية» عن انّ ملف الترسيم سيشهد تحريكاً في وقت قريب، من دون ان تستبعد زيارة للوسيط الاميركي الى بيروت في وقت لاحق من الشهر الجاري.
ولفتت المصادر الى «انّ مجرد الحديث عن تقدّم في هذا الملف الحقيقي وعلى أهميته، لا يحقق الغاية المنشودة إن لم يكن في جوهره مُلبياً للحق اللبناني في ثرواته وسيادته على كامل حدوده البحرية الخالصة».
وعلى خط مواز، برزت زيارة السفيرة الاميركية لوزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، ووفق ما جاء في بيان للوزارة، فإنّ السفيرة الاميركية هنّأت فياض على توقيع عقود الغاز مع مصر وسوريا في 21 حزيران المنصرم، ووضعته في أجواء زيارتها الأخيرة الى واشنطن ودعم الادارات الاميركية مجتمعة للبنان وعلى مستوى الرئاسة أيضا. وكشفت عن تقدم حَصلَ على مستوى الضمانات بما يتعلّق بالإجراءات اللازمة للتأكد من عدم وجود تداعيات سلبية من قانون قيصر، مشيرةً الى أنّ «العمل جارٍ من أجل تمكين لبنان من تنفيذ عقود الغاز لِما له من ارتدادات إيجابية على المنطقة بأكملها».
الاجتماع العربي
من جهة ثانية، يشهد لبنان اليوم اجتماعاً لمجلس وزراء الخارجية العرب في فندق «الحبتور»، لمناسبة ترؤس لبنان الدورة الحالية للمجلس، وقد اعرب الامين العام لجامعة الجول العربية احمد ابو الغيط، فور وصوله الى مطار بيروت امس، عن امله في ان «يحقق اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب تفاعلاً، وان يتم الاتفاق على خطوات للمستقبل. مشيراً الى انّ «كل الدول العربية ستشارك في هذا اللقاء باستثناء سوريا المجمدة عضويتها»، لافتاً الى «ان ليس هناك من جدول اعمال او افكار محددة وكل وزير سيطرح فكرة من منظور بلاده».

نداء الوطن: عون يريد تشكيلة “ثلاثينية”… وباريس تشدّد على انتخاب الرئيس في موعده
إسرائيل “ترحّب” بتنازل لبنان عن الخط 29: “قانا” لي ولكم!
كتبت “نداء” الوطن” تقول:
“على جمر” فاتورة التخابر الخلوي التي باتت تكوي الجيوب وتقطع الأنفاس، ارتفع منسوب الغليان الشعبي أمس مع دخول قرار اعتماد دولار “صيرفة” في تسعير الاتصالات وخدمات الانترنت حيّز التنفيذ، فانكب اللبنانيون طيلة نهار أمس على هواتفهم الجوّالة لاحتساب القيمة المالية المقتطعة من أرصدتهم، مستغرقين في جداول الضرب والطرح والقسمة لتبيان الفارق بين التسعيرتين القديمة والجديدة وحجم الأعباء النقدية التي سيتكبّدونها مع كل اتصال أو رسالة نصية، وسرعان ما انفجر الشارع غضباً في بعض المناطق لا سيما في طرابلس حيث قطع الناس الطرق وسرت أنباء ميدانية عن مهاجمة مقرّات لشركتي “ألفا” و”تاتش”.
ومن دون أن يرفّ لها جفن إزاء تفاقم كوابيس المواطنين المعيشية والاقتصادية والمالية والصحية والخدماتية، كانت الزمرة الحاكمة تغطّ عميقاً في أحلامها “النفطية والغازية” عاقدةً آمالها على الثروة البحرية لإعادة تعويم سلطتها واستكمال عمليات النهب المنظَّمة لمقدرات البلد وأبنائه… وعلى ذلك يتلهّف المسؤولون لتقصّي نتائج الجهود التي يبذلها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع إسرائيل لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود بموجب الطرح اللبناني الجديد الذي يؤكد الالتزام بإحداثيات الخط 23، فأتاهم الجواب المبدئي على هذا الطرح بإعراب “الجانب الإسرائيلي عن ترحيبه بتنازل الجانب اللبناني عن الخط 29 لكن مع رفض معادلة قانا مقابل كاريش”، وفق ما نقلت مصادر مواكبة لمستجدات الملف، موضحةً أنّ إسرائيل وعلى قاعدة “ما لي لي وما لكم لي ولكم”، أكدت تمسكها بكامل الحقوق البحرية خارج نطاق الخط 23 ولم توافق في المقابل على استحصال لبنان على “كل المساحة البحرية الواقعة ضمن حدود الخط 23″.
وكشفت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ الوسيط الأميركي عقد جولتين من الاجتماعات عبر تقنية “الفيديو كونفرنس” مع الإسرائيليين للتباحث معهم في مستجدات المواقف في ضوء الطرح اللبناني، وبحسب ما رشح من المعلومات، فإنهم أصروا على “تقاسم حقل قانا مع لبنان لا سيما الشق المتصل بالبلوك رقم 8 وفق الصيغة التي تنص على أن تتولّى الدولة اللبنانية عملية الاستثمار في هذا الحقل على أن يكون لإسرائيل حصة نسبية من قيمة مخزونه من الغاز والنفط وتقوم بتقاضيها من الشركة التي يتم تلزيمها هذه العملية”.
وكانت السفيرة الأميركية دوروثي شيا قد جالت على الرؤساء الثلاثة خلال الساعات الماضية لإطلاعهم على نتائج اتصالات هوكشتاين مع الإسرائيليين حول ملف ترسيم الحدود. وإذ التزمت الدوائر الرئاسية التكتم الشديد حيال مستجدات الملف، اكتفت مصادر رسمية بالتأكيد لـ”نداء الوطن” على أنّ “الأجواء إيجابية وليست مقفلة، والمساعي ستستمر عبر الوساطة الأميركية للوصول الى حل”.
حكومياً، لم يدم “لقاء التأليف الثاني” بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي أكثر من ربع ساعة أمس، سمع خلالها الثاني ملاحظات الأول على مسودة التشكيلة التي حملها إليه مطلع الأسبوع، وتقرر استكمال كل منهما مشاوراته واتصالاته تمهيداً للعودة إلى اللقاء مجدداً بداية الأسبوع المقبل ومواصلة النقاش.
وبعدما غادر ميقاتي قصر بعبدا “من دون تصريح”، نقل مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن” أنّه بحث مع عون في مسألة إجراء بعض التعديلات على التشكيلة المقترحة بحيث شدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن يشمل التعديل “إبقاء توزيع الحقائب كما هو في حكومة تصريف الاعمال الحالية، وألا تكون المداورة محصورة بحقيبة بذاتها (أي وزارة الطاقة) إنما ان تكون أكثر شمولية في سائر الحقائب، مع تحبيذه في الوقت عينه توسيع التشكيلة الحكومية الجديدة لتكون ثلاثينية من خلال إضافة ستة وزراء دولة من السياسيين في حال رفض الرئيس المكلف تطعيم حكومة الأربع وعشرين وزيراً المطروحة بوزراء سياسيين”.
تزامناً، برز مساءً تشديد فرنسا على وجوب انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان في الموعد الدستوري المحدد، مجددةً في بيان صادر عن وزارة خارجيتها “التمسّك بإجراء الانتخابات الرئاسية وفق الجدول الزمني المنصوص عليه في الدستور اللبناني”، وحضّت في الوقت نفسه الرئيس المكلف على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تواكب “مطالب وتطلعات الشعب اللبناني والمجتمع الدولي” وتكون “قادرة على تنفيذ تدابير الطوارئ والإصلاحات الهيكلية اللازمة لتعافي البلاد وإتمام الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي”.

اللواء:«متاهة» التأليف في لقاء بعبدا.. والعشاء العربي يطمئن لسياسة النأي بالنفس
ضخّ إيجابيات أميركية حول الترسيم والغاز.. وباريس لانتخابات رئاسية بموعدها.. والشارع إلى الاحتجاجات
كتبت “اللواء” تقول:
في الأوّل من تموز، وبعد شهر عاصف بالانهيارات على مستوى الارتفاعات القاتلة للخدمات في الكهرباء (أسعار المولدات) والمياه (السترنات والصهاريج) وفقدان الخبز من المحلات والأفران والحوانيت، حدث الانقلاب الكبير في أسعار خدمات الاتصالات التي تحوّلت من سعر صرف الدولار على أساس 1500 ليرة لكل دولار إلى 25300 ليرة لكل دولار على سعر صيرفة، القابل للتغيير يوميا، مع حدث لا يقل مرارة يتمثل بعدم تحويل رواتب الموظفين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين إلى المصارف لقبضها، بتأخير قد يتجاوز 5 أيام أو أكثر، هذا إذا كان التحويل جارٍ أم اقتصر فقط على فتات الرواتب.
وسط هذه الهموم اليومية، لم يخرج الاجتماع الثاني الذي عقد لمدة 12 دقيقة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي عند التاسعة من صباح أمس في بعبدا عمّا هو متوقع لجهة ان عملية تأليف الحكومة دخلت في متاهة النشاط والتلاعب من قبل فريق بعبدا، الذي يصرّ على فرض بصماته القوية، وكأنه في بداية العهد على عملية التأليف.
الخلاصة ان الرئيس عون أوصى، بما لا يقبل الشك ان التشكيلة التي اودعه إياها غداة انتهاء المشاورات النيابية غير الملزمة، الرئيس المكلف غير قائمة بالنسبة إليه، وبالتالي ليس من الممكن إصدار مراسيمها.
إذاً، حسب مصادر مراقبة، أعاد الرئيس عون الكرة إلى الرئيس المكلف، راسماً له خارطة طريق، بثلاثة خيارات:
1 – توسيع التشكيلة بإضافة 6 وزراء جدد، يمثلون القوى السياسية، فتصبح الحكومة ثلاثنية، وتكنو-سياسية.
2 – تعديل جديد في أسماء الحكومة المستقيلة، باستبدال أسماء بأسماء.
3 – إبقاء حكومة تصريف الأعمال على حالها، شرط تفعيلها..
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه كان من الضروري قيام الاجتماع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف كي يصار إلى تشريح الصيغة الحكومية التي قدمها الرئيس ميقاتي الأربعاء الفائت وتبادل الأفكار وفتح الباب أمام اجراء التعديل مع العلم أن الاجتماع أمس لم يخلص إلى تعديل نهائي، وكانت المداولات تتركز على إمكانية توسيع الحكومة بإضافة وزراء ربما وزراء دولة بصفة سياسية بالإضافة إلى تبديل بعض الوزراء دون المس بمسألة الحصص.
وأشارت المصادر إلى أن أي تبديل جديد قد يستدعي تبديلا آخر وهكذا دواليك دون إغفال أن الرئيس عون غير راض على أداء بعض الوزراء الذين ابقاهم ميقاتي في الصيغة الحكومية.
وتوقفت المصادر عند مدة اللقاء بينهما وقالت أنه لا يمكن الإشارة إلى أن ذلك يعني إقفال الأمور، مؤكدة أنه طالما أن هناك مواعيد لاجتماعات مقبلة ،فذاك يعني أن التداول قائم وهناك أخذ ورد .
وتوقعت أن تكون هناك أكثر من مسودة تبحث بينهما على أن أهم ما يرغب به الرئيس عون كما تقول مصادره الشراكة الدستورية في التأليف، مشيرة إلى أنه يتصرف بواقع أن الأشهر الأربعة الأخيرة من ولايته مماثلة للأشهر الأربعة في بداية ولايته.
ووصفت مصادر سياسية اللقاء الذي جرى بين الرئيسين عون وميقاتي، بأنه من اقصر الاجتماعات، واستهله الاخير بسؤال عون عن خلفية تسريب مسودة التشكيلة الوزارية الى الاعلام،فيما يتطلب الامر ان تبقى محصورة بالتداول بيننا. و بدأ رئيس الجمهورية مرتبكا، ونافيا ان يكون هو من سربها.
وقالت ان اللقاء كان مقتضبا، ومن دون تحقيق أي نتائج ملموسة لتسريع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، بل على العكس، حمل مؤشرات سلبية عبرَّ عنها عون بالاعتراض على المسودة،وطالب ان تضم الحكومة المقبلة،سياسيين، لتتمكن من القيام بالمهمات المنوطة بها في المرحلة المقبلة،في حين شرح ميقاتي اهمية المسودة التي طرحها لتشكيل حكومة جديدة، تكون منسجمة بين مكوناتها وقادرة على القيام بالمهمات المنوطة بها في المرحلة الصعبة والمعقدة التي يواجهها لبنان حاليا.
واشارت المصادر الى ان اللقاء خلص بالاتفاق على استمرار البحث والتشاور بين عون وميقاتي، ولكن من دون تحقيق اي تقدم.
ولاحظت المصادر ان كل التسريبات عن اجواء الرئاسة الى وسائل الإعلام تتم بايحاء من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وهذا الامر اصبح مكشوفا،والهدف من كل ذلك، استنساخ أساليب ابتزاز الرئيس المكلف، واستدراجه، لبحث عملية التشكيل مع باسيل شخصيا، والا فإن كل الطرق الاخرى ستكون مغلقة امام تشكيل الحكومة،كما هو حاصل الان.
واشارت المصادر إلى ان تعاطي الفريق الرئاسي بهذا الاسلوب الغريب، الذي عطل تشكيل الحكومات السابقة، لاشهر، عديدة، تقارب السنة في مرات عدة، يؤكد وجود نوايا مبيتة، ليس باطالة غير مبررة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة فقط،بل باستهلاك الوقت الضيق المتبقي بالمراوغة والمماحكة ،لمنع كل المحاولات لتشكيل الحكومة ،وقد يكون الهدف الاساس هو ابقاء حكومة تصريف الأعمال، لدى حلول موعد الانتخابات الرئاسية ، والدخول بالفراغ المؤسساتي.
واوضح بيان الرئاسة أنه «تم خلال اللقاء طرح بعض الأفكار والاقتراحات، وان لقاء آخر سيعقد بين الرئيسين عون وميقاتي مع بداية الأسبوع المقبل، لاستكمال البحث والتشاور».
وحسب معلومات «اللواء»، فإن الرئيسين تداولا في افكار اخرى لصيغة بديلة سيتم درسها، تناولت بعض التعديلات الطفيفة على بعض الحقائب أو زيادة عدد الوزراء. وطلب الرئيس عون وقتاً لدراستها.على ان يعودا الى الاجتماع يوم الاثنين او الثلاثاء المقبل.
وفي التفاصيل، فإن الرئيس عون اقترح على الرئيس ميقاتي 3 خيارات لتسهيل تشكيل الحكومة، هي:
الخيار الأول: توسيع الحكومة إلى 30 وزيراً، على أن تضمّ ستة وزراء سياسيين، وذلك لتأمين تغطية سياسية للحكومة وتحصينها لمواجهة المرحلة المقبلة بما فيها من استحقاقات مهمّة.
الخيار الثاني: تعديل في الحكومة المستقيلة واستبدال بعض الوزراء بآخرين لكن بما يؤمّن التوازن السياسي والطائفي، وليس كما اقترح ميقاتي في تشكيلته الاولى حيث اقتصر التغيير فعلياً على حقيبتي الطاقة والاقتصاد والانتقاص من حصة مكوّن سياسي اساسي.
اما الخيار الثالث: تبقى الحكومة المستقيلة على حالها ولكن مع تفعيلها.
وعلى هذا سيتم درس هذه الافكار والمقترحات على امل التوافق الاسبوع المقبل.
وذكرت بعض المعلومات ان الرئيس ميقاتي أبلغ الرئيس عون استياءه لتسريب أسماء التشكيلة الحكومية التي قدمها له امس الاول.
ضمانات شيا
ومع بدء توافد الوزراء العرب إلى بيروت لعقد اجتماع تشاوري اليوم حول التحضير للقمة العربي التي تعقد في الجزائر، سجلت حركة لافتة للسفيرة الأميركية دورثي شيا العائدة للتو من الولايات المتحدة الأميركية، فزارت بعبدا وعين التينة ووزارة الطاقة.
وقالت شيا من وزارة الاتصالات ان تقدما تحقق في ما خص الضمانات التي تتعلق بالاجراءات لجهة التحقق من عدم وجود تداعيات سلبية من قانون قيصر على عقود الغاز مع مصر وسوريا.
إثر ذلك، قرّر الوزير فياض التوجه اليوم إلى القاهرة ثم إلى بغداد، للبحث في تطبيق اتفاقية الغاز المصري، وتمديد اتفاقية الفيول العراقي، من زاوية الإيجابية التي سمعها فياض من السفيرة الأميركية.
وفي جديد ملف ترسيم الحدود، اطّلع الرئيس عون من السفيرة شيا، على نتائج اتصالات الوسيط الأميركي السفير آموس هوكستين مع الاسرائيليين حول ملف ترسيم الحدود والتقدم الذي تحقق في هذا المجال.
وذكرت مصادر المعلومات، ان السفيرة شيا حملت انطباعات إيجابية عموماً، لكن بقيت بعض الامور بحاجة الى درس وبحث وتعديل ومتابعة. يُفترض ان تتابعها شيا مع هوكستين بإنتظار عودته الى لبنان بعد انتهاء زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة منتصف هذا الشهر، حيث انه عضو في الوفد المرافق للرئيس.
وزارت شيا ايضاً الرئيس بري واطلعته على تطور الاتصالات التي أجراها الوسيط الاميركي هوكستين حول ملف ترسيم الحدود البحرية.
كما استقبل الرئيس بري نائب رئيس المجلس الياس بوصعب في عين التينة، المكلف ايضاً متابعة الترسيم مع الوسيط الاميركي.
وفي السياق الاميركي، زارت شيا ايضا وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وتناول اللقاء مواضيع عدة أبرزها التوقيع الاخير لعقود الغاز مع مصر وسوريا في 21 حزيران المنصرم وهنّأته شيا على التوقيع.

الأنباء:بعبدا تماطل بالردّ .. وأزمة القمح على حالها رغم كشف الفضائح
كتبت “الانباء” تقول:
رغم السرعة التي تحرّك بها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعد انتهاء الاستشارات النيابية، من خلال زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون وتقديم تشكيلة كاملة بالأسماء، فإن قصر بعبدا لا يزال يأخذ الوقت الطويل وكأن لبنان يتمتع بترف الوقت، ولم يتغيّر النهج السابق لجهة تمرير الرسائل المبطّنة والتي تحمل من خلفها تفخيخ عملية التشكيل.
عاود ميقاتي زيارة القصر الجمهوري أمس لمتابعة التشكيلة التي وضعها بعهدة عون، لكن الأخير لم يعطِ جواباً نهائياً، وأعلن عن زيارة جديدة لميقاتي مطلع الأسبوع المقبل لمتابعة البحث، إلّا أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، ومن الواضح أن رئيس الجمهورية، ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، غير موافقين على التشكيلة الحالية، وهما يصرّان على تولي وزارة الطاقة، بالإضافة إلى عدد من الوزارات.
النائب وليد البعريني استبعد تشكيل حكومة في المدى المنظور، ورأى أن الكفّة تميل لناحية السلبية أكثر منها لجهة الإيجابية، وربط البعريني هذا الواقع بالتعطيل الداخلي من جهة، وتمسّك فريق التيار الوطني الحر بوزارة الطاقة وكل ما يمكن أن يتمسمّكوا به، وصولاً إلى وضع اليد على البلد، كما وبالوضع الإقليمي المعقّد الذي ينعكس بشكل مباشر على الوضع المحلي.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، استغرب البعريني التعاطي مع ملف الحكومة بهذا الشكل، وكأن لا أزمة في البلاد، ومقومات العيش كافة مؤمّنة، ولبنان “مرتاح” ولا يحتاج إلى حكومة في وقت سريع.
وعن طرح اسم النائب سجيع عطية لتمثيل منطقة عكّار في الحكومة المقبلة، لفت البعريني إلى أن عطية رجل كفوء ويستحق، لكن الأكثرية في عكّار سنية، وبناءً على التركيبة الطائفية للبلاد، فإن المطلب كان توزير شخصية سنّية من المحافظة.
على خط آخر، تتفاقم أزمة الخبز في ظل غياب تام للحلول المستدامة. تحرّكت وزارة الاقتصاد بشكل خجول في اليومين الماضيين رغم المعطيات التي تم فضحها وتعتبر بمثابة إخبار، لا سيما المؤتمر الصحافي الذي عقده عضو كلتة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور والذي فضح خلاله عمليات التهريب والاحتكار والسرقة التي تتعرض لها كميات الطحين المستوردة والمدعومة من الدولة.
رئيس نقابة صناعة الخبز طوني سيف أشار إلى أن “وزارة الاقتصاد قامت بجهد لمحاربة التهريب والاحتكار، لكن ذلك غير كافٍ، والمواجهة تحتاج إلى مراقبة مشدّدة على المطاحن والأفران والتجار وضبط التهريب إلى سوريا بشكل كامل”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، كشف سيف عن حل جزئي للمشكلة، ولفت إلى أن “قمح المزارعين البقاعيين يُباع إلى تجّار سوريين بسعر 420 دولار، فيما تستورد الدولة القمح من الخارج بـ480 دولار، والمطلوب شراء كميات من المزارعين اللبنانيين بأسعار أقل من سعر الخارج، ما يسمح بتوفير المبالغ، لكن ذلك يحتاج إلى إجراءات من وزارة الاقتصاد، لأن استيراد القمح في لبنان مدعوم من مصرف لبنان، والدعم يتوجّه إلى الاستيراد وليس الشراء المحلي، وبالتالي المطلوب دعم شراء القمح المحلي ليستطيع التجار شراءه”.
وحذّر سيف من تفاقم الأزمة أكثر في الأيام المقبلة، لأن الكميات لا تكفي لأكثر من أسبوعين، والكميات القادمة تتأخر وليست كافية للسوق اللبناني.
في هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن “وزارة الاقتصاد تنتظر دعم البنك الدولي في هذا الخصوص، لكن وحسب المعلومات، فإن البنك يحبّذ دعم القطاع الخاص وليس الدولة، أي المطاحن والأفران، لكن ذلك يتطلّب إجراءات وآليات”.

الأخبار: عون يعرض حكومة ثلاثينية مع تمثيل سياسي… والأجواء غير إيجابية
الترسيم: أميركا تدعو لبنان إلى التفاعل
كتبت “الاخبار” تقول:
فيما انطلقت معركة التشكيلات الحكومية المتبادلة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، أبلغ رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف أنه يفضل حكومة وحدة وطنية من ثلاثين وزيراً، تجمع كل القوى السياسية. وفي حال رفض حزبي القوات اللبنانية والكتائب ومجموعات أخرى المشاركة، يصار إلى اختيار ستة وزراء سياسيين يمثلون التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وحركة أمل و»التغييريين» والمستقلين أو من يعكس وجهة نظر هذه القوى، إضافة إلى 24 وزيراً متخصصاً، على قاعدة المحافظة على التوزيع الحالي سياسياً وطائفياً، أو إطلاق عملية مداورة شاملة لا تستثني أي وزارة. ويفترض أن يحمل ميقاتي، الاثنين المقبل، أجوبة على هذا المقترح إلى الرئيس عون، علماً أن المناخات السائدة تشير إلى صعوبة كبيرة في التفاهم على هذا الأمر. وقد سأل وزراء رئيس الحكومة مساء أمس عن الأجواء، خلال مشاركتهم في حفل عشاء أقامه على شرف وزراء الخارجية العرب، فسمعوا منه تعليقات ساخرة من نوع «من قال لكم أن هناك حكومة جديدة؟».
في هذه الأثناء، انشغل الجميع أمس بالرسائل التي حملتها السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا إلى المسؤولين حول نتائج المحادثات التي أجراها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين مع الإسرائيليين بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وفيما أعرب الأميركيون عن رغبتهم بالتكتم على نتائج المفاوضات، سعت السفارة في بيروت إلى إشاعة أجواء إيجابية من خلال إعلاميين وسياسيين. وهو ما أشارت إليه أمس أيضاً وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات إن السفيرة الأميركية حملت أجوبة مقتضبة بدا واضحاً أن الهدف منها هو اختيار ما يشيع أجواء إيجابية، مثل القول بأن إسرائيل ستقابل «الإيجابية اللبنانية بالتراجع عن الخط 29 بالقبول المبدئي بالخط 23». وأضافت أن «هوكشتين تبلغ استعداداً إسرائيلياً للعودة إلى الناقورة كإطار للتفاوض مع الإبقاء على الوسيط كعامل مساعد»، لكن المشكلة بقيت عالقة بشأن ما تعتبره إسرائيل «حقاً لها في حقل قانا».
وفي هذا السياق، سعى الأميركيون إلى عدم إقفال باب الحديث عن علاجات لما سمي «بالمناطق الجوفية المشتركة» عبر الضغط على لبنان للقبول بفكرة الشراكة العملانية من خلال اتفاق يتيح لشركات عالمية القيام بأعمال التنقيب والاستخراج في المناطق المتنازع عليها والسعي إلى شكل من أشكال التطبيع من خلال إنشاء صندوق خاص لعائدات النفط والغاز، وتوزيعها لاحقاً على البلدين بعد ترك أمر التخمين والتقييم والترسيم إلى الشركات العالمية. وتسعى إسرائيل بدعم أميركي إلى جعل هذه الاتفاقات مسهلة لبدء عملية الاستخراج من حقل كاريش على قاعدة أن لبنان تخلى عن الخط 29 وبالتالي ليس له الحق بالاعتراض على أي عمل هناك.
على أن الجانب الأميركي، والأوروبيين أيضاً، سمعوا مجدداً، عبر قنوات مختلفة، بأن المسألة لا تقف فقط عند رسم حدود، لأن الخطوة لا يمكن اعتبارها عملانية بالنسبة للبنان الذي يحتاج إلى ضمانات تتيح له الحصول على تعهدات ومباشرة الأعمال من قبل الشركات العالمية كما هي الحال مع إسرائيل. وأعادت المصادر هنا التذكير بالموقف الذي أعلنه حزب الله حيال رفض أعمال الاستخراج من قبل العدو قبل ضمان حقوق لبنان، وهو الموقف الذي كان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد شرحه بوضوح أكبر عندما قال بأنه «لا غاز من كاريش ما لم يضمن لبنان إخراج الغاز من قانا».
وقالت مصادر مطلعة على اجتماعات شيا أمس إنه «يمكن الحديث عن تقدم أولي، ولكنه ليس كاملاً». وإن السفيرة أبلغت لبنان جواباً مباشراً حول العودة إلى الناقورة بالقول»إن الجانب الإسرائيلي لا يمانع ذلك» وإن الأمر «يحتاج إلى مفاوضات إضافية وخصوصاً لناحية التوقيت والشكل وطبيعة الوفود». لكن مصادر سياسية معنية وضعت كل ما يجري في إطار المناورات وقالت «إن السلبية تحيط بالملف، لأن ما حملته شيا حول عدم إقرار العدو بملكية لبنانية كاملة لحقل قانا لا يُمكن القبول به لبنانياً»، معتبرة أن «على لبنان أن يتمسّك بحقل قانا كاملاً». وأشارت المصادر إلى أن الحركة ذات الطابع العسكري والأمني في البحر هي دليل على خطورة الموقف، بانتظار كيف سيتعامل لبنان الرسمي مع الجواب الإسرائيلي.
ومن تل أبيب، نقل موقع «والاه» عن مسؤولين «في المؤسسة الأمنية أنه قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، من المحتمل جداً أن يتوصل لبنان وإسرائيل، بوساطة واشنطن، إلى اتفاق بشأن خط الحدود البحري في غضون أسبوعين».
وأشار الموقع نفسه إلى تحذيرات «مصادر استخباراتية رفيعة في الأسبوع الأخير من أنه وسط الاضطرابات السياسية في إسرائيل والحساسية الطبيعية المحيطة بحكومة انتقالية، فإن حزب الله يمكن أن يقوم بتسخين الحدود بسبب الصراع على الحدود البحرية». وكان لافتاً للانتباه ما نشر الموقع عن أنه «في 2016 تم تسجيل حادثة غير عادية في سجلات العمليات البحرية، وبعد تحقيق معمق وفحص للبيانات والاستخبارات اتضح أن غواصين من قوة النخبة في حزب الله وصلوا في حالة واحدة على الأقل إلى منطقة الحدود البحرية وعبروا الجانب الإسرائيلي لفحص التكنولوجيا الإسرائيلية تحت الماء». وأضاف أنه «في حينه انشغل رئيس الاستخبارات العسكرية أمان (يتولى منصب نائب رئيس الأركان، اللواء هرتسي هليفي)، بنفسه بهذه المسألة ومحاولة فهم ما إن كان هذا الاحتكاك الجريء لحزب الله على طول خط الحدود يندرج ضمن جمع معلومات استخبارية دائمة أو معلومات ما قبل القيام بنشاط عملياتي».
وقال الموقع إن حزب الله «استثمر في العقد الماضي الكثير من الموارد في بناء وحدة بحرية خطيرة». وأضاف أنه «قبل بضع سنوات، وصلت معلومات حول احتمال أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد قرر تسليم صواريخ «ياخونت» إلى حزب الله الذي طوّر ثلاث قدرات لأجل إصابة منصة معرفة بأنها هدف ثابت كبير جداً. وضرب السفن إضافة إلى مداهمة الشواطئ الإسرائيلية». وقال الموقع إنه يوجد لدى حزب الله «العشرات من الزوارق السريعة، كما أنهم يستخدمون قوارب الصيد كتمويه لجمع المعلومات الاستخبارية. وأنه يتحكم عن بعد في روبوتات تحت الماء يمكن أن تهدد السفن ومنصات الغاز».

الديار: اللبناني يُـواجه وحده الأزمة الإقتصادية… وميقاتي يُـناور إعلامياً
تقاطع أميركي ــ إيراني ــ سعودي على استقرار لبنان وقوة جيشه
رئيس الجمهورية المقبل من الإختصاصيين والانقسام السياسي دون مُعالجة
كتبت “الديار” تقول:
اضافة الى ازمة القمح ووطاة غلاء الادوية والمستشفيات والمحروقات، زادت امس تعرفة الاتصالات لتجعل المواطن يعاني الامرين ولتجعل العيش في لبنان من سابع المستحيلات في ظل افق مسدود. وعليه امام هذا الواقع الضاغط على المواطن وحده الذي تريد الدولة ان يدفع ثمن الانهيار والافلاس الاقتصادي في حين تعفي نفسها من الهدر والسرقات التي قامت بها، وحدها الناس تقرر خيار العودة الى الشارع ام الانكفاء والصمت حيال ممارسات الدولة الظالمة. والحال ان المواطن نفسه يعلم ان الافق مسدود ولذلك يعتريه اليأس ولكن هناك حلا وحيدا ومخرجا لا مفر منه هو الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي سيسعف لبنان في محنته ويخفف من وطأة الازمة على المواطن. فهل تقوم الدولة بمسؤوليها بتطبيق الاتفاق مع صندوق النقد ام تتفرج على الحالة المزرية التي وصل اليها لبنان والتي تنزلق يوما بعد يوم من السيىء الى الاسوأ؟
الى ذلك، في موضوع تشكيل الحكومة،كشفت مصادر مطلعة ان حظوظ ولادتها صعبة حتى اللحظة نتيجة تباعد وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي حيث يرى عون ان المرحلة الحالية تطلب وجود حكومة سياسية في حين ان ميقاتي يرى ان الحكومة الحالية تعد كافية مع بعض التغييرات في الوزارات وتطبيق المداورة على وزارات معينة. من جهة اخرى يرى الرئيس عون انه طالما ميقاتي يريد اجراء تعديلات على الحكومة فلماذا ينطبق ذلك فقط على وزارة الطاقة الى جانب ان المداورة يجب ان تطال كل الوزارات منها وزارة المالية ووزارة الاقتصاد والداخلية وغيرها ولا تكون كما هي عليه الان تشمل فقط وزارات تابعة للطائفة المسيحية. من هنا، يريد رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية عادلة على الجميع وليست استنسابية ولكن الحكومة لا تسير على سكة صحيحة وفقا للمصادر المطلعة.
في السياق ذاته، لا شك ان الرئيس نجيب ميقاتي يلعب لعبة ذكية اعلاميا يظهر نفسه انه مرن وليس الجهة التي تعرقل او تؤخر تأليف الحكومة حيث قدم صيغة حكومية في وقت وجيز جدا ويقوم بالاتصالات والجهود لتسريع ولادة الحكومة انما في الواقع :هل هذه الاتصالات هدفها تذليل العقبات ام تمرير الوقت؟
الاستحقاق الرئاسي: رئيس الجمهورية المقبل من الاختصاصيين؟
في هذا المجال، اعربت مصادر مقربة من حزب الله للديار عن املها من ان يجري الاستحقاق الرئاسي في موعده لان الفراغ قاتل ويضر بلبنان الذي يعاني ازمة اقتصادية ومالية.
وبدورها، كشفت اوساط مطلعة للديارعن وجود تقاطع دولي وعربي بانتظام عمل المؤسسات في لبنان وبأن تجري الاستحقاقات في موعدها. ورأت هذه الاوساط ان هذا التقاطع يصب في مصلحة لبنان ويبعد عنه شبح الفراغ المؤسساتي على غرار الفراغ الرئاسي خلافا للفراغات التي حصلت سابقا باعتبار ان لبنان بازمته المالية لا يحتمل وجود حكومات غير اصيلة ووجود نزاعات سياسية دستورية الى جانب الخلافات والانقسامات السياسية الداخلية. اضف على ذلك، اشارت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان هناك بحثا في الكواليس الغربية والمحلية عن الشخصية التي يمكن ان تشكل مساحة توافقية بين الداخل والخارج لناحية ان طبيعة الخلاف الاساسي اليوم في لبنان لن تحله انتخاب رئيس او تشكيل حكومة بل ان الانقسام السياسي اللبناني يجب ان يتعالج اقليميا ودوليا وبالتالي سيظل الانقسام معلقا بانتظار تسوية اميركية-ايرانية-سعودية. من هنا، اعتبرت هذه المصادر الديبلوماسية ان رئيس الجمهورية المقبل يجب ان تكون مهمته معالجة الازمة الاقتصادية وليس ايجاد حل سياسي لان الامور تنزلق من السيىء الى الاسوأ في ظل التجاذب الاقليمي الدولي الحاصل بين طهران وواشنطن والرياض. وتوقعت ان يكون رئيس الجمهورية والحكومة المقبلة من طبيعة اختصاصيين لوضع حد قدر الامكان للازمة المالية والاقتصادية التي يشهدها لبنان.
ترسيم الحدود البحرية: ماذا قالت اوساط مقربة من حزب الله عن هذا الملف؟
في غضون ذلك، قالت اوساط مقربة من حزب الله انها على اطلاع بمناخ المفاوضات حول حقوق لبنان البحرية والجواب اللبناني للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين وهو يتضمن مطالبة لبنان بالخط 23 مع التعرجات اي بمعنى اخر 23+ حيث يريد لبنان الخط 23 مع مساحة اضافية تحتوي على كمية نفط كبيرة منها حقل قانا. ولفتت هذه الاوساط الى ان الوسيط الاميركي لم يعط جوابا للدولة اللبنانية سوى ان الاجواء ايجابية وهذا يشير الى ان حكومة الاحتلال التي هي حاليا حكومة تصريف اعمال تستغل الوضع لابطاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية.
ويذكر ان الاسرائيليين كانوا رافضين لخط 23 فكيف بالحري اذا طالب لبنان بمساحة اضافية الى جانب خط 23.
الجامعة العربية: لا تحقيق لانجاز في ظل عهد عون
الى ذلك، لفتت اوساط ديبلوماسية للديار انه يجب التمييز في القمة العربية بين امرين: الجانب الديبلوماسي العربي الحريص على استقرار لبنان وانتظام مؤسساته وايجاد حل للازمة اللبنانية الاقتصادية والمالية والحرص على حصول الاستحقاقات في موعدها. واشارت الى المساعدات القطرية الى الجيش اللبناني الذي هو العامود الفقري للاستقرار الامني وفي حال انهار الجيش يزول لبنان من الوجود.
اما الشق الاخر المتصل بالطاقة التي ينتظر لبنان تلقيها، فهذا مرتبط بقرار اميركي ويبدو ظاهرا حتى الان انه لم يأت ضوء اخضر في هذا المجال لتسهيل الامر. وكشفت اوساط ديبلوماسية ان الادارة الاميركية لا تريد تحقيق اي انجاز خلال ولاية الرئيس ميشال عون وهي تنتظر رحيله لتبني على الشيء مقتضاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى