لماذا لم تستخدم القوات الامنية الايرانية القوة ضد المتظاهرين المخربين؟
مضت اسابيع على الاحداث الامنية التي حدثت بالجمهورية الاسلامية الايرانية, والتي تناقلتها الاساطيل الاعلامية العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي العالمية المعادية للجمهورية الاسلامية, مستغلين حادثة وفاة المواطنة الايرانية مهسا اميني في مركز شرطة الاداب لاثارة الجماهير ضد الدولة والنظام قبل اصدار تحقيق شفاف عن سبب الوفاة, وكانت قيادة الجمهورية الاسلامية اصدرت اوامرا بالتحقيق لمعرفة الاسباب الحقيقية لوفاتها واصدار بيان شفاف مهما كانت النتيجة. واصدرت هيئة الطب الشرعي الايرانية بتاريخ 7-10-2022 بيانا ذكرت فيه ان وفاة اميني لم تكن بسبب ضربات على الرأس او الاعضاء الحيوية للجسد بل ترتبط بتداعيات خضوعها لعملية جراحية لازالة ورم في الدماغ من سن الثامنة, واشار الى ان العملية التي جرت لازالة ورم الدماغ القحفي, ادت الى معاناة اميني اضطرابات في المحور الوطائي النخامي وعدد من الغدد المرتبطة به, ومنها الغدة الدرقية.
العالم المعادي للجمهورية الاسلامية الذي عجز عن مواجهتها عسكريا بشكل مباشر, او اخضاعها عبر الحصار الاقتصادي, او اجبارها على التوقيع على الاتفاق النووي بالشروط الامريكية, كان يضع في حسابته خططا بديلة معدة لمواجهة ارادة وصلابة الجمهورية الاسلامية الايرانية, ومن تلك الخطط انتظار فرصة ثمينة لاستغلالها كما حدث للمواطنة اميني, ولو لم تكن اميني فمن المؤكد ينتظرون حادثة مماثلة, او افتعال حادثة لاشعال ما يسمى ” ثورة حرية الحجاب ” المزيفة التضليلية
ردة الفعل التي حصلت داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تكن عفوية بل بتوجيهات خارجية شارك بها من هو منخرط بالمؤامرة, وشارك بها من هو مغرر به ولا يعي عاقبة الامور, فأي احتجاجات شعبية مطلبية تدعو الى العنف تفقد احقيتها وصوابيتها وتحكم على نفسها بالهزيمة والانتحار, فكانت الاحتجاجات في ايران خالية من السلمية بل كل العالم شاهد حجم وكمية الاجرام والعنف والارهاب الذي مورس في الشارع, من حرق افراد من الشرطة المجردين من السلاح وهم احياء, الى حرق وتدمير الممتلكات الحكومية والخاصة, والى حرق واتلاف سيارات الاسعاف والاطفاء والشرطة, وسحل النساء المحجبات في الشارع, وقتل كل من يشتبه به مؤيد للنظام.
هذه المشاهد الاجرامية الارهابية التخريبية الغوغائية كان يشاهدها العدو ويطرب لها ويصفق فرحا واملا بسقوط النظام الاسلامي, ويعمل بكل امكانياته الاعلامية لدعم هذه الحركة التخريبية الاجرامية, وتحريك كل الجيوش الالكترونية لدعمها والترويج لها, وكان يدعو الى مواصلة العنف حتى عن طريق دس عناصره العميلة داخل المشاغبين وقتل بعضهم لاتهام القوات الامنية الايرانية باستخدام العنف ضد المشاغبين.
كذلك كان يشاهدها الصديق الغيور الموالي بحرقة وعاطفة جياشة, متأثرا بتلك المشاهد المؤلمة من تدمير للمنشأت الحكومية وقتل الشرطة ورجال الحرس الثوري بطريقة ارهابية بشعة, حتى بلغت القلوب الحناجر وقالوا ” متى تستخدم الجمهورية الاسلامية الايرانية قوتها لقمع هؤلاء المخربين اسوة بما يحصل في العالم الغربي والعربي باستخدام كامل القوة الامنية لقمع اي احتجاجات عنفية او حتى سلمية كما هو في دول الخليج التي ذرفت دموع التماسيح على المواطنة الايرانية اميني, في وقت يموت فيه عشرات الفتيات في السجون المظلمة في الخليج, وحتى في السجون الامريكية ؟”.
فالعدو تمنى استخدام القوة والعنف لمواصلة التجييش ضد النظام الاسلامي, ولدى العدو ” مشروع القتل ” يريد نشره في انحاء البلاد باستخدام عملاء وجواسيس ومنظمات انفصالية ارهابية متخصصين في جرائم القتل ولصق التهمة بالقوات الامنية الايرانية لاثارة الناس وتهييجها ضد الثورة الاسلامية المباركة, والقوات الامنية الايرانية ليست كباقي القوات الامنية الدولية لا تحمل السلاح وهذا ما يمكن رصده بجميع مقاطع الفيديوهات التي تظهر حتى على شاشات الاعلام المعادي.
والصديق تمنى استخدام العنف لقمع المخربين المجرمين دون النظر بابعاد المؤامرة, ودون التأمل بأن هذه الدولة الاسلامية يديرها ويرعاها ويرشدها قائد فذ عظيم, لا يخاف بالله لومة لائم, يرى بعين الحكمة والبصيرة والرشاد, واصدر تعليماته الصارمة لكافة القوات الامنية بعدم استخدام العنف ضد المشاغبين حتى لو وقع جور وظلم على القوات الامنية لانه يدرك بحكمته ما يخطط له الاعداء, وهناك مشاهد كثيرة لقادة الحرس والشرطة يصدرون تعليماتهم واوامرهم الصارمة للافراد الامنية بعدم الرد على العنف بشكل قاطع.
فحكمة الامام السيد القائد الخامنئي دام ظله فوتت الفرصة على العدو, وجعلت الشعب الايراني الغيور لان يهب بالملايين دفاعا عن الثورة الاسلامية وقيمها وديمومتها واستقلالها, ويخرج عن بكرة ابيه منددا باعمال الشغب والعنف التي قامت بها الجماعات الخارجة عن القانون والعميلة وتم تعريتها امام الشعب, وحتى ان هناك قسما كبيرا ممن شارك بالتظاهرات ضد العنف والقتل يؤمنون بالمظاهرات السلمية المطلبية المحقة, فكانت تلك التظاهرات المليونية صفعة مدوية في وجه الاستكبار العالمي, وغرفه السوداء التي تخرج منها تلك المؤامرات الدموية.
فلذلك لم ولن تستخدم القوات الامنية الايرانية القوة ضد المتظاهرين المخربين.
الجمهورية الاسلامية الايرانية يقودها قائد ملهم واب عطوف رحيم, يرى بعين العطف والرحمة والشفقة الى كل ابنائه في الوطن الايراني الاسلامي حتى الضالين منهم, فيرشدهم الى طريق الحق والصواب ويحن عليهم ويعفو عنهم, فهو كجده صلوات الله وسلامه عليه, رحيم بابنائه وشديد على الاعداء, ففي الوقت الذي يمد يد الرحمة الى الداخل ويصدر اوامره الصارمة بعدم استخدام القوة والعنف ضد المشاغبين الضالين, يوجه تعليماته الرشيدة لدك اوكار قادة الارهاب خارج ايران اينما وجدوا بكل قوة وعنف لاستأصال شرهم ومنعهم من استخدام اوكارهم لشن عمليات ارهابية داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية العزيزة, وردع الدول التي تؤويهم وتساندهم.
فالعدو سيواصل مؤامراته ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية دون توقف. والجمهورية ستواصل الحاق الهزائم بكل مؤامرات الاعداء ورد كيدهم الى نحورهم, وعمر هذه المواجهة متواصل منذ 43 سنة وحتى الحاق الضربة القاضية للعدو المتمثلة بزوال نظام بؤرة الشر العالمي الكيان الصهيوني المؤقت, وقيام دولة فلسطين العربية الاسلامية.
حسين الديراني
11-10-2022
استراليا