مقالات

أوكرانيا تواجه روسيا في الحرب نيابة عن اميركا واوروبا تستغيث النجدة اقتصاديا.

يوسف_جابر

تشهد الحرب الروسية الأوكرانية اصطفافا دوليا لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية وهي بمثابة إعلان حرب نووية كبرى تكاد تدمر العالم. أميركا من خلف البحار تسعى جادة الى كسر هيبة روسيا العالمية بالدعم المطلق عسكريا لدول حلف الناتو الذي يعاني من سوء الأوضاع الإقتصادية لضخ كل إمكانياتهم للمجهود الحربي بفتح مخازن الأسلحة المتطورة والمدمرة واستعمال الترسانة العسكرية الغير مصرح عنها لأن الحرب مفاجآت ولمن يتحمل الضربات دوت انكسار ويبقى صامدا.

أما روسيا بقيادة القيصر بوتين فقد أعدت العدة لكسر هيمنة أميركا وأحادية القرار العالمي حينما صرح الرئيس فلاديمير بوتين أن العالم لا قيمة له من دون دولة عظمى, هذا يدل على أن روسيا دخلت المعركة منتصرة فهي تحارب أميركا على رأس الناتو المتمثل بدول عظمى لهم تاريخ حافل بالاستعمار والغزو لدول العالم وفي طليعتهم بريطانيا وفرنسا والمانيا والكثير من دول أوروبا المنضوين تحت أجنحة النسر الأميركي مقابل الدب الروسي.

بدأت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط/فبراير 2022, حيثُ بدأت الحملة بعد حشدٍ عسكري وتوجيه إنذارات لأوكرانيا بعدم الطلب للانضمام لحلف الناتو وعدم جعل مقاطعات أوكرانيا مفتوحة عسكريا أمام الناتو لوضع منصات صواريخ وأجهزة رصد عسكري …
ان روسيا سعت لضم جمهوريات دونيتسك و‌جمهورية لوغانسك
وجمهورية خيرسون وجمهورية زاباروجيا الذين هم شعبا واحدا مع روسيا بالديانة والعقيدة والقرابة, بالاصافة لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا, والتصويت على انضمام الجمهوريات المسبقة الذكر.

الحرب الروسية الأوكرانية طويلة من حيث الاستعداد لفصل شتاء قارس وجامد, وأميركا هي المستفيد لأنها تقاتل عدوها الروسي من خلف البحار من دون أي مواجهة مباشرة حاليا.

الاقتصاد العالمي منهار ويتلاشى أمام عظمة وقوة روسيا الاتحادية, وبعض الدول العربية وعنينا الخليجية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والبحرين وغيرهم الذين أعلنوا عدم تأييدهم لأوروبا في مواجهة روسيا, وقد شهد العالم الزيارات المكوكية لولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس دولة الامارات وأمير دولة قطر في الكرملين ولقائهم كل على حدة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
كذلك في عدم تنفيذ مطلب أميركا بتخفيض سعر النفط, حيث أوبيك الآن لم تلتزم في زيادة الضخ لتثبيت سعر البرميل قبل الوصول للانتخابات الاميركية مما اضطرت اليه بضخ من الاحتياط وخسارة ورقة رابحة لصالح الحزب الديموقراطي أمام الحزب الجمهوري.

هذا وان الصراع يحتد في أزمته بين الصين وتايوان بعيد اعلان مناورات اميركية اوروبية في بحر تايوان لتكون رسالة للتنين الصيني بحلفها مع روسيا, لكن العصب الصيني يشتد قوة عسكرية كما القوة الاقتصادية, وما لم يعلن عنه استنفار للجيش الصيني كتوجيه انذار لتايوان الالتزام بالسقف المحدد لهم قبل شن حرب واستعادتها وضمها للاراضي الصينية.

نحن أمام حرب شبه عالمية مابين الدول العظمى والكبرى ومن يطوي ذراع ذراع الآخر يكون منتصرا, وكما قال الرئيس بوتين أن روسيا لم تدخل الحرب الا منتصرة ومسر أحادية القرار العالمي بالهيمنة الاميركية ببسط نفوذها وفرض قراراتها بما يحلو لها.

تحذير الرئيس بوتين لشركة ستارلينك الأنترنت المملوكة لايلون ماسك واستجابة ماسك بتراجعه عن تقديم الخدمات لاوكرانيا والطلب من الحكومة الاميركية ان تبحث عن خيارات لدعم اتصال الجيش الاوكراني بالأنترانيت, هذا يعني أن الحرب تكنلوجيا عسكرية بامتياز ربما الايام القادمة ستكون التجارب النووي التكتيكي في واقع المعركة.
بعد ان اشتد القصف الصاروخي المدمر على كييف والتوسع سيشمل بعض عواصم اوروبا كرسالة أولى.

بيروت:17/10/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى