تصاعد الاقتحامات ….وتقليم الأظافر كتب أ. عماد السّنوار
دخول الاحتلال الأراضي التي تُشرفُ على إدارتها السّلطة الفلسطينيّة من وقتٍ إلى آخر، واقتحامها لتنفيذ مهام أمنية و اعتقالات تصاعدت في الآونة الاخيرة وبشكلٍ ملحوظ ، وهذا يدل على تغير قواعد اللعبة والاشتباك مع العدو ولم تستطع السّلطة الفلسطينيّة أنْ تفي بالتزاماتها التي على عاتقها من اتفاقيّة ما يُسمى بأوسلو …وعار التنسيق الأمني.
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة دخول الوحدات الخاصّة المخيّمات الأكثر سخونة والتي شكّلت انطلاق للمقاومين لتنفيذ عمليات داخل الكيان وأن هذه الاجتياحات في كل مرة كانت تلقى مواجهات عنيفة يرتقي خلالها الشهداء أو يتم في المقابل اعتقال المطلوبين والنشطاء الفلسطينيين ، كذلك يدفع هذا العدو ثمن هذه الأفعال بسقوط جنوده وضباط الوحدات الخاصة قتلى على يد الفلسطينيين …
واعتراف قادة العدو بصعوبة المشهد من وقت إلى آخر …هذا كان حاضرًا في الاجتياح الأخير ..
وما حدث في الآونة الأخيرة من قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة واستهداف مراسلين مكتب قناة الجزيرة ليس عبثًا ولكن لأنه يخشى من نقل الصورة لجنين القسام وهي تقاوم هذا المحتل …وخوفًا من تفشي بقعة الزيت لتصل إلى خليل الرحمن ونابلس و باقي مناطق الضفة وهي مرشحة لذلك
وإنّ ما دفع العدو لمحاولة تقليم أظافر المقاومة هو عدم مقدرة الشريك على تلبية ما يريد والسبب الرئيس في ذلك التفاف الجماهير الفلسطينية حول مقاومتهم واحتضانهم لها كما أصبحت البيئة الفيزيقية لدى المقاومة جاهزة ومواتية وخاصة في تغول هذا المحتل على الأقصى والمقدسات وهذا أدى لتوسيع بقعة الزيت و الاشتباك وأنّ التجربة الغزية مازالت حاضرة على الطاولة لدى جميع الأطراف فالاحتلال يهدف من هذه الاجتياحات الى عدة عوامل أهمها:-
1- محاولة تقليم الأظافر من قتل واعتقال وهدم منازل النشطاء الفلسطينيين حتى لا تتوسع دائرة العمل.
2- فرض السيادة والسيطرة على المنطقة التي يخرج منها العمل ومعاقبة المنفذين وذويهم لإحداث سياسة ردع.
3- فرض السيادة وإعادة سيطرة أجهزة التنسيق الأمني للسيطرة على المناطق الأكثر سخونة وخاصة المخيمات.
وهنا يبقى السؤال مطروحًا في الأذهان أنّ ما حدث من تجربة حية في غزة من تنامي لقوة المقاومة واندحار الاحتلال الصهيوني وانتهاء عار التنسيق الأمني سيبقى كابوس يلاحق المحتل وأعوانه فهل سنشهد في الأيام القليلة المقبلة من توسيع نطاق العمل ليشمل كافة مناطق الضفة الغربية….. أنا أعتقد أنّ المقاومة قادرة ؛ فالقضية مسألة وقت ما دامت المقاومة تتنفس من رئة الجماهير الحاضرة والملتفة حول مقاومتها وأن سياسة الاجتياحات سياسة لا تزيد أصحاب الحق إلا قوة وعزيمة على العمل والتصدي لهذا الغاصب وأن المقاومة تزداد في كل مرة قوة وصلابة وأكثر إيلامًا.