صحة

مركز وارث لعلاج الأورام: لا مستحيل بعد الآن.

ريم عبيد

من قال أننا عاجزون عن الإبداع و تحقيق الإنجازات؟
من قال أن الشعوب العربية لا تفقه سوى الفراغ وتضييع الوقت؟؟
من قالها لا شك أنه حتى الآن لم يطلع على مشاريع العتبة الحسينية في كربلاء وبقية المحافظات.

فمؤسسة وارث الدولية كنموذج لمشاريع العتبة، والتي بدأت بالعمل من عام ونصف تقريبا، تقع في كربلاء، وتعنى بعلاج الأورام بدءا بالفحص والتشخيص وصولا الى العلاج غير الربحي وعالي الجودة لكافة مرضى السرطان، سعيا منها لتقديم العلاج المناسب دون تكبد عناء السفر،وايضا للارتقاء بالواقع الطبي في العراق.

ثلاثون ألف متر مربع، تتوزع عليها اربع مبان رئيسية بعضها قيد التطوير، كلها في خدمة المواطن، وما يميزها أنها استقدمت الكفاءات العراقية التي كانت تركت البلاد لعدم توفر الفرص، فعادت واستقطبتها بمعاييرها المتميزة والعالمية،لتستفيد من هذه الخبرات لخدمة العراق، هذا فضلا عن الكفاءات اللبنانية التي تبدو بارزة فيها كالدكتور محمد حيدر، الذي ولدى سؤالنا له عن المركز،أجاب باستفاضة وبشغف العطاء: ” المركز يتميز بمعدات فريدة من نوعها، وليست موجودة في اي مركز آخر في العراق، ولا حتى في الشرق الأوسط”،هذا فضلا عن اشارته الى ان” الخدمة المتكاملة التي يغطيها المركز تجعل منه منافسا”، ويضم المركز عددا من الاطباء السوريين وكفاءات من جنسيات أخرى.
يخضع الكادر الطبي الى كافة أنواع الدورات، بشكل متواصل، كما أنه يخضع للتدريب على الطرق الحديثة في العلاج،وعلى اسخدام الأجهزة المتطورة جدا،ليكون مؤهلا لاستخدامها بالشكل الأمثل، خصوصا ان المركز يحتوي على معدات وأجهزة تستخدم للمرة الاولى في العراق وفي الشرق الاوسط، كما أنه يجري فحوصات لم تجر في العراق من قبل كفحص ال MIBG ، لتشخيص امراض الغدد الكظرية وامراض الهورمونات العصبية،والذي ينتمي لقسم الطب النووي والعلاج بالنظائر المشعة.
وما يميز المؤسسة التي تحتوي على 126 حتى اللحظة، أن لديها مركز تصنيع الاشعاع الكيمياوي” البيتيسكان”، ويضم جهاز ال” تروبيم “ويعد الأحدث والأوحد في العراق والشرق الاوسط .
كما أن المركز يضم قسما خاصا للأطفال، بثمانية عشر غرفة حاليا،ويجري العمل على التوسعة، علما أن
المرضى دون ١٢ عاما يعالجون مجانا على نفقة العتبة، ولدى المركز أقسام لنشاطات الأطفال ما يوفر لهم بيئة ملائمة لتحسين ظروف علاجهم وشفائهم من المرض.
ولأن اعداد مرضى السرطان في العراق كبيرة، وجلهم من افئات العمرية الصغيرة، ويصابون للأسف بانواع غريبة ومتكررة منه بحسب الأطباء،الذين يؤكدون أنهم يقدمون وقد وصل المرض لديهم الى مراحل متقدمة، نظرا لضعف ثقافة الفحص الدوري، فتعمل العتبة الآن على مشروع التوسعة الذي يسمح للمستشفى بقدرة استيعاب مضاعفة لما هي عليه الآن،وبالتالي توسيع دائرة العلاج.

اذا هو مشروع من جملة المشاريع المهمة التي نفذتها العتبة الحسينية وتسعى جاهدة لتطويرها، في ظل غياب الدولة وتقصيرها في أداء مهامها، وهو ما يدفع للقول بأن العتبة هي روح كربلاء، وأمل الفقراء واليتامى وعموم المواطنين،ووجودها بما تقدمه من مشاريع تنموية هو حاجة ماسة لكل العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى