مقالات

استحالة التطبيع..

كتب خالد المقداد
Bawwababaalbeck

تعرف الأمة بأنها مجموعة من البشر يشتركون بالتاريخ والثقافة والحضارة.. وقد ظهرت نظريات تبنت تعريفات أخرى للأمة. استندت فيها على عنصر العرق، أو عنصر الدين. وتعد هذه النظريات مرادفاً وحاضناً للعنصرية والتطرف، وقد سادت في ألمانيا النازية، واسرائيل الصهيونية..
فالعرق الألماني سيد البشر، وهو ما تبنته ألمانيا النازية، والدين اليهودي دين “أبناء الله”، وهو السائد في الكيان المؤقت..
وهناك دول حديثة النشأة، بدأ تاريخها في عام 1787، أو قبله بعدد من السنوات، وهي نشأت على جثث وجماجم ودماء السكان الأصليين للأرض، ومثال ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشكلت من مجموعة مقاطعات اقتصادية أو دينية.. لا عنصر مشترك بينها سوى الرغبة في الاستقلال عن التاج البريطاني.. وبالرغم من ذلك تدعي أنها أمة..
المتابع للهجمة الشديدة ضد الدعم العربي الشعبي للمنتخب المغربي، يلاحظ مدى الخوف الغربي من اليقظة العربية، وإحياء الانتماء العربي الواحد..
فهو لم يستطع أن ينهي الوحدة العربية الشعبية على الرغم من تعدد محاولاته التي لم تبدأ بكيفونام ومؤتمر بال. واتفاقية سايكس بيكو والاستعمار المباشر واحتلال العراق 2003، وما سبق ذلك من أحلاف ومخططات، ضمت شعار كل قطر عربي أولاً، كلبنان أولاً، والأردن أولاً وغيرها.. وصولاً إلى أحداث العقد الدامي 2011 إلى الآن..
جميع هذه المخططات والجرائم هدفت إلى القضاء على الانتماء العربي، واعتقد الغرب أنه استطاع ذلك، بعد أن حاصر قلب العروبة، إلا أن تأييد الشعب العربي للمنتخب المغربي الذي لم يخف تأييده لفلسطين العربية، أعاد بث الرعب في نفوس المعادين للأمة العربية، وهو ما ظهر في الهجمة الشرسة التي استهدفت نفي صفة العروبة عن المغرب العربي، إلى الحد الذي ذهبت فيه الصحافة الفرنسية إلى استذكار معركة بلاط الشهداء..
الشعب العربي لم ولن يفقد انتماءه لوطنه الموحد، مهما تعددت الأسماء من كامب ديفيد، ووادي عربة، والاتفاقرالابراهيمي.. وهذا يعني أنه سيدعم ولادة أية منظمة عربية قومية فاعلة، تعيد لسورية دورها العروبي الحقيقي، وتواجه المخططات الهادفة لمحي مستقبل الأمة العربية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى