أخبار محلية

دعا رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” سماحة الشيخ محمد يزبك الى أن ” تسود الحكمة لاختيار رئيس للجمهورية يجمع ويوحد ولا يفرق، وحريص على حدود واستقلال هذا الوطن، وأن لا يكون العوبة بأيدي أي جهة من الجهات، ولا اي سفارة من السفارات، وإنما ينبع من هذا الوطن، ويعيش من أجل هذا الوطن، ولا يعيش الشخصانية، وإنما المصلحة العامة هي التي تكون الهدف والتي يعمل من أجلها. وعندما يصلح الرأس تحيا المؤسسات”.

جاء ذلك خلال لقاء عقده “حزب الله” مع فاعليات بعلبكية، في قاعة “مركز الإمام الخميني الثقافي” في بعلبك، بمشاركة رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن والنواب: الدكتور علي المقداد، الدكتور إبراهيم الموسوي، ينال صلح، المستشار السياسي للأمين العام للحزب حسين الموسوي، رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد، مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، مسؤول قطاع بعلبك يوسف يحفوفي، وحضور الشيخ مشهور صلح ومخاتير وفاعليات عائلية واجتماعية.

وقال سماحته : “لقاؤنا اليوم هو لقاء محبة وتقدير لأهلنا، ونهنئ الجميع بحلول شهر رجب الأصب الذي تصب فيه الرحمة الالهية صبا، ولهذا الشهر خصوصيات مختلفة ومتعددة، وأهم المناسبات فيه بعثة النبي التي هي بعثة البشرية بكاملها، هذا هو الدين القيم الذي يحفظ الناس وكرامات الإنسان بالقيم”.

وأضاف: “الأشهر الحرم يحرم فيها القتال، فالإسلام يحافظ على دماء الإنسان، ويحاول أن يفسح المجال إلى التلاقي والسلام، وإذا انتهك الطرف الآخر هذه الحرمة، فلا بد أن يكون الرد بما يتناسب مع الإعتداء الغاشم”.

وتابع: “هناك أماكن مقدسة يحرم انتهاكها، ويجب مراعاتها كمكة المكرمة ومسجد النبي والمسجد الأقصى الذي يحاول اليهود اقتحامه عبر المستوطنين الذين جاؤوا من أقصى الدنيا لينجسوا هذا المسجد وليغيروا معالمه، متجاوزين كرامة مليار و 600 مليون مسلم، ونحن اليوم كمسلمين يبقى الأقصى وتبقى فلسطين جوهر ما لدينا، وستبقى القضية الأساس والمركزية تحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى من رجس الإحتلال”.

واعتبر ان “من المقدسات القرآن الكريم والشخصيات الإسلامية كالنبي الأكرم وآله والصحابة والمرجعيات الدينية، وأي انتهاك لها هو انتهاك للإسلام، وللأسف بعد ما شهدناه من إساءات في فرنسا، أحرق في السويد القرآن الكريم بإذن من السلطة السويدية، وهذا اعتداء على كرامة كل المسلمين في العالم ويزيد من الكراهية. على العالم الإسلامي ان يندد بهذه الإفتراءات التي تكشف عن حقيقة لديهم بأن عدوهم هو الإسلام العزيز، الذي يحاولون تشويه صورته والقضاء عليه. في حين أننا كمسلمين نحترم مقدسات النصارى واليهود، وفي ظل الدولة الإسلامية حفظت الكنائس والصوامع والبيع، وحرم هدمها وتنجيسها والاعتداء عليها”.

وأردف: “ندعو المسلمين إلى الوحدة، ونشدد على ضرورة عودة الأمة الإسلامية إلى أصالتها وواقعها الذي أعزها الله به، ففي الخطاب القرآني كنتم خير أمة أخرجت للناس، لذا يتوجب علينا أن نلتقي جميعا ونواجه كل هذه المخططات، كل من موقعه”.

وأعلن: “نحن في لقاء الأخوة هذا نندد بهذه الأعمال التي لا تمت إلى الإنسانية والكرامة بصلة، ونحيي أهلنا في فلسطين من آل يونس الذين خرجوا بعد 40 سنة من الأسر، نحيي الفلسطيني الصابر المجاهد الذي يواجه بلحمه الحي ودمه الكيان الصهيوني الغاصب، وكل يوم يرتفع شهيد بعد شهيد لتحرير فلسطين، ونحن كمسلمين علينا أن نتحمل المسؤولية في مواجهة العدوان، وأن نكون يدا واحدة في مقاومة الاحتلال”.

ودعا إلى أن “تكون اللقاءات في بعلبك دائمة ومتواصلة بين أهلنا جميعا، وأن تكون القلوب صافية، تتبادل الثقة والمحبة والرحمة فيما بينها، وإن شاء الله في وقت قريب سيكون هناك مصالحة، تفتح القلوب على بعضها ليكون التفاهم والتآخي هو سبيلنا جميعا”.

وأكد: “نحرص جميعا على ان يكون هذا الوطن عزيزا، ونحرص على مؤسساته، ونسعى مع كل الشرفاء في الوطن من إجل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن لسنا معطلين، وإنما نريد ان تكون الحكمة هي التي تسود لاختيار رئيس للجمهورية اللبنانية يجمع ويوحد ولا يفرق، وحريص على حدود واستقلال هذا الوطن، وان لا يكون العوبة بأيدي أي جهة من الجهات، ولا اي سفارة من السفارات، وإنما ينبع من هذا الوطن، ويعيش من أجل هذا الوطن، ولا يعيش الشخصانية، وإنما المصلحة العامة هي التي تكون الهدف والتي يعمل من أجلها، وعندما يصلح الرأس أيضا تحيا المؤسسات، من خلال الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات الأخرى، وبذلك ينعم شعبنا بالعزة والكرامة”.

وختم الشيخ يزبك: “نحن في لبنان أقوياء ولسنا ضعفاء، نحن في لبنان أيضا حكماء، ولقد بلغنا الرشد ولن نكون محكومين لوصية من هنا أو وصايا من هناك، تحدد لنا من هو الرئيس، فلو اجتمع اللبنانيون وتفاهموا وتحاوروا لاستطاعوا أن يصلوا إلى انتخاب رئيس، وهذا هو المطلوب بأسرع وقت، حتى نخرج من حاله الفوضى والفراغ، لأن الفوضى والفراغ كل منهما هو قاتل. نحن نريد للبنان وللبنانيين جميعا مسلمين ومسيحيين، ولكل من حمل هوية هذا الوطن، أن يكون بمستوى عزة وكرامة هذا الوطن”.

وألقى الشيخ مشهور صلح كلمة فاعليات بعلبك، فقال: “لنا شرف الاستجابة لهذه الدعوة الكريمة،
وقال النبي الأكرم: “أمتي لا تجتمع على ضلالة” والاجتماع سنة كونية وسنة شرعية، والإنسان هو مدني في طبعه، يميل إلى الاجتماع، واجتماع البشر امر ضروري اقتضته طبيعة المخلوقات، نرى الأسماك تسبح في أرتال، والطيور تطير في أسراب، هكذا فطر الله المخلوقات، وهذا الإسلام العظيم جعل منا أسرة واحدة لقوله تعالى، إنما المؤمنون أخوة،
بل خطا الإسلام بالمسلمين خطوة أوسع وأروع حين جعلهم كالجسد الواحد وقد عبر عن ذلك رسول الله، بقوله مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، اذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ونحن جميعا أن شاء الله جسد واحد، وموقف واحد وفكر واحد، أي فكر مقاوم من أجل الحفاظ على أرضنا ومن أجل تحرير فلسطين والأرض المحتلة من قبل العدو. واليوم فلسطين تتعرض للبيع والتطبيع وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، لا تتحرر إلا بالراكعين الساجدين لله رب العالمين”.

وختم: “نحن نشكر الأخوة في حزب الله لوقوفهم إلى جانب مختلف المؤسسات الرسمية والخدماتية وسائر الدوائر، وهذا ليس بغريب على الأخوة في الحزب لأنهم يقفون إلى جانب أهلهم وجمهورهم في هذه المنطقة العزيزة، وأتمنى أن تكون هذه اللقاءات دورية وهذا أمر ضروري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى