مقالات

لقاء “ميرنا الشالوحي”.. شيئا من الدفء في “جليد” علاقة الحزب والتيار.

كتبت: غنى شريف

لم يشأ المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل. أن عن تفاصيل اللقاء الذي جمعه ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي أمس ، بحضور النائب سيزار أبي خليل.

“المجالس بالأمانات”.. هكذا برر الخليل عدم كشفه التفاصيل ، في حديثه مع الإعلاميين عقب اللقاء، وهو أمر طبيعي ومتوقع نظرا لحاجة الطرفين إلى المزيد من التواصل والبحث في المسائل الخلافية القائمة ، والتي تتجاوز مسألة مشاركة الحزب في بعض جلسات الحكومة ، اذ يرى الحزب في مشاركته استجابة لحاجات الناس الملحة ، في حين يرى التيار البرتقالي في مشاركة الحزب تلك مساهمة في ضرب الميثاقية الوطنية.

وبعيدا عن العناوين العامة التي أشار إليها الخليل أمام الإعلاميين ، فإن جملة أسباب موضوعية ، تجعل من اتفاق “مار مخايل” الذي قام بموجبه تحالف استراتيجي بين حزب الله والتيار الوطني الحر ، يملك من مقومات صموده واستمراريته ، أكثر بكثير من عوامل انهياره ، وفي ذلك قناعة مشتركة للطرفين معا.

صحيح أن العلاقة بين الحزب التيار تتعرض إلى بعض “المطبات” بين فترة زمنية وأخرى ، وهو أمر مفهوم ومتوقع بل وطبيعي ، نتيجة التباين في وجهات النظر بين الجانبين في بعض المسائل السياسية ، وتجلت أبرز عناوينها خلال المرحلة الأخيرة في مسألتين ، الأولى نظرة كل طرف إزاء الملف القضائي لقضية تفجير مرفأ بيروت ، والثانية حالة الرفض المطلق من قبل جبران باسيل والتيار الوطني لترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية ، في حين أن فرنجية هو المرشح الأساسي والمفضل بالنسبة لحزب.

وفي طليعة الأسباب الموضوعية ، التي تجعل من تحالف الفريقين غير قابل “للكسر” بسهولة ، ان التيار الوطني يشكل لحزب الله ضرورة وطنية ، نظرا لما يمثله التيار من شريحة شعبية واسعة في الساحة السياسية المسيحية ، لذلك فإن الحزب لن يبادر إلى “سحب يده” من التحالف مع التيار ، وهو ما أكده السيد نصرالله في اطلالته التلفزيونية الأخيرة.

وعلى المقلب الآخر ، فإن أسبابا عديدة تدفع التيار للتمسك بتحالفه السياسي والوطني مع حزب الله ، أبرزها أن الحزب هو “الصديق الوفي والوحيد المؤثر” في ظل جو سياسي “عدائي” يحيط بالتيار ، ويدفع في اتجاه تحجيمه سياسيا وشعبيا على أقل تقدير ، والشواهد على ذلك متعددة.

لم ينهي لقاء “ميرنا الشالوحي” الخلافات بين الحزب والتيار ، لكنه دون أدنى شك بعث شيئا من الدفء في العلاقة بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى