الفوعاني: بالتوافق والحوار نمنع الانهيار وننهض بالبلد.
أكد رئيس الهيئة التنفيذية لحركة أمل الدكتور مصطفى الفوعاني أن الرئيس نبيه برّي منذ أكثر من سنة تقريبًا وقبل الانتخابات النيابية وبعدها كان قد دعا إلى ضرورة التفاهم والحوار بين الأفرقاء السياسيين والكتل النيابية، إلا أن هذا الأمر رفضته بعض الكتل التي أصرّت أن لا تفاهم ولا حوار في ما خص موضوع رئاسة الجمهورية، تحت حجج لها علاقة بما يسمى بالتوازنات الطائفية والمذهبية، مشدًّدا على أن هذا الانهيار الذي يحصل اليوم ناتج عن صم البعض آذانهم وقلوبهم وعقولهم عن الحوار والتفاهم، الذي كان قد وفّر الكثير على اللبنانيين فيما لو انخرطوا فيها.
وجزم الفوعاني في ندوة إلى أنه لا يمكن لفريق أن يقول أنه يستطيع أن يمنع هذا الانهيار، قائلا: “إذا كنّا يدا واحدة جميعًا نتوافق على كثير من الأمور ونستطيع حينها أن نمنع هذا الانهيار، وكما يقول المثل الشعبي أن يدًا واحدة لا تصفّق، إذ لا يستطيع فريق واحد في لبنان مهما امتلك من قدرات أن يمنع هذا الانهيار، بل الانهيار بحاجة الى خطة تعافي اقتصادية طويلة الأمد”.
ولفت الفوعاني إلى أنه “نحن مسؤولون عن كل الشعب اللبناني وليس عن فئة محدّدة، كحركة أمل وكثنائي وطني آمن بمشروع الدولة، وآمن بأن الدولة هي الأم والراعية، وعن الشأن الاجتماعي نحن لسنا مسؤولون عن منطقة جغرافية محددة ولا عن بيئة محددة نحن مسؤولون عن كل الشعب اللبناني، لذلك منع الانهيار الاجتماعي والصحي والتربوي، يستلزم أيضا أن يكون هناك حوارًا بين الجميع، ليس بقدرة أحد أن يقول أنه يستطيع أن يمنع الأزمات المتتالية في منطقة دون أخرى”.
وأضاف الفوعاني “نحن ننظر إلى لبنان الذي هو وطن نهائي لجميع أبنائه من هذا المنطلق، نحن نقول أنه علينا أن ننتج آفاقًا بالسياسة حتى ترخي بظلالها على سائر أمورنا الاجتماعية والاقتصادية، وما يقوم به البعض في القضاء لا يمت للشفافية بصِلة”.
وأكد الفوعاني أن الحركة منذ اللحظة الأولى لانفجار المرفأ دعت إلى ضرورة أن يكون هناك تحقيقًا شفّافًا، لكن للأسف هذا السيناريو الذي حصل بعد ٤ آب ٢٠٢٠ حتى هذه اللحظة لا ينبئ أن هناك تحقيقًا شفّافا يحصل في لبنان، البعض أصرّ على أن يكون هناك شعبوية قضائية، وها نحن اليوم نحصد ما وصلت إليه الأمور، ولا يمكن أن يكون القضاء إلا نزيها ومنزّها، ولا يمكن إلا أن يكون شفافا، وما يقدم عليه البعض لا يمت إلى الشفافية بصِلة”.
كما ولفت إلى أنه “في البداية نحن نقول أنه ثمة انفجار حصل وليس تفجيرًا، فالفرق كبير بين الانفجار والتفجير، التفجير يعني أن هناك فريقًا معلومًا قام بهذا الفعل، نحن حتى هذه اللحظة نتحدث عن انفجار حصل ولا بد من تحقيق شفاف، هذا التحقيق الشفاف كان البعض قد وعد به خلال خمسة أيام، نحن اليوم قد تجاوزنا فترة السنتين والنصف، الشهداء هم شهداء لكل لبنان وأهالي الشهداء هم لكل اللبنانيين، هذه الفاجعة هزت كل لبنان ولم تهز فريقًا بعينه، لذلك لا بد من أن يكون هناك تحقيقًا شفافًا، وهذا التحقيق الشفاف كنّا أول من دعا إليه، ولا ننسى أبدًا أن هناك مجزرة قد حصلت، لأننا كنا ننادي بهذا التحقيق الشفاف”.
وأكد الفوعاني أن حركة امل منذ البداية دعت إلى التوافق والتفاهم، وهي لا تريد أن يكون هناك رئيسًا يأتي بالتحدي للآخرين، والحركة لا تخفي رغبتها بأن يكون هناك انتخاب لمعالي الوزير فرنجية، وحتى هو نفسه قال أنه مرشح توافقي وليس مرشح تحدي لأحد، قال هذا الكلام أمام صرح بكركي لأنه يدرك تمامًا أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون لكل اللبنانيين وليس لفئة منهم، موضحا أن المطلوب من رئيس الجمهورية القادم أن يبادر فورًا إلى أن يكون هناك حكومة تطّلع بشؤون الناس والعباد، وأن يكون هناك خطة تعافي اقتصادية، وأن يكون هناك انفتاح على المجتمع العربي تحديدًا والمجتمع الدولي، من أجل أن يكون هناك سقفًا يحمي لبنان من كل هذه الأزمات التي أرخت بظلالها عليه منذ أكثر من أربع سنوات”.
وأمام ما يجري في فلسطين المحتلة من إجرام اسرائيلي ممنهج لقتل الشعب الفلسطيني الأعزل، لفت الفوعاني أن العدو الإسرائیلي كيان غاصب وشر مطلق والتعامل معه حرام، هذه المبادئ التي أرساها الإمام القائد السيد موسى الصدر، ومنها انطلق المقاومون الشرفاء عندما أدركوا أن شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين، قائلا: “إن تصاعد العمليات اليوم في فلسطين يثبت بأن لا مجال للتطبيع وأن لا مجال إلا لهذه المقاومة، وبالمقاومة وحدها نستطيع أن نحمي فلسطين وأن نحمي لبنان وكل مكتسباتنا، هذا التصعيد الذي تقوم به آلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية، هو دليل آخر على عجزهم ودليل آخر على أنّهم لم يستطيعوا أن يَثبتوا وأن يكونوا في هذه الأرض، لأن هذه الأرض لها سكان حقيقيون هم الشعب الفلسطيني، الذي يثبت يوما بعد آخر أنّه حريص على أرضه وعلى كيانه وعلى كرامته”.وهذا ما أكدته ارادة الشهيد خيري العلقمي نموذج فلسطين وضميرها