الانسانية تكسر القيصر بقلم د. خالد المقداد. *خاص*بوابة بعلبك
. يذكر التاريخ أبشع صور الحصار الذي فرضه أبناء العمومة على ابن جلدتهم الذي أراد أن يوحد شملهم، ويجعل منهم قوة تهابها الأمم الأخرى، فما كان من قومه قريش إلا أن تعاهدوا على الامتناع عن الاشتراك بأي علاقات اقتصادية أو اجتماعية يكون طرفها الآخر ابن عمهم أو من آمن به، وكان هدف هذا الحصار هو تراجع النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم عن دعوته، وتمت كتابة صحيفة خاصة تتضمن بنود المقاطعة، وتعليقها في جوف الكعبة.. في عام 2019 أقر الكونغرس الأمريكي ما يعرف ب “سيزر أكت” ليفرض نوعاً من الحصار الشامل على الجمهورية العربية السورية، بحيث يفرض المقاطعة على أي شركة أو دولة تدخل في علاقات تجارية مع الحكومة السورية، وفي هذا الصدد انتقلت سورية من مرحلة الحرب العسكرية عليها، إلى مرحلة الحرب الاقتصادية، والعمل على تجويع المواطنين، بقصد تحقيق أهداف مشروع العقد الدامي.. الملفت للانتباه في هذا الصدد، أن الولايات المتحده أقرت العقوبات، وأن أبناء العمومة هم أول من التزم، بها فدخلت سورية عملياً في مرحلة تلقي الضربات، وذلك على أمل حدوث المعجزة الربانية، التي تساعدها على إنهاء هذه المرحلة والانتقال الى مرحلة التعافي.. أعتقد أن هذه المعجزة قد حدثت في زلزال الأمس الدامي، فالعراق الذي كان يخشى من العقوبات، بادر الى إنشاء جسر جوي وبري لتقديم الدعم الإنساني اللازم لمواجهة هذه الكارثة، وكذلك أعلنت الامارات بدء تقديمها الدعم اللازم للمواجهة، والأردن أبدى استعداده للمساعدة، وكذلك جمهورية مصر العربية.. إن حدثاً كهذا يجب أن يستثمر كفرصة لإعادة بناء العلاقات العربية – العربية، وترميم العلاقات السورية مع الجوار ككل.. وهو ما أطلقنا عليه سابقاً مصطلح المصالحة الاقتصادية، ولتكن هنا من باب المصالحة الإنسانية.. آن لمصر العربية أن تعود لممارسة دورها القومي في دعم الاقطار العربية، دون أن تراعي التعطيل الامريكي، وآن للعربية السعودية أن تتولى دعم مصر في قيامها بدورها العروبي، وآن لسورية أن تتعافى من جراحها، الجراح التي صنعها أشقاؤها، والتي سيعالجها اشقاؤها، إن هم قرروا الخروج عن لا إنسانية قريش الامريكية، والعودة إلى فطرتهم السليمة، وهو ما يعني إعادة روافع العمل العربي المشترك، والمتمثلة بسورية ومصر والعربية السعودية..