يا طفلةَ الأحلامِ…
إلى كل طفلة سورية عضَّها البرد بنابه، ومسَّها القهر بمخالبه المسمومة جرَّاء الحصار والإرهاب المُصَدَّرَ إلى سوريتنا الحبيبة… إلى نقاء براءة الأطفال وما أصابها في الزلزال المدمر و قبله و بعده أهدي هذه الدفقة الشعرية الشعورية الممزوجة بوجع القلب وأنين الروح…
رمش الطفولة والحجر
يا طفلةَ الأحلامِ يا بوحَ الحظوظِ العاثرةْ
يا أرجوانَ الحارةِ الحيرى تداعتْ بالأنينِ على
طلولِ الذاكرةْ
يا بسمة الحقّ المغيَّب في الحروب الجائرةْ
يا حاضرَ الوجعِ المُسَرْطَنِ بالأسى وغوابرهْ
يا شاهدَ الإثباتِ عنْ عصرِ الوحوشِ الغادرةْ
لا تقنطي يا طفلتي..
لا تحزني فالعدلُ في الأرضِ اندثرْ
لا تضعفي.. لا تيأسي، وَذَرِي التأوَّهَ والكدرْ
ولتمسحي الرمشَ المُدَمَّى بالحجرْ
ولترعدي في وجهِ أعداءِ الطفولةِ والبشرْ
قولي لكلّ الأدعياءِ بلا ترددَ أو حذرْ
نحنُ النواةُ وَمِنْ ثرانا يطلعُ الفجرُ الأغرْ
مِنْ ها هنا .. مِنْ رابياتِ المجدِ في سورية الفينيق
يرتسمُ القدرْ
منْ ها هنا منْ أوغاريتِ النورِ صارَ الحرفُ
حرفاً وانتشرْ
وعلى ضفافِ حضارةِ الإنسانِ أَنْطَقْنَا الوترْ
وحبوبُ سنبلةِ الوفاءِ نمتْ بأرضيَ عبرةً تهبُ العِبَرْ
فأنا ككلّ المثخنينَ بموطني المنكوبِ نعلنُ ما استترْ
بِئْسَ الحضارةُ إنْ تكنْ معجونةً بدماءِ شعبٍ
ما انكسرْ
يا هيئةَ الأممِ الخصيَّةِ هلْ صدرْ
منْ كلّ أروقةِ التآمرِ في دهاليزِ القذارةِ مِنْ خبرْ؟
عنْ قهرِ أحلامِ الطفولةِ والبراءةِ تحتَ ويلاتِ الخطرْ
عنْ سرقةِ الآمالِ بالإرهابِ عَرْبَدَ وانتشرْ
يا جمعياتِ الرفْقِ بالأطفالِ هل ماتَ الضميرُ
أم احتضرْ؟
يا الزارعونَ الموتَ في أحداقِنا بِئْسَ الحصادُ المنتظرْ
هذا الكلامُ لكلّ أصحابِ المعالي والمراتبِ والسّيَرْ
ولكلّ أصحابِ السموّ المخملي وَقَدْ تَفَرْعَنَ وانفجرْ
ورأى بقهرِ طفولتي وبراءتي جسراً لأروقةِ الوطرْ
حاشاي يوماً أنْ أُذَلَّ لمعتدٍ نذْلٍ لئيمٍ مُحْتَقَرْ
فأنا أنا سوريةُ الأقوالِ والأفعالِ أبقى حاضرةْ
أنشودةً مِلْءَ الدنى تهمي بِمُزْنٍ ماطرةْ
تسترجعُ الأَلَقَ المُصَادَرَ منْ وحوشٍ كاسرةْ
وَلَسَوْفَ أبقى رغْمَ أَنْفِ الحاقدينَ من الجموعِ الفاجرةْ
أنموذجاً لجواهر الدرّ الثمين النادرةْ
يا الأدعياءُ الباحثونَ عَنِ التباهي بالصورْ
يا الشامتونَ الصامتونَ الواجمونَ بلا أثرْ
هل عندكمْ جَلَدٌ لمعرفةِ اليقينِ بلا ضجرْ؟
بعضَ الحقيقة قالها هُبُلُ السياسة في قَطَرْ
عَنْ “صيدة” فَلَتَتْ أمامَ المجرمينَ ولمْ تبالِ بالضررْ
وأنا سأرسمُ صورةً فعليةً علَّ القدرْ
يطفي أُوَاْرَ النارِ عنْ لحمِ البشرْ
فأقول للأجيالِ كَمْ حَاْمَ الهلاكُ بموطنِ
الشمسِ المضيئةِ وانحسرْ
إرهابُ كلّ الكون لم يَئِدِ الإرادةَ واندحرْ
فلتسمعوا ولتنصتوا، وذروا أكاذيبَ الدعاةِ
وما انتشرْ
من طفلةٍ سوريةٍ شماءَ بَلَّلَهَا المطرْ
والبردُ عضَّ بريقها المعصورَ مِنْ ضوءِ القمرْ
وَقَفَتْ بقارعةِ الطريقِ يشعُّ مِنْ نظراتِها وَهْجُ الشررْ
فلتسمعوا ولتبصروا ما زاغَ عنهُ مِنْ “جنابِكُمُ” البصرْ
هذي أنا وعلى براعمِ بسمتي كلُّ الثمرْ
هذي أنا بطفولتي وبمولدي وبغصتي غصَّ القدرْ
هذي أنا سوريةُ الجَذْرِ المُعَمَّدِ بالدُّرَرْ
يا زارعيّ الجوَّ أقماراً تصورُ ما توارى في الحفرْ
وتحاصرون الناس في أنفاسِهِمْ، بل تعبثونَ
بما تغطى واستترْ
منْ بعضِ أحلامِ الحياةِ إذا تشظى الحلمُ
يوماً واعتكرْ
أَوَمَاْ أتاكُمْ مخبروكُمْ بالحكايا والسّيَرْ؟
عن صبْرِ شعبٍ طوَّع الموتَ الزؤامَ وما اندثرْ
فلتوغلوا ما شِئْتُمُ بدمائِنا ولتمسحوا كلَّ الأثرْ
وتفننوا بخطابِكُمْ عبْرَ المنابر بالمواعظِ
والتباهي بالصورْ
إجرامُكُمْ وحصارُكُمْ إثمٌ تجاوزَ كلَّ ذنبٍ يغتفرْ
إرهابُكُمْ بجبينِكُمْ وَشْمٌ وفعلٌ مُحْتَقَرْ
بلْ وصمةٌ للعارِ في الدنيا وفي الأخرى سَقَرْ
يا طفلتي… يا أنتَ يا وَجَعَ الدُّنى
يا كلَّ آهاتِ المنى
يا ضوءَ شمسٍ ما تبدَّدَ وانثنى
يا همسَ أمواجِ الحقيقةِ تفتحُ البابَ المشرَّع للسنا
يا زهرَ مشمشِ غوطةٍ غنَّاءَ تروي ما بنا
يا أقحوانَ الخيرِ ناغى السوسنَ
لن نكتفي يا طفلتي بالقولِ تباً للحظوظِ العاثرةْ
فليكتبِ التاريخُ تباً.. هيئةُ الأُمَمِ الخصيَّةِ قاصرةْ