شجرة البركة بقلم / ابراهيم الدهش.
على مقربة من قبر نبي الله هابيل ع في منطقة زبداني على حدود دولة لبنان بمسافة ١٠ كم ،، المعلم التاريخي المهم في دولة سوريا وبامتار معدودات توجد باحة مجاورة تنتصب شجرة سنديان عملاقة عُلقت على أغصانها مئات الأشرطة الملونة وعلى الأخص باللونين الأخضر والأحمر والابيض للتبرك وطلب تحقيق الاماني .
وحسب ما روي وتناقله ذوي الاختصاص التاريخي فإن عُمر هذه الشجرة يزيد عن خمسمئة عام ، وهي فرع من الشجرة الأصلية التي كانت شاهدة على دفن قابيل لأخيه الميت . تقول الحكاية إن قابيل بعد أن تعب من السّير وهو يحمل جثمان أخيه ، وقف تحت هذه الشجرة وترك الجثة في العراء ، فأرسل له الله غرباناً حطّت على الأغصان الوارفة وقتل أحد الغربان الآخر بعد شجار عنيف ورغم حادث مقتل الغراب من الاخر فقد قام بدفنه ولم يتركه في العراء !! حينها عرف قابيل ما عليه أن يفعله واخذ العِبرة من الحادث ودفن أخاه في هذا المكان تماماً ، ويقال إنه هرب بعدها باتجاه اليمن التي مات فيها .
ونتيجة لذلك الموقف وخاصة حادث مقتل الغراب والحكمة من الدفن اصبحت هذه الشجرة قدسية ومكانة ومنزلة عند الجميع إلى جانب ستّ أشجار سنديان مجاورة برمزية كبيرة ،، فهي استقبلت قابيل والغربان ، وفي الوقت نفسه كانت بمثابة نقطة علّام عرف الناس من خلالها مكان وجود الجثمان ، إذ تناقلت الحكايات بأن هابيل دُفن في موقع فيه سبع شجرات سنديان وبئر مياه ومغارة ومدرج أثري قديم ، وهي جميعها اليوم لا تزال حاضرة في محيط المقام لذلك ، يحرص الزوار الذين ياتون من جميع اصقاع العالم على تعليق أشرطة ملونة على أغصان السنديانة الكبيرة والدعاء لتحقيق أمنياتهم وللتبرك من هذه الشجرة العملاقة بمعانيها وما تحمل من تاريخ تجاوز قرون من الزمن