مقالات

ابعادالاتفاق الثلاثي الاستراتيجية.


كتبت خديجة البزال
مرحلة جديدة في غرب اسيا نلاحظ تطورها .
فيما يتعلق بما أعلن عن الإتفاق الإيراني السعودي برعاية صينية نوضح الأمور الإستيراتجية العميقة التي حصلت ونوردها على الشكل التالي :
حينما جاء الرئيس الصيني إلى الرياض ووقع إتفاقية إقتصادية فاقت المئة وسبعة مليار دولار هذه العملية لم تحدث في داخل الرياض أي أن المفاوضات حول هذه الإتفاقية لم تحصل في الرياض بل حصلت عبر مرحلة طويلة تتجاوز السنة والنصف تقريبا وبالتالي حينما حضر الرئيس الصيني حضر لتوقيع الإتفاق الذي تم وبالتالي لم تحصل المفاوضات ما أقصده أنها لم تحصل خلال زيارة الرئيس الصيني بل توجت بهذه الزيارة وتم التوقيع عليه ولكن المشكلة الأساسية في هذا الموضوع أن الصين لا يمكن لها أن تدخل إلى أي منطقة وتبذل الإستثمارات الهائلة التي تفوق عشرات المليارات في المنطقة غير مستقرة وعرضة للتفجير الأمني الكبير بحال من الأحوال لذلك البعد الإستيراتجي الذي نتحدث عنه هو يكمن في أن الصين خلال مفاوضاتها مع حكومة الرياض إشترطت الإستقرار الأمني وإشترطت الإستقرار في المحيط تكون عملية الإستثمار آمنة لأنه معروف أن الإستثمار الإقتصادي في منطقة التوترات غير مجدية، لذلك ما نقصده في الإشتراط الصيني على الإستقرار في أن حكومة الرياض لديها أصابع كثيرة وأيدي كثيرة تحركها وكانت تعمل سابقا على تحريك ملفات كثيرة في داخل المنطقة وتحرك الكثير من الأوضاع التي كانت تدعم الإرهاب في المنطقة سابقا وهذا الأمر لا يمكن أن يستقيم مع الإستثمارات الصينية وإن الصين حينما تطلب هذا من الرياض فإنما أيضا يصب في مصلحتها في النهاية لأن الإستقرار السياسي والأمني يخدم الإستقرار السياسي في نفس الوقت في الرياض وحكومتها، إن هذا الأمر بهذا البعد الإستيراتيجي فرض على الرياض بعد مرور أكثر من سنة على هذه المفاوضات فرض عليها أو أقنعها بضرورة اللجوء إلى التهدئة مع المحيط حتى يتسنى للصين أن تبرم هذه المعاهدة الإقتصادية مع الرياض وعليه لا بد من الرياض أن تبرم إتفاقا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يضمن عمليا التهدئة في المنطقة خاصة إذا ما وضعنا خطر الكيان الصهيوني والأمريكي مع بعض في تهديدهما للجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال التصريحات اليومية بأن العدوان على الجمهورية الإسلامية قاب قوسين أو أدنى وإلى ما هنالك وبالتالي فإن إبرام الإتفاق ما بين الرياض وطهران يبعد الرياض عن مخاطر ردت فعل إيران المدمرة على كل إقتصاديات الدول التي سوف تفتح أجوائها للكيان الصهيوني للعبور بإتجاه الجمهورية الإسلامية وهذا حسب ما أعتقد من خلال كل المتابعات أن الصين هو هاجس لديها هذا الموضوع في ما يتعلق بإستثماراتها في الرياض وعليه فإن هذا الإتفاق يقفل الأجواء والأراضي الخليجية التي تدور في فلك حكومة الرياض بوجه الإحتلال الصهيوني الذي سمعناصراخه كثيرا ….
جراء الصدمة الكبرى التي أعلن عنها جراء هذا الإتفاق بين هاتين الدولتين ، وبالتالي أقفلت أبواب الشر التي كان يعمل هذا الكيان بوجهه سواءا كان في داخل هذه الدول التي يعبث بها وبأمنها المجتمعي وغير المجتمعي وبنفس الوقت كان يريد من هذه الدول أن تكون ممرا له في العدوان على الجمهوية الإسلامية ويضعها في مواجهة الجمهورية الإسلامية متلقي الضربات المشروعة التي تشنها الجمهورية الإسلامية كردة فعل على من ساهم وأفسح المجال أمام هذا العدوان على الجمهوية الإسلامية سواءا في الجو أو بل البر أو بل البحر وبالتالي كان هذا الكيان اللقيط يعتبر وجود هذه الدول أي الخليج بشكل متحالف معه يجعله في مأمن نوعا ما أو في مكان أبعد لردة الفعل التي سوف تقوم بها الجمهورية الإسلامية حسب ظنه بهذا الموضوع أيضا بأن يحشد الجيش المصري بإتجاه الخليج للدفاع عن الخليج فيما لو تعرض لردة فعل من الجمهورية الإسلامية بعد عدوان محتمل على الجمهورية الإسلامية فإذن كل هذه المؤشرات كانت في صلب المحادثات الصينية السعودية وكان لا بد من تهدئة كل هذه المخاطر وإطفائها قبل أن تشتعل حتى يتمكن الجانب الصيني بشكل واقعي وعملي من توقيع إتفاقيات كثيرة مع الجانب السعودي يضمن من خلالها إستقرارا معينا بنسبة كبيرة لصالح هذه الإستثمارات التي تصب أيضا في مصلحة حكومة الرياضة وفي مصلحة الأمن الجماعي في المنطقة من خلال إبعاد خطر التدخل الصهيوني هناك بطريقة غير مباشرة ولذلك رأينا كم حجم الصدمة لدى قادة هذا الكيان اللقيط وعليه فإذن هذا الإتفاق سوف يكون له إنعكاسات إيجابية كثيرة جدا على كل الملفات في المنطقة لصالح محور المقاومة وإن ما زعمه أحدهم عن أن الإحتفالات أو الصحف في الجمهورية الإسلامية تعم الكثير من الصحف وحسب ما زعم هذا الإعلامي بأن النظام في الجمهورية الإسلامية على وشك السقوط فقام نظام العدو له نظام آل سعود بإنقاذ هذا نظام الجمهورية الإسلامية من التهاوي بهذا الشكل نقول لهؤلاء أنه يحق للمنتصر أن يبتهج بنصره ويحق للمنتصر أن يحتفل بإنتصاراته ولذلك يحق للشعب الإيراني أن يحتفل بهذه القيادة الحكيمة التي عملت بكل صبر وجدية وثبات لتحقيق إنتصارات كبيرة لصالح هذا الشعب والشعوب المستضعفة في المنطقة برمتها وعليه فإن هذا الإتفاق يعتبر من الناحية الإستراتيجية جدا مهم لأن أيضا سوف يكون له إنعكاسات سلبية كبيرة على أصحاب وأتباع المشروع الفتنوي في المنطقة ولذلك نراهم يتخبطون في تصريحاتهم وهم في حالة هلع كبيرة نتيجة هذا الإتفاق وهم لا يعلمون حقيقة ما الذي سوف يكون عليه مصيرهم في المستقبل القريب وخاصة نحن كنا أشرنا سابقا نعتقد بأن مصير هؤلاء كحشرة البزاق حينما يرش الملح عليها نحن الآن بصدد بداية رش الملح على هذه الحشرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى