مقالات

العالم بين العولمة والمستقبل المشترك. بقلم د. خالد المقداد.

وجه الرئيس الأمريكي مونرو في عام 1823 رسالة إلى الكونجرس تضمنت ما عرف فيما بعد بمبدأ مونرو القاضي بعدم جواز تدخل الدول في شؤون الولايات المتحدة مقابل عدم تدخل أمريكا في شؤونها.
ومن وجهة نظر د. محمد عزيز شكري فقد ظهرت هذه النظرية في وقت كانت الولايات المتحدة فيه لا تزال في طور التطور والنمو، وكان الاستعمار الأوروبي لا يزال يحاول بسط سيطرته على بعض أجزاء القارة الأمريكية، وبعد أن قويت شوكة الولايات المتحدة، وابتدأت في تكوين أسطولها البحري في مطلع القرن العشرين صدر ملحق روزفلت لمبدأ مونرو وذلك في رسالتين وجههما إلى الكونغرس عامي 1904 1905 الذي يقضي بحق الولايات المتحدة في التدخل في شؤون أمريكا اللاتينية.
وفي عام 1914 و 1939 شاركت الولايات المتحدة بالحربين العالميتين وخرجت منتصرة بهما.
وفي عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أصبحت الولايات المتحدة القائد الوحيد للعالم، والذي تولى مهمة شرطي العالم في حفظ الأمن الدولي بما يخدم مصالحها ويتوافق مع سياستها.
وقد توجت الولايات المتحدة هذا المسير بتبنيها سياسة العولمة، التي تعني نظرياً تحويل العالم إلى وحدة واحدة تتشارك بكل ما تصل له البشرية. والتطبيق العملي لهذا النظام اقتصر على تصدير الولايات المتحدة لسلبياتها دون أن يمتد ذلك إلى تصدير التكنولوجيا أو ما يهم البشرية في تحقيق نهضتها الحقيقية.
ونستطيع القول براحة ضمير أن العولمة كانت تعني حق الولايات المتحدة في كل قطرة نفط في أي بقعة جغرافية مهما كانت تبعية هذه البقعة.
ومع بداية أحداث العقد الدامي بدأت تظهر ملامح تحالف بين روسيا والصين ولا سيما في تبنيهما سياسة مواجهة الولايات المتحدة في تفكيك سورية، وتقسيمها. واستمرت ملامح هذا التحالف بالتطور إلى أن تم توقيع البيان الاستراتيجي عام 2021، وتوج بزيارة الرئيس شي جين بينغ إلى روسيا في آذار/ مارس 2023.
ومن الجدير ذكره هنا أن الصين تتبنى سياسة “المستقبل المشترك للبشرية” وهو يعني أن التنمية الصينية تتحقق من خلال تحقيق التنمية الشاملة لباقي دول العالم.
بمقارنة سريعة بين المشروعين، نجد أن المشروع الأمريكي قد انعكس على منطقتنا العربية، على ضياع الحقوق العربية لصالح الكيان المؤقت، وتعددت المشاريع الأمريكية للسيطرة على منطقتنا من حلف بغداد وحتى الشرق الاوسط الجديد والكبير، وسيطر على ذلك فكرة البعبع الإيراني.
أما المشروع الصيني فقد بدأت انطلاقته في منطقتنا العربية بتحقق المصالحة السعودية – الإيرانية، مما ينعكس إيجاباً على كافة الجوانب في المنطقة، والتي تبدأ بتوفر الأمن بداية، وما يستتبع ذلك من تهيئة البيئة المناسبة لإعادة إعمار سورية واليمن، واستكمال تحقيق رؤيه الخليج 2030/2050. والأهم من ذلك فرملة عجلة التطبيع مع الكيان المؤقت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى