موقف سياسي أسبوعي لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود:
خطبة الجمعة بتاريخ 15 شوال 1444هـ الموافق له 5 ايار 2023م
بسم الله الوحمن الرحيم
الشهيد المميز خضر عدنان رفع الله شأنه:
هذا الشهيد البطل، اسس لشكل مميز من اشكال المقاومة: الاضراب عن الطعام وصولاً الى الشهادة، ولو كان الوضع العالمي سليماً لحرك استشهاده قوى الخير في العالم، كما حصل عندما مات (بوبي ساندز) في سجون بريطانيا عام 1981، عندما رفضت مرغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك، ان تتجاوب مع مطالب سجناء مناضلي ايرلندا، ولكن الرأي العام العالمي، فيما يعني قضايانا المحقة، خاضع للصهيونية بشكل او بآخر.
ولم يكن هذا “الانجاز” وهذا الانتصار هو الاول في حياةم الشهيد خضر عدنان، ولكنه كان ذلك الطالب الذي فجر الاعتراض على رئيس الوزراء الفرنسي (المتصهين) آنذاك عام 2000 (ليونيل جوسبان) الذي اساء الى المقاومة في لبنان في جامعة بيرزيت بعد زيارته الى لبنان واثر اغتيال العميل عقل هاشم في 30 كانون الثاني 2000، وقتها صرخ الشهيد خضر عدنان بالشعار (من بيرزيت لبيروت شعب واحد لا يموت)، وكانت شرارة انتفاضة في وجه المسؤول الفرنسي المتصهين الذي فر من المعترضين وصولاً الى سيارته، واصيب اصابة طفيفة في رأسه، وقتها رسم الفنان اللبناني بيار صادق كاريكاتورا في جريدة النهار يصوّر الجرح الذي في رأس جوسبان كأنه خريطة لبنان، لانه اصيب بها بسبب هجومه على المقاومة في لبنان.
هذه كانت بطولات خضر عدنان الشهيد البطل المميز.
ونحن على يقين ان الله يختار الشهداء، كما قال تعالى (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران – 140)، وهذه كرامة من الله لأبطالنا والصادقين.
كما نحيي موقف حركة حماس التي اكدت ان شهداء نابلس (معاذ المصري، ابراهيم جبر، حسن قطناني) كانوا خلف العملية في النقب خلال شهر رمضان المبارك، انتصاراً للمسجد الاقصى واستنكاراً للاجراءات الصهونية المتمادية في حق المقدسات الاسلامية والمسيحية.
وكما قال الشهيد فتحي الشقاقي كما كان يردد الشهيد خضر عدنان، القدس هي الفاضحة، تفضح المتخاذلين والجبناء، من لا يتحرك من اجل القدس يفضح نفسه وعمالته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمالة دون غطاء:
عندما يقول السياسي اللبناني الفلاني او الفلاني اننا اذا انتخبنا رئيسا، من الممانعة (حسب تعبيرهم)، فمعنى ذلك ان الوضع الاقتصادي اللبناني سيستمر كما هو الآن وسيكون العهد القادم استمرارا لما نحن فيه، هم بذلك يكذبون بشكل فاضح، ذلك انهم يعلمون جميعا ان الوضع الاقتصادي اللبناني الحالي، هو نتيجة حصار غربي وعربي على لبنان، وليس نتيجة اخطاء ميشال عون او جبران باسيل الفاضحة والفادحة، ولكنها نتيجة العقوبات الاميركية والسعودية وغيرها، يعني هم يقولون بالفم الملآن اننا مع الاجنبي ضد اللبناني، نحن مع كل من يعادي المقاومة من الداخل او الخارج، نحن مع اعداء لبنان ضد اللبنانيين، هكذا هو منطقهم وهكذا هو واقعهم.
ثم انهم لا يرون المتغيرات في العالم التي ستجعل “اجتهاداتهم” في غير مكانها وسيضعهم عنادهم على هامش الاحداث.
أليس من المعيب مثلاً، الا يصدر عن مجلس المطارنة ، اي موقف عن الاجراءات الصهيونية ضد المصلين في كنيسة القيامة وضد اقتحامات المسجد الاقصى، وصولا الى السكوت عن جريمة اغتيال خضر عدنان.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: