غزة “فيتنام” مصغرة لحرب استنزاف شرسة
اكثر من أربعين يوما ومعارك غزة مستعرة تواجه فيها فصائل المقاومة إجرام الصهاينة ومجازر يرتكبها جيشهم الذي يغرق كل يوم في رمال أرض تقاوم وجوده وقد تحول آلة قتل بمعايير انتقامية مع شعب اعزل مسلح بإرادة الصمود وقدرة تحمل لا تلين يواجه مجازر وحرب إبادة تستهدف مجتمع بأكمله أبرياء وعجز مدنيين تروعهم نساء شيوخ أطفال وحتى مرضى تتركهم جثث تحت أنقاض وطن مدمر اسقط فيه العدو الإسرائيلي كل المحرمات ولم توفر صواريخ جيشه مدارس او مستشفيات حتى دور عبادة يفرض حصاره على كامل قطاع غزة ليمنع كافة سبل الحياة طعام ودواء بعد تهجير السكان وحصرهم شمال القطاع هربا من صواريخ وغارات طائراتها الذين حققوا له مزيد من الفشل والغرق في حرب حتى طبيعة الأرض تقاتل ضده كما أزقة الطرقات وتلال ركام المباني المدمرة التي تحولت كمائن محكمة تحرق آلياته المدرعة بمواجهات كر وفر تخوض فيها فصائل المقاومة حرب استنزاف مع عدو قوي بارتكاب مجازر بحق المدنيين لم يحقق اي من أهدافه العسكرية المعلنة والغير معلنة وفي مقدمها حماية مستوطنيه ومستعمراتهم التي هجروها بدء من محيط غزة والتي يتجاوز عددها المئة مستعمرة بعد ستة أسابيع من القتال الشرس ومعارك ضارية انهكت فيها فصائل المقاومة جيش العدو الذي فقد ما يزيد عن خمسمائة جندي وضابط بين اسير قتيل وجريح
فبحسب مركز احصاء الدراسات العسكرية التابع للجامعة العبرية في تل ابيب ان ثلاثة وسبعين دبابة خرجت عن الخدمة بينهم تسعة عشرة دبابة مدمرة كليا وان حوالي ماية وثمانية وستون آلية مدرعة وناقلة جند اصيبت واعطبت وخرجت من الميدان مقابل أربعماية واثنان وثمانون إصابة لجندي تعالج بالمستشفيات او قيد المتابعة لعسكريين مصابين وكذلك أوردت الدراسة معاينة ثلاثة وثمانين جثة لعسكريين قتلوا في المعارك وتم تسجيل ستة أسرى ومفقودين اثنين واللافت أن الدراسة احصت فرار عدد كبير من العسكريين لم تذكر عددهم بل أشارت ان اعداد الفارين من المعركة في غزة تجاوز عدد المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة والذين كانت ذكرت تقارير سابفة تجاوز عددهم السبعماية واثنان وثلاثين لأسباب مختلفة
هذا وقد أشارت بعد الدراسات نقلا عن تقارير داخلية عن نفاذ كثير من مستودعات الذخائر واضطرار الحكومة الإسرائيلية طلب المساعدة ومد جسور دعم بالعتاد والقذائف من الخارج كان أكثرها ملفنا وصول أربعة وثلاثين
آلية مدرعة واثنان وخمسون شاحنة ذخائر دخلوا اواسط الاسبوع الحالي عن طريق الأردن
فبرغم هذه التكلفة يستمر الاخفاق مسيطرا يا على نتائج الحرب و قد حاول العدو الإسرائيلي انتزاع انتصار وهمي من بوابة مستشفى الشفاء الذي يبعد عن شاطئ غزة حوالي الثمانماية مترا فاستقدم الجيش الاسرائيلي قواه البحرية لتساند جحافل جيوشة المدعومة بغطاء جوي والذي لم يبقي حجر ولا بشر ونفذ عمليته الاجرامية على غزة ليطبق على مستشفى الشفاء ويسيطر جيشه المقهور على حاضنة الأطفال حديثي الولادة والرضع عله يغطي فشله ويعيد قليل من ثقة مستوطنيه وعجزه فيادته واحراج الحكومات الداعمة لجرائمه لكنه فشل ومن جديد انتصرت جثث الأطفال الطرية على اسطورة اجرامه وفضحت سياسات الغرب حركت شعوب العالم على وقع مواجهات لا زالت فيها فصائل المقاومة صاحبة اليد العليا تصيب بصواريخها عمق العدو عاصمته بمطارها وهو العاجز عن تحقيق أي انتصار او إنجاز يحتاجه ليعيد مستوطنيه إلى مستعمراتهم ويحرر اسراه وهذا لن يحصل إلا بمقاوضات تكسر حصاره يخرج فيها من مستنقع غزة لتخفف عن مستوطنيه كابوس فصائل المقاومة ووحدة ساحاتها
د.محمد هزيمة كاتب وباحث سياسي واسترتيجي