✳️ “واشنطن بوست”: هذه كواليس المفاوضات بين حماس وإسرائيل ✳️
تستمر المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن بين حماس وإسرائيل، حيث التقى رؤساء المخابرات الأميركية والإسرائيلية يوم الثلاثاء مع وسيط قطري وناقشوا خطة للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بما في ذلك الجنود.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، “لا يزال منطق “المزيد في مقابل المزيد” الذي ساهم في محادثات الرهائن حتى الآن قوياً بالنسبة لكل من حماس وإسرائيل، وفقاً لمصدر مقرب من المفاوضات. وأوضح أنه على الرغم من عدم تقديم أي التزامات نهائية، إلا أن “هناك رغبة لدى الجانبين” بالتوصل إلى اتفاق واسع من شأنه إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في مقابل فترات توقف أطول للقتال، وإطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة. وضم اجتماع الثلاثاء مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ومدير الموساد ديفيد بارنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي عمل كوسيط مع قادة حماس المتمركزين في الدوحة”.
وتابعت الصحيفة، “كان هيكل محادثات الثلاثاء هو نفسه الذي تم التوصل إليه في اجتماع 8 تشرين الثاني في الدوحة ما أدى إلى الاختراق الذي ساهم في إطلاق سراح الرهائن الذي بدأ خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكما كان الحال من قبل، طلب القطريون من حماس شرح معاييرها لعملية الإفراج، ثم شاركوا تلك المعايير مع ممثل الموساد، الذي قدم تفاصيل متطلبات إسرائيل. وقال المصدر المطلع إن المفاوضين اتفقوا على خمس فئات من الرهائن الإسرائيليين للإفراج عنهم مستقبلا، والمجموعات الخمس هي: الرجال الذين تجاوزوا سن الخدمة العسكرية الاحتياطية، والمجندات، وجنود الاحتياط الذكور، والجنود الذكور في الخدمة الفعلية، وجثث الإسرائيليين الذين ماتوا قبل أو أثناء الأسر. ويبلغ العدد الإجمالي أكثر من 100، لكن المصدر قال إنه لا يستطيع تقديم رقم محدد حتى الآن”.
وأضافت الصحيفة، “قال المصدر إن حماس أبدت “استعدادها للتفاوض على كافة الفئات الخمس”، مضيفاً أن معايير التبادل، مثل عدد أسرى غزة الذين سيتم إطلاق سراحهم كل يوم، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تبادلهم مقابل كل إسرائيلي، وحجم المساعدات الإنسانية التي سيتم إرسالها إلى غزة، لم يتم تحديدها بعد. ويتوزع باقي الرهائن بين مجموعات مختلفة، إضافة إلى حماس، فبعضهم محتجز لدى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي فصيل مدعوم من إيران، مثل حماس. لكن بعضهم محتجز لدى جماعات متشددة صغيرة. وقال المصدر إن حماس أبلغت القطريين بأنهم “واثقون من قدرتهم على الاستيلاء على الجميع”، على الرغم من أنهم متفرقون”.
وبحسب الصحيفة، “تتمثل إحدى المشكلات المروعة في أنه في حين كانت حماس والجهاد الإسلامي تحتجزان رهائنهما في الأنفاق، حيث كانوا آمنين نسبياً من القصف، فإن الجماعات الأصغر ربما كانت تحتجز أسراها فوق الأرض، حيث كانوا في خطر أعظم. وقال المصدر إن حماس “ليست متأكدة مَن مِن الرهائن على قيد الحياة ومن ليس على قيد الحياة”. وإذا كان من الممكن أن تستمر عمليات إطلاق سراح الرهائن، فسوف يضطر المفاوضون حتماً إلى مواجهة مسألة ما إذا كان القتال سوف يستأنف بعد إطلاق سراح الأسرى”.
ورأت الصحيفة أن “لعبة النهاية هذه ستكون هي القضية الأكثر صعوبة على الإطلاق. وتستمر إسرائيل في القول بأنها ستستأنف القتال حتى تدمر قدرة حماس على حكم غزة. من جانبها، تريد حماس البقاء جسدياً وسياسياً. وفي الواقع، من الصعب أن نرى مساحة للتسوية بشأن هذه الأسئلة، التي يعتبرها الجانبان وجودية. لكن عملية إطلاق سراح الرهائن تحدت التوقعات حتى الآن، وقد يستمر ذلك. وكان المفتاح هو الثقة التي اعتمدها الوسطاء القطريون. في البداية، لم يكن أي من المفاوضين متأكداً من أن حماس ستفي بوعدها أو حتى أن القادة السياسيين يمكنهم التفاوض مع الجناح العسكري المختبئ في الأنفاق. ولكن تم التغلب على تلك العقبات الكبيرة، كما وتم أيضًا حل التفاصيل الصغيرة العديدة التي كان المفاوضون يخشون أن تعرقل المحادثات”.
وختمت الصحيفة، “بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي كانت تناضل من أجل احتواء التداعيات السياسية لحرب غزة في الولايات المتحدة وخارجها، كانت عملية إطلاق سراح الرهائن هي النجاح الوحيد الحتمي. سيكون المسؤولون سعداء لأنه يبدو أن العملية مستمرة، لكن السؤال المحير حول كيفية انتهاء هذه الحرب يصبح أكثر أهمية كل يوم”.