أخبار محلية

لبنان : حركة موفدين بلا بركة والقرار يحسمه الميدان…

ازدحمت الساحة اللبنانية بكثرة الموفدين الأجانب تنوعت هوياتهم وتعددت لكن جمعهتم مهمة وحيدة وهدف هو حماية اسرائيل كان آخرهم كبير مستشاري البيض الابيض لشؤون الطاقة الاميركي عاموس هوكشتاين ، زائر برتبة وسيط برغم انه يحمل جنسية إسرائيلية وخدم في صفوف جيشها ، حط امس في بيروت مفتغيا اثر من سبقته وزيرة خارجية ألمانيا التي اطلقت فيها حملة من التهويل بحرب إسرائيلية على لبنان ، حركت بعض الداخل المتحامل على المقاومة التي لم تعيرها اي اهتمام واولويتها الميدان.
فالزائر الاميركي وصل لبيروت بعد لقاء قيادات العدو الإسرائيلي متنقلا بين المرجعيات السياسية في لبنان ناقلا رسائل الى عين التينة التي سمع فيها لغة لم ترضيه وانتقل منها الى السراي الحكومي والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال، صاحبة الصلاحيات المحدودة بموجب الدستور ، بعد غرق بلد الارز بحالة فراغ لا نظير لها على مستوى دول العالم ، وفي أجواء الحرب على عزة وصخب المجازر ، نقل الوسيط طلب ادارته الأميركية ورغبتها بإنهاء جبهة الحرب بين لبنان والعدو الاسرائيلي وبحسب مصادر متابعة ان هوكشتاين قدم تصورا لحل فيه ضمان أمن إسرائيل سعيا لانتزاع تطمينات من المقاومة لا يقدر عليها رئيس الحكومة .
فرجل المهام الخاصة الذي تحول خبيرا بجفرافيا السياسة اللبنانية وعالما بتضاريس انقساماتها الداخلية، نتيجة عمله بملف تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان يحمل اليوم مهمة جديدة تتلخص بكلمة “املاءات” لحماية إسرائيل وضمان امنها، يعمل لفرضها بقوة تهويل ناعمة واغراءات بما يملتك من وقدرة مناورة فائقة على طاولة اصدار اوامر الطاعة لفرض تعليمات ادارته تنفيذا لأوامرها داخل بلد الأرز ، بما تملك بلاده في لبنان من قدرة وحجم تأثير على كثير من السياسيبن أصحاب مواقع، ومن هم في مركز القرار ضمن تركيبة السلطة الحالية، تقاطعت مواقفهم مع جزء من الطبقة السياسية الدينية والدنيوية منها ، وصولا إلى إعلام، مؤسسات، مصارف ومواقع نفوذ إداري داخل الدولة العميقة ، مرورا ببعض المتقلبين الذين عتبروا أن امامهم فرصة تغيير جدية يوفرها دعم خارجي تعطيهم دورا يعيد امتيازاتهم على حساب الوطن، في اجواء عاصفة رياح غربية وعلى صدى عصى تهويل والتهديد بحرب إسرائيلية على لبنان ، لوحت بها اطراف المعارضة اللبنانية ترفها شعار مع ما تبقى من ثورة الرابع عشر من آذار اكثر ما ترفعها امريكا نفسها المتيقنة من عجز جيش العدو الإسرائيلي عنها بعد غرقه في رمال غزة وهو يستنزف يوميا، والكيان الاسرائيلي جاسم على فوهة بركان انتفاضة الضفة الغربية التي تستعر نارها بكل لحظة على هول حرب ابادة ومجازر يرتكبها جيش العدو الاسرائيلي في غزة بحق المدنيين، ولم تحقق لحكومتة إلا الفشل وكثير من التخبط، اضيفت لنقمة شعبية على مستوى العالم أحرجت الأميركي نفسه ، وفضحت تباين حكومة نتنياهو مع إدارة بايدن الذي يعمل على لملمة آثار هزيمة اسرائيل معتمدا على تواطئ الغرب وصمت الحكومات العربية يسعي لحصر خسائر المعركة بشخص نتنياهو وحكومته، بينما نتنياهو يصر على إطالة أمد الحرب هربا من مواجهة قضائية، مراهنا على طول الوقت وحصار فصائل المقاومة لنفاذ سلاحها ، عكس المواجهة مع حزب الله التي يعرف وصعوبتها، نظرا لما تمتلك المقاومة من قدرة ساهمت فيها كل الظروف، اولها الحدود المفتوحة مع سوريا، وثانيها القدرة على التحرك في لبنان ودول الجوار، والاهم دعم الجمهورية الإسلامية في إيران التي لم تخفي يوما دعمها المقاومة وتجهزيها.
وما يؤرق العدو اكثر هو كيف تدير النقاومة المعركة وحجم قدراتها الهائل والامساك بادق التفاصيل بدء من التحكم بتوقيت المعركة واختيار أهدافها ،ثم أسلوب المواجهة وما تخبا المقاومة من مفجاءات زرعت عند العدو من حكومة وجيش خوف حقيقبا من نتائج صعبة وخشية من اتجاهات المعركة وحدودها التي قد تقود لحرب إقليمية اول الخاسرين فيها اسرائيل، بعد فقأ عينها باستهداف قاعدة ميرون التي شكلت ضربة موجعة لسلاح الجو فيها . ويبدو ان كل هذه العوامل لم تدخل في حساب بعض الداخل اللبناني، الواقع تحت تأثير المصالح الأميركية ينتظر بفارغ الصبر وصول أعاصير سياستها ، تقلب ميدان الداخل اللبناني رأسا على عقب المقاومة وتنزع سلاحها الذي ادخل لبنان نادي الدول المقررة في الشرق الأوسط، ولم يبقيه تابعا على هامش الانتظار، قابعا في حظيرة التبعية الغربية، نتيجة اضمحلال نفوذ اميركا وسيرها بطريق القشل في منطقة الشرق الأوسط تحديدا بعد عقود من الهيمنة، خسر فيهم لبنان الكثير ولا زال يخسر حتى يومنا من رصيد شعبه

د.محمد هزيمة كاتب سياسي وباحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى