أخبار محلية

✳️ واشنطن بوست: وقف التصعيد الفلسطيني- الإسرائيلي ضرورة للطرفين ✳️

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن “إسرائيل وحماس تسعيان جاهدتين لاستئناف المفاوضات بشأن مبادلة الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، على أن يصاحب ذلك وقف طويل للقتال، فضلاً عن زيادة حادة في المساعدات المقدمة للمدنيين اليائسين في غزة. في الواقع، يجب الحذر من هذه القضايا العالقة في هذه الحرب. بالنسبة لإسرائيل المصدومة، فإن إطلاق سراح الرهائن هو الهدف الأسمى، أما بالنسبة للسكان الفلسطينيين الذين يعيشون على حافة المجاعة والأمراض الوبائية، فإن وقف إطلاق النار الجديد يُعد مطلبًا وجوديًا. وبالنسبة لقادة حماس المحاصرين تحت الأرض، توفر الصفقة إمكانية البقاء السياسي”.

وتابعت الصحيفة، “في الحقيقة ما من انفراج حتى اللحظة، لكن التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً في تأطير القضايا هو الأول منذ كانون الأول في الطريق المسدود الذي حوّل غزة إلى كابوس من الموت والمرض. إذا استؤنفت المفاوضات غير المباشرة، بوساطة من قطر ومصر وبمساعدة الولايات المتحدة، فقد يفتح ذلك الطريق نحو تهدئة كبيرة للحرب. وقد تم تحديد هذه الخطوة لاستئناف المفاوضات هذا الأسبوع من قبل مصادر إسرائيلية وأميركية مطلعة، تحدثت دون الكشف عن هويتها بسبب حساسية القضايا. ومثل كل جانب آخر من جوانب الصراع في غزة، فإن المساومة مقيّدة بانعدام الثقة العميق والانقسامات السياسية الداخلية، لكن المسؤولين الذين كانوا متشائمين بشأن التقدم قبل أسبوع أصبحوا أكثر تفاؤلا الآن”.

وأضافت الصحيفة، “تتلخص العقبة الرئيسية أمام استئناف المحادثات غير المباشرة في مطالبة حماس بوقف طويل الأمد لإطلاق النار. في المقابل، ترفض إسرائيل الموافقة على ذلك، لكن مفاوضيها على استعداد لقبول هدنة قد تستمر لأسابيع وربما يمكن تمديدها مع تطور الظروف.

وتضغط إسرائيل على الوسطاء المصريين والقطريين لإقناع حماس بقبول الإطار التفاوضي، حتى يمكن البدء بالمساومة على تفاصيل تبادل الرهائن والأسرى. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة مطلب حماس بوقف دائم لإطلاق النار يوم الأحد، قائلاً: “أرفض جملة وتفصيلا شروط استسلام وحوش حماس”. ولكن يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية متزايدة لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا تحت سيطرة حماس والذين يقدر عددهم بنحو 136 رهينة، لذا فهو في حاجة ماسة إلى خطة لإطلاق سراحهم”.

وبحسب الصحيفة، “يتصور المفاوضون عدة مراحل في عملية إطلاق سراح الرهائن. أولاً، ستقوم حماس بإطلاق سراح حوالي 10 نساء وأطفال كان من المفترض إطلاق سراحهم بموجب اتفاق سابق انهار الشهر الماضي. وفي مرحلة “إنسانية” ثانية، ستقوم حماس بتحرير حوالي 40 رهينة تعاني إما من المرض والإصابة والتقدم في السن إلى جانب جنديات إسرائيليات. وفي المجموعة المتبقية المكونة من 86 فردًا تقريبًا، ستقوم حماس بتسليم الرهائن الذكور، بما في ذلك الجنود، وأخيراً جثث أولئك الذين ماتوا خلال هجوم 7 تشرين الأول أو في الأشهر اللاحقة من الأسر. كل عملية نقل رهائن من غزة ستكون مصحوبة بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين، وتقول المصادر إن النسبة ربما تكون أكثر من ثلاثة فلسطينيين لكل إسرائيلي. ومن بين مئات الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، سيكون هناك بعض الذين يعتبرهم الإسرائيليون إرهابيين وقتلة، وهو ما يجعل هذه الصفقة مريرة”.

وتابعت الصحيفة، “لن يتم الاتفاق على قوائم التبادل النهائية إلا قبل وقت قصير من إطلاق سراحهم، لكن أحد المعتقلين الفلسطينيين الذين قد يتم إطلاق سراحهم هو مروان البرغوثي، الذي قاد الانتفاضة الأولى والثانية. وربما يكون البرغوثي هو الزعيم السياسي الأكثر شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن المحتمل أن يوحد الفلسطينيين في حملة نحو إقامة الدولة. وسيكون اتفاق المبادلة المتجدد مصحوبا بوقف طويل لإطلاق النار، وهذا من شأنه أن يسمح بتقديم المساعدات الإنسانية التي هناك حاجة ماسة إليها في غزة، ولكن يتم منعها بسبب استمرار العنف والتعنت الإسرائيلي”.

وأضافت الصحيفة، “مثل هذا التوقف في القتال يمكن أن يفتح طرقًا جديدة للمساعدات، بما في ذلك السفن التي يتم تفريغها في أرصفة عائمة قبالة الشاطئ. كما وهناك حاجة ماسة للأطباء والأدوية مع انتشار الأمراض المعدية في المخيمات المزدحمة التي تم دفع اللاجئين الفلسطينيين إليها. ويعاني سكان غزة من “معاناة لا توصف”، كما كتب ليونارد روبنشتاين وج. ستيفن موريسون، وهما متخصصان بارزان في الصحة العامة، في تقرير حديث نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وإذا تمكن المفاوضون من معالجة القضيتين الأكثر إيلاما، رهائن إسرائيل في السابع من تشرين الأول ومعاناة المدنيين الفلسطينيين، فقد يفتح ذلك الطريق أمام إحراز تقدم بشأن مشاكل أخرى تبدو الآن غير قابلة للحل. ويصر نتنياهو على أنه لن يسمح بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، مما يعيق على ما يبدو النتيجة التي تفضلها الولايات المتحدة وتطالب بها المملكة العربية السعودية. لكن الدبلوماسية تهدف إلى سد مثل هذه الفجوات”.

وبحسب الصحيفة، “يؤكد المسؤولون الأميركيون لنظرائهم الإسرائيليين أن أفضل ضمان للأمن على المدى الطويل هو هيكل إقليمي للتعاون يوحد إسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى ضد إيران ووكلائها، لكن العرب يطالبون، كجزء من الصفقة، بقبول إسرائيل بدولة فلسطينية. تحتاج إسرائيل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بنفس القدر الذي تحتاج إليه حماس. وفي الحقيقة، يمكن أن تستمر المرحلة النهائية لحرب الأنفاق لعدة أشهر. ولكن فوق الأرض، تتحول غزة إلى نسخة من الصومال التي يهيمن عليها أمراء الحرب”.

وختمت الصحيفة، “يتعين على إسرائيل وحماس البدء في التحرك نحو وقف تصعيد هذا الصراع الآن، في حين لا تزال أمامهما فرصة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى