يا أيها اللذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة …إن الله عندما خلق
الحياة وأمدها بقوته فخلق الإنسان من صلصال وتراب فخار فكان قاب قوسين أو أدنى من وصوله إلى مثالية العيش الكريم وأعطاه مسببات لكي يكون إنسانا حقيقيا لا تشوبه شائبة السيئة ،فكان منذ ذلك الحين عبارة عن غريزة بقاء غريزة حب وغريزة تعلق بأساسيات الأسرة وحواجز العائلة إلى أن أتت التكنولوجيا فدخلت في صميم حياتنا وأعمالنا وأسرارنا ففضحنا في أعقاب دارنا لأنه هنالك مثل حربي يقول إن أردت إخضاع شعب وذله وعملت على إستكانته فغزوه في عقر داره بقلمه بثقافته بأجياله فأصبحت الأم مشغولة ببرستيجها والأب لا يرى أولاده إلا برهتا ولمحة ولاهفا وراء حياة زائلة طالبا لزيادة في المال والجاه دائرا وجهه عن مسوؤلياته الأسرية القيادية الإجتماعية لا يعلم عن ولده إلا أنه يجب أن يأتيه آخر الشهر حاملا تحت إبطيه نجاحا باهرا فالعلم النفسي الحديث سبقنا بتربية أبناءنا فقال إن سماع الأب لأولاده وإبعاد حاجز الهاتف بينه وبينهم جدير في أن يصبح الأب أبا حقيقيا والإبن طريقا نحو سلم النجاح،غزانا تطبيق إجتماعي للتواصل فأضحينا متلهفين لاهثين وراء لايك وإعجاب وإكسبلور فأضحى جيلنا لا تعلم مع أي الجهات يتحدث وبث مباشر يتكلم ويتجهد، وناهيك عن ما يفضحونه الناس ويشهرون بأنفسهم عبره ،فتبادلونه من الأم فالأب فالإبن فسيطر التيك توك على عقولنا أصبحنا نرى الترند أغلى من ديننا والتصعيد أثمن من عباداتنا فإرتمت أجيالنا في أحضان أناس لا يخافون لا قانون ولا دولة مؤسسات ،لا أتشرف بالكتابة عن هؤلاء ولكن مسؤوليتنا عن أبناء وجيل أمتنا أصبحت متعاظمة وإن لم يلتفت الأباء والأمهات لذلك وقعنا في غياهب الجب ، أسأل الأب والأم أأصبح كل جل إهتمام إبنكم أن يصبح شخصا لا يساوي نعل ولدكم قدوة له ولماذا لأنه مشهورا عبر صفحة وهمية من تيك توك الفقر أثقلكم العيش أضناكم وما زلتم تتبعون إبتذالات النفس وسخرية الثقافة،أمة لا تستطيع الحفاظ على أبناءها لا تستطيع حتى إعمار بلد بأكمله لأن الجيل بالأهل والوطن بالأجيال، رسالتي عبر هذا المقال لكم أخي الأب أختي الأم كفانا حبا لدمار أولادنا فنحن وأنتم مسؤولين أمام الله وأمام القدر، فأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، فلطفا بالجيل الذي منه المقاومة صعدت وطلعت نوابغها فلنتحرم من سبقنا ولا نجعل الغابرين يضحكون على صنعنا، كونوا للأولادكم سندا في حياة سوداوية المظهر بأشخاص زيفهم حقيقة وحقيقتهم زيفا فلا كل ما نراه من أشخاص عبر الموقع نتخذهم قدوتنا فكم من جاهل في الزمان أصبحا عقله راجح وكم من عالم في هذه الحياة أصبح متقوقعا بعلمه لا يراه أحد فلنخرج من مسنتقع مظاهرنا من أوحال برستيجنا من وهم إنشهارنا من بروظتنا ومن نسيج سوداوية متقمة فلنكن مسؤولون ولا يكون شغلنا الشاغل مال وذهب والبنون أينما دب يدب، فرأفتا بأولادكم فلا مستقبل بجهل بل التفكر بعلمهم وتنوريهم غاية السبل….
أخوكم علي زغيب