✳️ “الغارديان”: لا بد أن يخبر أصدقاء إسرائيل نتنياهو بأن الوقت قد حان لاختيار السلام ✳️
رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن “التعهد العاطفي الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ “تدمير”حماس كان مفهوماً. لكن من الناحية العملية، لم يكن هذا هدفاً قابلاً للتحقيق على الإطلاق. وبعد ثمانية أشهر على بدء الصراع، قُتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، ومع ذلك لا تزال حماس تقاتل في أجزاء من غزة التي اعتقد الجيش الإسرائيلي أنه يسيطر عليها، وتلوح في الأفق أزمة إنسانية جديدة حول رفح، كما وتم تهجير 640 ألف شخص مرة أخرى، وتتجدد معاناة الرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم يوميًا”.
وبحسب الصحيفة، “تبقى هزيمة حماس تشكل هدفاً حيوياً بالنسبة لإسرائيل وأغلب الحكومات الغربية والعربية. ولكن منذ البداية، فشل نتنياهو، أو بالأحرى رفض، في صياغة استراتيجية “اليوم التالي” لإدارة وإعادة بناء غزة بمجرد “تدمير” حكامها. وعلى الرغم من الأدلة، فإنه يرفض قبول أن القوة العسكرية وحدها لن تنجح. إن هزيمة حماس، إذا أريد لها أن تكون دائمة، يجب أن تكون سياسية وقانونية واقتصادية ونفسية بقدر ما تكون جسدية. ويغذي سلوك نتنياهو الشكوك حول أنه يسعى إلى شن حرب إلى أجل غير مسمى، لإطالة عمر ائتلافه المنقسم، وبالتالي مسيرته المهنية.وظهرت هذه التوترات إلى العلن في الأسبوع الماضي عندما اتهمه وزير دفاعه، يوآف غالانت، بجر إسرائيل إلى احتلال عسكري ومدني مفتوح ومتنازع عليه لغزة، وهو ما من شأنه أن يقوض أمنها ويؤدي إلى تمرد مستمر من جانب حماس”.
وتابعت الصحيفة، “اقترح غالانت أن توافق إسرائيل على قيادة فلسطينية بديلة في غزة. ولأنه يعلم أن حلفاءه اليمينيين المتطرفين يفضلون إسقاط حكومته بدلاً من الموافقة، فقد رفض نتنياهو الفكرة رفضاً قاطعاً، قائلاً إنه لن يستبدل “فتحستان” بـ “حماستان” وجدد تعهده بالنضال حتى النهاية. وقد يؤدي هذا الانقسام الشعبي على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، واستمرار الجمود في محادثات وقف إطلاق النار، إلى تشجيع اعتقاد حماس بأنها تكسب الحرب الموازية من أجل الحصول على التعاطف الدولي”.
وأضافت الصحيفة، “يجب معالجة غياب استراتيجية متفق عليها للسلام بشكل عاجل. وبما أن نتنياهو يرفض تغيير موقفه، وبما أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية تبدو غير قادرة على تغييره أو إطاحته، فيتعين على المجتمع الدولي أن يأخذ زمام المبادرة. إن خطط “اليوم التالي” موجودة بالفعل في الخطوط العريضة، إنما بحاجة فقط إلى تطبيق. إحدى هذه الخطط تركز على اقتراح يقضي بقيادة مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب لقوة دولية في غزة للمساعدة في منع حماس من إعادة تأسيس نفسها سياسياً. ومن جانبها، دعت الجامعة العربية الأسبوع الماضي إلى إرسال بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في غزة والضفة الغربية”.
وبحسب الصحيفة، “في الوقت نفسه، يعكف المسؤولون الأميركيون، بمن فيهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي يزور المملكة العربية السعودية وإسرائيل، على تطوير “صفقة ضخمة” طموحة لا تهدف فقط إلى عزل حماس ووقف الحرب في غزة، بل إلى حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في نهاية المطاف. ويطرح على الطاولة تطبيع السعودية للعلاقات مع إسرائيل في مقابل ضمانات أمنية أميركية شاملة واعتراف إسرائيل في نهاية المطاف بدولة فلسطينية مستقلة. إن حل الدولتين الأسطوري يمكن أن يصبح حقيقة واقعة بعد طول انتظار”.
وختمت الصحيفة، “وسط كل الغضب الشديد الناشئ عن الهجوم الموسع على رفح، والمجاعة الجماعية الناجمة عن منع إمدادات المساعدات، والإجراءات القضائية في لاهاي بشأن الإبادة الجماعية المزعومة التي ترتكبها إسرائيل، واستغلال حماس الجبان لمعاناة الفلسطينيين، من المهم أن نتذكر أنه لا تزال هناك طرق لتجاوز هذه المعاناة. لا تزال هناك خيارات، ولا بد أن يخبر أصدقاء إسرائيل نتنياهو بشكل خاص بأن الوقت قد حان لاختيار السلام”.