حركة أمل ما بين العمل المقاوم والتوليفة اللبنانية المعقدة…
كتب بلال حسن الحجيري
٢٧ حزيران ٢٠٢٤
هي حركة المحرومين التي أسسها الإمام المغيب موسى الصدر والتي أطلق شرارة عملها العسكري المقاوم “أفواج المقاومة اللبنانية _ أمل” .
صحيح أن الظروف تختلف لهذا التنظيم بين الماضي والحاضر وصولا إلى المستقبل ، إلا أنه ليس أمرا طارئا ويصلح لمرحلة زمنية معينة ، إنما هو حركة جهادية لامست كل جوانب الإجتياجات الإنسانية كافة والعقائدية والجهادية والمعيشية والإجتماعية والتربوية والإقتصادية والأمنية والصحية والثقافية.
الظروف التي أُنشأ فيها هذا التنظيم كانت زمن الإحتلال والظلم والإعتداء على جنوب لبنان ولبنان ككل والمنطقة، جعلت منه تنظيما ذو مشهد عسكري مقاوم فقط ، لكن الحقيقة مغايرة كليا.
بالعودة إلى ميثاقه فهو تنظيم أشبه بقانون إنساني شامل يراعي كافة الجوانب : الإنسانية ، الحياتية ، الإقتصادية ، التحررية ، الإيمانية ، ورفض كل انواع الظلم والإحتكار ، والإيمان بقضية فلسطين بالمطلق ، والإستفادة من تجارب الآخرين ، ومدّ يد التعاون الى كل الشرفاء في الداخل لا وبل في كل أصقاع الكون.
بمعنى آخر هو تنظيم من أجل الإنسان بغض النظر عن طائفته ومنطقته وعرقه لحياة أفضل.
بالعودة إلى التنظيم فهو بهيكليته يقسم إلى هيئات لكل منها مهامها يحكمه التعامل فيما بينها الأنظمة الداخلية لهذا التنظيم ، تعمل كخلية نحل على شكل مكاتب مركزية تتفرع منها مكاتب في المحافظات والمدن والقرى وروابط في كافة المناطق اللبنانية.
بمعنى آخر هو أشبه بمجلس وزراء يطبخ قراراته النابعة من قواعد التنظيم في المدن والقرى والبلدات وهي أرقى انواع التفسير للديمقراطية المُطلقة وتعمل على إيصالها عبر رئيس الهيئة التنفيذية أو رئيس المكتب السياسي ( عضوان في هيئة الرئاسة) إلى هيئة الرئاسة التي يرأسها نبيه بري رئيس حركة أمل.
في الشأن المقاوم
تتفرّد حركة أمل بإطلاقها شرارة المقاومة ضد العدو الصهيوني في منتصف السبعينيات وكانت الفتوى الأولى للإمام الصدر بأن التعامل مع إسرائيل حرام ووجوب مقاومتها بالأسنان والأظافر عند إنعدام السلاح ، وكان لهذا التنظيم قوافل من آلاف الشهداء والقادة ومنهم لا الحصر الشهداء : الشيخ راغب حرب واحمد قصير ( مفجر الحاكمية العسكرية سنة ١٩٨٢ ) وحسن قصير ومحمد سعد وخليل جرادة وعدنان حلباوي وشهداء عين البنية ، وغيرهم وغيرهم…. وسُطرت لهم الملاحم والبطولات كخلدة التي باتت بصمة تاريخية في التضحية لحركة أمل.
في المواقف المقاومة
لا شك أن لحركة أمل مواقف شرسة في ما خصّ مقاومة العدو ، ولا سيما مواقف الرئيس نبيه بري الحامي الاول والأخير للمقاومة والمفاوض الشرس وصاحب اللحم المرّ في التفاوض ولا يساوم على المقاومة وسلاحها وإنجازاتها ، وليس جزء من المقاومة كما هو شائع إنما هو المقاومة وأمها وأبيها ، وأفواجه اليوم تقدم القرابين على مذبح الوطن في الجنوب شهداء وجرحى وصمود قلّ نظيره.