عن العروبة و الإسلام…
بقلم الدکتور طوني مطر…
عبروا فرات العشق ، والمقلُ
عطشى تؤرّق سهدها القللُ
وتلألأت بالنّصر غرّتهم
والوجه بالأمجاد مكتحل
أهلُ الرّقيم ، أقلّهم عددًا
والحسنيان لبذلهم سبل
هم فتية الإيمان وحّدهم
عبءُ السّلاح، ولحنه صقلوا
حشدوا مرايا الكون ، ظلّلهم
دمهم فما هانوا وما بخلوا
والدّار ، حصن الرّوح سيّجها
عشقُ القلوب ، ونبضها قُبل
وتوسّدوا حرّ الصّعيد وما
خافوا العدا أبدًا وما وجلوا
يمن العروبة ، أرض عزّتنا
جبل ، فقم يا أيّها الجبل
ألنّخل يشمخ للعلا فإلى
أعتابه الأبطال قد وصلوا
والنّهر يزهو سامقًا وبه
رَوح (تهدهد )من به نهلوا
قرآنهم دمهم وقد كتبوا
آياته نصرًا وما غفلوا
لكأنْ بهم بعض الحسين وهم
في كربلا هولَ الرّدى حملوا
وصراطهم بأزيز صولتهم
شاؤوه تحريرًا وقد فعلوا
واسّاقطوا رطب الحياة جنًى
وعلى جفون الشّمس قد نزلوا
شقّوا بحار الظّلم فانقشعت
ظُلَمٌ بهم فكأنهم ظلل
هم توأموا النّصرين ، ضوؤهم
وهج البنادق حين يشتعل
هم كوثروا الأصداء ، منبتهم
نبع البسالة حين ينسدل
هم عتّقوا الأنفاس ، سمرتهم
شمس المسافة والمدى أزلُ
قد أنبتوا الصّحراء دمعتهم
قنديلهم كأس النّهى الثّملُ
وتدثّروا الجبل انهمار ندىً
فبهم نقاء الصّبح يكتمل
زرعوا بأرض الحبّ سوسنهم
فزها على أفيائه الأمل
يمنٌ ، وسيف اللّٰه جرّده
من غمده يوم الوغى بطل.