محاضرة لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني في شحيم لمناسبة الذكرى ال72 لثورة يوليو الناصرية
المحامي كمال حديد: طوفان الأقصى أوجد معادلات جديدة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، والكيان الغاصب يخطو نحو الزوال تحت ضربات المقاومة
أقام المؤتمر الشعبي اللبناني في إقليم الخروب محاضرة لمناسبة الذكرى ال72 لثورة يوليو الناصرية، في تراس الإقليم في شحيم، تحدث فيها رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي كمال حديد، بحضور حشد من الشخصيات وممثلي لأحزاب وفعاليات الإقليم.
بعد النشيد الوطني وقراءة الفاتحة عن روحي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والأخ المجاهد كمال شاتيلا وارواح شهداء لبنان وفلسطين، تحدث مسؤول العلاقات السياسية في المؤتمر الشعبي في إقليم الخروب الدكتور معين فواز مرحباً بالحضور وبرئيس المؤتمر في زيارته الأولى لمنطقة الإقليم بعد إنتخابه رئيساً للمؤتمر، مشدداً على أن إحياء الذكرى الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو الناصرية يأتي وهاماتنا تشمخ عالياً ببطولات المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان، وصمودها الأسطوري الذي يكبّد العدو خسائر كبيرة في كل المجالات. هذه المقاومة التي قال عنها الزعيم ناصر أنها وجدت لتبقى ولسوف تبقى وأن الحق بغير قوة ضائع، مؤكداً أن المؤتمر الشعبي اللبناني مستمر على نفس النهج والمبادئ التي كرسها الأخ المؤسس كمال شاتيلا رحمه الله، والذي كان يرى في ثورة يوليو المشروع الوحيد لنهوض الأمة من أزماتها.
ثم تحدث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال حديد معرباً عن سعادته لوجوده في إقليم الخروب وبين أهله المناضلين، في هذه المناسبة، فإقليم الخروب كان على الدوام إقليم النضال والعروبة والإيمان الذي وقف إلى جانب القضايا العربية وفي طليعتها قضية فلسطين، وكان اهل الإقليم في طليعة المدافعين عن وحدة لبنان وعروبته.
ووجه التحية لروح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي أمضى حياته دفاعاً عن الحق العربي، ولأرواح شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان الذي سطروا بدمائهم الذكية أسمى أيات التضحية، وهم بمواجهتهم للعدو الصهيوني يأكدون مقولة الزعيم الخالد بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
وأكد إن الأمة العربية كانت على الدوام محط أطماع الغزاة، ومسرحاً لصراع الإمبراطوريات لقرون طويلة، حتى جاء الفتح العربي ليؤكد عى هوية هذه المنطقة ويكرس عروبتها، بالرغم من محاولات المستعمرين إعادة سيطرتهم على المنطقة. وفي التاريخ الحديث، فإن المخطط الإستعماري بمواجهة الأمة العربية وضعت أسسه في مؤتمر كامبل بانرمان الذي إتخذ قراراً بزرع جسم غريب في جسد الأمة العربية يفصل مشرقها عن مغربها، ويكون اداة لتحقيق الأهداف الإستعمارية، ومن هنا تم إنشاء الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة فأتوا بالصهاينة من مختلف أصقاع الأرض واسكنوهم في فلسطين.
وقال حديد: في صبيحة 23 يوليو كان الإستعمار الغربي يسيطر على كل شمال افريقياً، ونفوذه في دول المشرق العربي كبير، يضاف إلى ذلك وجود الكيان الغاصب في فلسطين، إلا أن ثورة يوليو بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر إستطاعت إجلاء الإنكليز عن مصر بعد العدوان الثلاثي في العام 1956، وحوّلت دول الاستعمار كبريطانيا وفرنسا وغيرها الى دولة في الدرجة الثانية، ودعمت الثورات العربية الشعبية من المحيط إلى الخليج، وبذلك تم دحر النفوذ الإستعماري الغربي وقواعده وأحلافه من كل المنطقة العربية. كما أطلقت ثورة يوليو اول وحدة عربية بين مصر وسوريا تحت إسم الجمهورية العربية المتحدة، فعمل الإستعمار وأعوانه على ضرب هذه الوحدة.
وأكد أن فلسطين لم تغب يوماً عن فكر وعمل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، فكان الداعم الأول للمقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني وفي الخارج، وأقام المعسكرات التدريبية للفدائيين وأمدهم بالعتاد والأسلحة، وكان دائماً حاملاً لراية فلسطين فإستطاع حشد رأي عام دولي دعماً للقضية الفلسطينية، وهذا ما جعل جمال عبد الناصر العدو الأول للصهاينة وللإستعمار.
وختم: ان ما نشهده اليوم في فلسطين منذ ملحمة طوفان الأقصى، يجعل من الكيان الصهيوني يخطو خطواته على طريق زواله، فطوفان الأقصى أوجد معادلات جديدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تضطر اسرائيل الى القتال ليلا نهارا، منذ من 9 أشهر متتالية، بينما حروبها السابقة كانت تستغرق اسبوع او اسبوعين او شهر بحد أقصى كما حدث عام 2006، مشدداً على أن الشعارات التي رفعها الزعيم الخالد جمال عبدالناصر “ما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. وان لا تفاوض ولا إعتراف بالكيان الغاصب، وان إسرائيل لن تنزاح من الأمة إلا بالقوة”، هي المبادئ التي بجب ان تسير عليها الأمة العربية لتحقيق النهوض.
وألقى الشاعر الدكتور غازي مراد قصائد شعرية من وحي المناسبة مما جاء فيها:
خلدت ناصر عنواناً لنا قيماً خلدت إرثاً لأهل الفكر والادب
لم ننسَ أنك من من أطلقت في عرب نهجاً يحقق ما للحر من إرب
قم يا جمال وصد الشر عن وطن وإجعل نداءك صوت الكبر في صخب
رد الكرامة، رد القهر عن بلد أسقط هياكل انصاب من اللعب.
في 27 تموز 2024