الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامة
الوحش الاميركي – الغربي يصاب بالجنون بعد قلب بوتين الطاولة أمامه : روسيا تسجل إنتصارات متتالية
مأأصاب المحافظون الجدد في واشنطن وأنظمة الغرب وأذيالهم من أنظمة تابعة في كل اصقاع الارض ، اشبه بنعيق الغربان وثعالب الليل وكل الوحوش الكاسرة ، التي تبلغ حدود الجنون عندما تعجز عن إصطياد فريستها ، فكلما جائعت الوحوش تلجأ لكل أساليب الاحتيال لعل ذلك يمكنها من الايقاع بفريستها لاعتقادها ان ماتملكه من قوة وإحتيال وأنياب مسمومة سيوقع بذاك الحيوان الضعيف ، ولكن كل انواع الدسيسه والمناورة والغش والخديعة لم تنفع هذا الوحش الاميركي وقرائنه في الغرب ، وهذا هو واقع الاستعمار القديم – الجديد الذي يمثله ولا تزال سياسة المحافظون الجدد و وخرافه الصغار في الغرب ،فهذا الاستعمار القديم – الجديد يكمل اليوم نفس أساليب الوحوش المفترسة ، ولا يوفر اي من أساليب الخديعة والدسيسه والدنائه والمكيدة والمخادعه في مواجهة دخول روسيا الى اوكرانيا ، حتى لاتكون اوكرانيا قاعدة متقدمة للحلف الاطلسي وكل مختبرات الاسلحة البيولوجية والكيمياوية ، وما كان يمكن ان تنتجه من اوبئه وامراض تفني شعوب باكملها وكل ذلك بعناوين خبرها العالم اجمع أدت الى تدمير دول بكاملها ومقتل الملايين وتجويع مئات الملايين الاخرى كما حصل ويحصل مع إيران وسوريا وفلسطين واليمن وفنزويلا وكوبا وروسيا نفسها وقبل ذلك عشرات الدول ، فكل من يعارض هذا الوحش المفترس تشن عليه كل انواع حروب القتل والتدمير والحصار تحت كليشيهات تصدير الحرية وما شابه من شعارات مسمومة ، غايتها الوحيدة إستعمار الشعوب ومنع تقدمها وإمتلاك قرارها السيادي ، اما يفعله كيان العدو الاسرائيلي من قتل وإرهاب وما يحصل من تمييز عنصري في الولايات المتحدة وكثير من دول الغرب ، فهو بنظر المحافظون الجدد حرية وديمقراطية وسلام .
ولذلك ، كيف يتعاطى هذا الوحش ومن يلتحق به من جرذان وأفاعي وكل تشكيلات الحيوانات النجسه والمفترسه مع الدخول الروسي إلى أوكرانيا ؟
لتفصيل كل اسباب وخلفيات الرفض الاميركي ومن يسير في ركابه دوليا لما كانت طلبته روسيا من ضمانات قبل قرار قيادتها الدخول العسكري لاوكرانيا فالامر يحتاج الى بحث معمق وموسع لكل مافعلته الادارة الاميركية لمحاولة محاصرة روسيا بحلفها العسكري ، والتخطيط لما بعد ذلك بهدف تفكيك الاتحاد الروسي ، وما كشفته القياده العسكرية في روسيا عن بناء واشنطن لمختبرات بيولوجية وغاياتها في الداخل الاوكراني ليس سوى مثال بسيط عن عدوانية الدولة العميقة في الولايات المتحدة وإستعدادها لفعل كل شيء خارج الاعراف والاخلاق لادامة هيمنتها على العالم ، ولنقل صراحة ان كل حس إنساني وحد أدنى من الاخلاق يدرك حقيقة هذا الوحش الذي يريد إفتراس كل من يقف بطريقة وغير ذلك مما نسمعه من الغرب الاستعماري والته الاعلامية الضخمة كمن يضع السم في العسل ، وبالتالي فالقضية الاهم التي تشغل العالم بأجمعه تتعلق بمسار الحرب المشتعله بين روسيا وحلف الناتو على الساحة الاوكرانية ، وللاضاءة على كل ما يجري من جنون اميركي – غربي بحق روسيا وكل من يقف معها لايمكن الاحاطة به بمقالة واحدة وحتى عشرات المقالات ، ولو أن هناك بعض الحقائق يمكن الاشارة اليها الان ، توضح بعضا من مسار الحرب في اوكرانيا وكل هذه الهستيريا التي ضربت الغرب بأجمعه وهي :
- منذ اليوم الاول للعملية العسكرية التي اطلقتها روسيا لاسقاط مخطط الناتو بمحاصرتها عبر الحدود الاوكرانيا ، لم يبق العقل الشيطاني للغرب اي وسيلة نفاق وكذب وسيناريوهات عسكرية في سبيل تصوير عجز روسيا عن دخول قواتها للداخل الاوكراني، وإستخدم لذلك كل غرف المخابرات النازية والاعلام الاسود ، الى شتى انواع المأجورين من محللين وغير ذلك للادعاء وصولا الى أكبر زعيم داخل منظومة الناتو ورؤساء دول الحلف ، بأن الجيش الروسي يواجه نكسات كبيرة في إتمام عمليته العسكرية داخل أوكرانيا ، حتى ان كل هذه الاوركسترا تعد السيناريوهات العسكرية لما تريده القيادة الروسية من وراء هذه العملية ، حتى يتخيل للبعض أن هؤلاء المنافقين على معرفة بما داخل عقول القيادة السياسية والعسكرية في روسيا على المستويات السياسية والعسكرية ، ومن ثم يذهب هذا العقل الشيطاني لتسويق اكاذيب عن عجز الجيش الروسي لتنفيذ السيناريو الذي أعدوه في عقولهم السوداء وفي الاعلام المأجور .
لكن غاب عن بال اوركسترا العدوان ، ان روسيا لاتشبهم بتفكيرهم الاسود وعقولهم الاجرامية ،كما هم عاجزون عن إدراك شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والاهم ان أي عمل عسكري لابد ان يكون متناغما مع ما تضعه القيادة السياسية من رؤا مستقبلية ، وبالتالي فالعملية العسكرية تكون ترجمة لهذه السياسة ، بعكس ما يبثه الاعلام الغربي ويطلقه المحافظون الجدد وملحقاتهم في الغرب من اكاذيب ودسائس حول المسار الميداني للعملية العسكرية الروسية ، ولو ان المسار العملي للعملية العسكرية قد يتعرض لبعض التعرجات هنا والتغيرات التكتيكية هناك ، بحسب تطور الاوضاع على الارض .
وإنطلاقا من هذه الرؤيا والقراءة لتوجهات القيادة السياسية في روسيا يتضح ان مسار العملية العسكرية في نسبته الكبرى يتحرك وفق ما حددته هذه القيادة وليس كما تصوره حملة النفاق والاكاذيب الاميركية والغربية ، فكل هذا الاخطبوط الغربي يدرك قبل غيره أنه لو ارادت القيادة الروسية اللجؤ الى سياسة الارض المحروقة التي يتبعها الغرب في كل غزواته العسكرية ، كان يمكن لروسيا إنجاز الدخول الى كامل الاراضي الاوكرانية في أيام معدودة ، فيما ثبت بالوقائع ألحرص الروسي الكامل على تجنب تعريض المدنيين للخطر ومعه تجنب تدمير أي مبنى سكني والبنى التحتية المدنية .
- إن ما واجهته روسيا في فترة ما بعد العملية العسكرية من حرب إعلامية ضخمة إستخدمت فيها كل اساليب الدعايات الملفقة ، والاكاذيب حول مسار العملية العسكرية وأهدافها وحول ما يطلق من إتهامات بحق القيادة السياسبة والعسكرية في روسيا بدءا من الرئيس بوتين ، لم يشهد التاريخ مثيلا له في كمية الدعايات الملفقة والاتهامات التي يفبركها إعلام الاستعمار القديم – الجديد بحق روسيا ، بما يشبه غزو إميركي – غربي لعقول البشر وبخاصة داخل شعوب الدولة الغربية ، والامثلة على هذا النفاق بالملايين يوميا ، بحيث تصدر قادة دول الناتو حملات الهستيريا والجنون بحق روسيا ، بدءا من الرئيس الاميركي جو بايدن ، الى كل الذين يتلقون الاوامر منه .
- إن كمية العقوبات الاميركية والغربية بحق روسيا ، وفي كل صغيرة وكبيرة ، تعبر عن مدى الانحلال الاخلاقي الذي أصاب الغرب وكل ما مايرفعه من شعارات كاذبة عن حرية الشعوب والدول ، بل إن كل هذا النفاق وهذا الجنون في بث الدعايات الكاذبة والملفقة يؤكد ان الغرب لايتوانى عن إستخدام كل الشعارات البراقة لادامة هيمنته وسرقته لشعوب العالم ، وبالتالي أظهر كل هذا الكم من العقوبات مدى الانحطاط والاجرام في أنظمة الغرب حتى ولو ادت العقوبات الى تجويع وإبادة شعب بكامله في روسيا ، ومعه كل شعوب الارض .
- يكشف كل هذا الجنون الغربي في تسليح النظام النازي في اوكرانيا ، بأن لا مانع عنده من إبادة شعوب بأكملها وعلى رأسها الشعب الاوكراني إذا ماكانت هذه الابادة لملايين البشر تعيد تعويم إستعمار شعوب العالم لمئات من السنين القادمة ، وللاسف إنساق ذاك النازي – الابله المتحكم بقرار اوكرانيا في سياسات الغرب لابادة شعبه وتحويلها الى مجرد ساحة لسياسات الغرب الاستعمارية . ورغم كل هذا الجنون الغربي عسكريا وإقتصاديا وإعلاميا وما يختزله من مصادرة لارادات الشعوب وما بين كل ذلك من محاولة تركيع روسيا وإثارة النفاق ضد قيادتها ، فإن مسار المعركة عسكريا ، بالتوازي مع بدء إنكشاف كل هذه الدعايات الملفقة ومعه بداية سقوط العقوبات يظهر بوضوح أن روسيا حققت الكثير في مواجهتها لهذا الغرب الاستعماري وكل دسائسه عسكريا وإقتصاديا وإعلاميا ، وفي الاساس إسقاط المخطط الاميركي – الاطلسي لمحاصرة روسيا عبر جعل اوكرانيا بكاملها أشبه بقاعدة عسكرية تخزن فيها الاسلحة النووية والبيولوجية وكل ما توصل اليه العقل الاميركي من أسلحة الدمار الشامل ، ويؤكد في الوقت نفسه ان كل سيناريوهات الغرب حول ماتخطط له روسيا عسكريا في اوكرانيا يعبر عن العقل الاجرامي لمن يتحكم بقرار الناتو ،وبالتالي بعيد كل البعد عن تريده روسيا في عمليتها العسكرية داخل اوكرانيا ، وتبين ان العملية العسكرية تستهدف المنشئات والبنية العسكرية للنظام الاوكراني ومرتزقته من النازيين الجدد ، وبما يحقق هدف العملية العسكرية بدءا من إقرار النظام الاوكراني بعدم الانضمام للناتو ، الى الاقرار بحياد هذا البلد ، بينما لايتوانى الغرب وزعمائه والته الاعلامية وعتاة الرؤوس الحامية للأدعاء ان روسيا لن تتوقف عند اوكرانيا ، والهدف من وراء هذه الدسائس تخويف الشعوب الاوروبية والغربية من الخطر الروسي ، فيما العكس هو الواقع ، ومضمونه أن الاميركي لايريد إخضاع روسيا فقط ، بل إخضاع الغرب نفسه لسياسة الهيمنة والاملاءات الاميركية – الاستعمارية ، رغم ان معظم قادة الغرب يخضعون لما تمليه عليهم الادارة الاميركية ، حتى ولو ان شعوبهم بدأت تدفع أثمان سياسات الغرب الاستعمارية ، وفي المقدمة مافرض من عقوبات لا أخلاقية ضد روسيا ، وهذه الشعوب ستدفع أثمانا أشمل وأوسع مع إمعان الادارة الاميركية بجنونها ضد روسيا وكل من يقف معها . لكن كل هذه الهستيريا الاميركية – الغربية لن تخيف الدب الروسي ومعه التنين الصيني ، بل إن مايجري في اوكرانيا من حرب كبرى بين روسيا من جهة والناتو من جهة ثانية ، سيحقق الغاية التي عمل ويعمل لها التحالف الروسي – الصيني وهي إنشاء نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ، والاهم تلاشي الهيمنة الاميركية على العالم ، واي جنون او هستيريا اميركية – غربية للدخول مباشرة في الحرب الدائرة اليوم في اوكرانيا وربما اي خطأ في الحسابات يقع بها الغرب تتجاوز حافة الهاوية ستكلف العالم ، وبالاخص دول الغرب أثمانا لا أحد يستطيع تقديرها اليوم .