أخبار محلية

تحرير كامل التراب الفلسطيني واجب إنساني وأمانة إلهية وشهادة فخر يجب أن يحملها كل عاقل “إنسان” .


<محمد ياسر الصبان>
💐💐💐💐💐💐💐
أبدأ هذه الرسالة المتعلقة بخارطة طريق تحرير فلسطين مهد سيدنا المسيح ومسرى سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام، بالإشارة إلى أن هذه المهمة فخر لكل إنسان عاقل، ولا تقع على عاتق أهل فلسطين أو العرب او المسلمين أو المسيحيين وحدهم بل هو تحدٍّ للعقل البشري الذي يجب أن يولد الفكر السياسي القاهر لعبادة المال والفساد والفقر والتخلف.
ولذلك فإن الخطوة الصحيحة الأولى تتعلق بتوليد المجتمع المتطور العادل المنيع على جرثومة البؤس والفقر والفساد والرادع للإجرام والإعتداء من أي جهة أتى.
وقد جاء الإكتشاف والتطوير عبر العصور من ملاحظة الحدث ونتائج ومن ثم تجربته بشكل علمي واضح. فالملاحظات هي مفتاح الإكتشافات العلمية.
●الملاحظة الأولى: هي أن عصر النهضة في القرون الوسطى بدأ مع تسييل الدورة المالية وولادة عملات ورقية بدأت كسندات دين على مصدر لم يسدد هذا الدين ولا مرة عبر التاريخ، وكان على الدوام يعلن إفلاسه عندما يطالب بتسديد قيمة هذه السندات التي تحولت الى نقود تمكن مصدرها من سرقة خيرات كل شعوب العالم التي تلهث خلف المال دون دراسة فيزيائه وكيفية استخدامه كسائل حيوي يسري في جسم المجتمع.
●الملاحظة الثانية: هي أن كافة الدول الصناعية وأو الإستعمارية بدأت قوتها بعد تعرضها لأزمة كبيرة كفّت يد السلطات السياسية عن الجبايات الضريبية وأجبرتها على اللجوء لضخ سيولة نقدية ورقية كوسيلة للإنفاق العام.
●الملاحظة الثالثة: هي أن الدولة العثمانية كانت في أوج قوتها عند ولادة النقد الورقي الائتماني بينما كانت أوروبا في عصر الظلام، ولكن إصرار علماء الدولة العثمانية على عدم تسييل الدورة المالية والإصرار على النظام النقدي المعدني قلب الموازين فتحولت الدولة العثمانية إلى رجل مريض، وحققت أوروبا عصر نهضة علمية اقتصادية واستعمارية.
●الملاحظة الرابعة: هي أن عصر النهضة الاقتصادية والثقافية واستعمار أوروبا لمعظم خيرات العالم تزامن مع فقر وبؤس شديد عند الأوروبيين وثراء فاحش عند اليهود مكنتهم من إقراض المال للملوك والرؤساء وإخضاع الساسة لمشيئة ملوك المال مما ولّد أكثر من ستين حرب أهلية ضد اليهود في أوروبا على امتداد عصر النهضة.
●الملاحظة الخامسة: هي أن كافة النظريات السياسية والاقتصادية التي ولدت في تلك الفترة كان لها منبع واحد هو اليهود، ومع أنها تلونت بألوان براقة وعناوين تأسر القلوب، كالعدالة الاجتماعية والليبرالية الاقتصادية والديمقراطية السياسية، إلا أنها اجتمعت على مسألة هامة وخطيرة هي استبعاد الرسالات السماوية من المعادلة، وطمس فكرة الحاكم الخادم وبات الدين أفيون الشعوب عند فريق يدعي العدالة، والعلمانية سبب للنجاح عند فريق آخر يدعي الحرية والتنمية.
●الملاحظة السادسة: هي أن دولة عظمى كالإتحاد السوفيتي قامت بتوزيع الثروة والسلاح والمساعدات والعلوم الاكاديمية والاستشفاء والعلاج والتعليم والسكن بشكل شبه مجاني، عاشت أكثر من سبعين سنة بغياب تام لأي شكل من أشكال الجباية أو الرسوم الضريبية لأن السلطة امتلكت كل ادوات الإنتاج وانهت كل الطموح والإستثمار وحرية تطوير الإنتاج وكان كل الإنفاق العام الحكومي مقتصر على ضخ النقود. كما أن دولة كالولايات المتحدة التي تعتبر الاولى بالنمو الفكري والاقتصادي عالمياً، وكل العالم يسعى لاستخدام عملتها (الدولار) والادخار بها، بدأت نهضتها بأزمة إنهيار اقتصادي جامح سنة 1929 حرمت السلطة السياسية من إمكانيات الجباية وفرضت عليها مشروع (جون ماير كينز) أي ضخ السيولة النقدية بشكل جامح لدعم الإنتاج والتوظيف العشوائي. ومع ذلك فإنها تعاني اليوم من انتشار كثيف للمشردين البؤساء في أكبر عاصمة للثروة العالمية (نيويورك).
●الملاحظة السابعة: هي ولادة مجتمعات متنافرة متباغضة وقوميات سياسية تعلن الحروب الإقليمية والعالمية، وثقافة مناطقية عنصرية، ودول لها حدودها الجغرافية وأعلامها وأناشيدها الوطنية وتدعي حماية مصالح شعوبها بالتقوقع والكراهية، بينما اللص العالمي الخبيث المنتشر في كل اصقاع الأرض وهو الوسيط والسمسار المالي في معظم الدول المتقاتلة المتنافرة، موحد ومتآخ ويساعد بعضه بعضاً، ويدعي أنه الشعب المختار وأنه مالك الثروة العالمية وأن كل الشعوب والساسة يجب أن يخضعوا لمشيئته، ويتبع خطة إرهاب وتدمير وقتل كل من تسوّل له نفسه مجرد الاعتداء على فرد من أفراده أو التفكير في إصلاح النظام النقدي التضخمي الذي ولّد له هذه القوة العظمى.
●الملاحظة الثامنة: هي أن كل الخيانات وكل الفساد والرشوة والاستبداد في المجتمعات يأتي على الدوام من المسؤولين عن السياسة والدفاع والأمن والعدالة والإدارة الذين يحصلون على المكانة الرفيعة والصلاحيات الكبيرة والرواتب المرتفعة والحصانة من أي انتقاد أو محاسبة دون ان تبحث المجتمعات عن العلاج المضاد لهذه المعضلة المتفاقمة محلياً وعالمياً.
●الملاحظة الاخيرة: هي أن معظم رجال الدين من كافة المذاهب والطوائف إستسلموا للتفرقة والخضوع لمشيئة السلطات السياسية والمالية التي ولدت لهم مؤسسات وجمعيات ومنظمات تسمح لهم برغد العيش دون أي جهد تحت مظلة المساعدات الإغاثية والتربوية والصحية والغذائية، بحيث يقوم سلاطين المال بإستخدامهم كمظلة تخفي الفساد والبؤس والإستبداد وتظهر الوداعة والعطاء والإيمان.
هذه الملاحظات هي غيض من فيض ما تعانيه الإنسانية من العبودية للمال وملوكه المولدين للنقود مع حجب تام لأهمية ومكونات المادة الحيوية التي تنتقل بواسطة النقود أي القيمة الشرائية أو البركة والنعمة.
وهي ملاحظات تفتح عقلنا على اكتشاف معجزة سياسية علمية إسمها “حصانة ونمو كثافة المادة التي تنتقل بواسطة النقود” وهي العنصر الثاني الذي وصفه السيد المسيح عليه السلام بأنه من عند الله، والذي أمر الله في القرآن الكريم بأن يزكو. وهذه هي الوسيلة الوحيدة العلمية التي تجعل الحاكم خادماً مخلصاً للناس. فلا يحق له فرض أي نوع من انواع الجبايات الضريبية أو الرسوم على أفراد المجتمع والبذخ في الإنفاق، وتنحصر قدرته على الإنفاق من خلال نمو كثافة النعمة والبركة في المادة التي تنتقل بواسطة النقود، ويكون استخدامه لنظرية تسييل الكتلة النقدية بضخ 20% من معدل نمو البركة أو القيمة الشرائية للعملة كنقود جديدة في جسم المجتمع، ويكون بذلك قد مارس نفس أسلوب جسم الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم بحيث لا يحصل الدماغ أي صاحب سلطة القرار على أكثر من حصته من خيرات الجسم وتتوزع الخيرات على جميع الأطراف بعدالة وبحسب الحاجة لحماية وعلاج مناعة الجسم.
وقد تتسائل أخي قارئ هذه المقالة عن علاقة الدورة المالية ونمو القيمة الشرائية للمال بمسألة تحرير فلسطين، أو تسأل عن علاقتك الشخصية بهذه المسألة التي قد تراها مستحيلة بسبب سيطرة اليهود على النظام النقدي العالمي وعلى المنظمات الدولية وعلم السياسة والاقتصاد الاكاديمي العالمي وعلى الإعلام والتجارة الدولية.
إلا أن دورك مهم جداً بتوليد الثورة الثقافية الإنسانية في مجتمع متناحر لأكثر من مئتين سنة، متعدد ثقافات تدعي كل منها أنها مؤمنة بالعدالة الإلهية والمحبة والرحمة الإنسانية. هذا المجتمع إذا نجح بتوليد الحاكم الخادم عن طريق استخدام الدورة المالية لمكافأة واو معاقبة المسؤول في كل جوانب المسؤولية أي توليد نظام “التمويل بالنمو” في السياسة لهندسة أمان المجتمع وتحقيق سعادة المواطن، وتوليد العملة المحصنة التي تزكو وتنمو كثافة الثروة التي تنتقل بواسطتها، فإنه سيكون المجتمع الأقدر على هزيمة الكيان العنصري الصهيوني وبدون معركة عسكرية، لأن الرأي العام العالمي سيكتشف لصوصية اليهود لأن كل شعوب العالم تتعرض لسرقة خيراته والنعمة من عملتها وكلها تبحث عن ملاذ آمن لثروتها. وبولادة هذا المجتمع الناجح المنيع وهذه العملة المحصنة ستولد حضارة إنسانية يرضى عنها الله وينصرها ويحقق لها كل ما تتمناه من سعادة وخير وأمان.
وعليه فإن رسالتي هذه أمانة عندك وأنت قادر على تحقيق الإنتصار على البؤس والفقر والفساد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى