المقاومة الدرع الحامي للبنان
المقاومة الدرع الحامي للبنان …بقلم أ.حميد حميد كيروز▪️في ظلّ التوترات المتصاعدة التي يعيشها لبنان اليوم، تبرز المقاومة الإسلامية كحصن منيع للدفاع عن البلاد وصون كرامتها، مستلهمةً من إرث السيد حسن نصر الله، الذي كرّس حياته فداءً للوطن وشعبه.▪️وتبقى المقاومة، بتماسك خطوطها الدفاعية وصلابة رؤيتها، الدرع الحامي ضد أي محاولة للعدوان، حيث تتمكن بفضل إرثها وروح التضحية التي غرستها في قلوب المقاومين من التصدي للهجمات المتكررة، ويبقى الشعب متمسكًا بحقه في حياة كريمة وحرة، بعيدًا عن قيود الظلم والاستبداد.▪️لكن، في ظل هذا الثبات الدفاعي، هناك جرح مفتوح في قلب لبنان؛ جرح النازحين الذين أُجبروا على ترك بيوتهم طلبًا للأمان بعد أن فقدوا دفء منازلهم واطمئنانهم.▪️هؤلاء المهجرون وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة، يقيمون مؤقتًا بين جدران المدارس والمرافق العامة، بحثًا عن الأمان. ولا يطلب هؤلاء سوى القليل من الرحمة والاحتضان في وطنهم، وأن يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المحنة، وأن المجتمع يقف معهم ويشاركهم معاناتهم.▪️وسط هذه الأزمة، أظهرت المناطق المسيحية روح تضامن وطني مميزة، إذ فتحت أبوابها للنازحين من جميع المناطق اللبنانية بكل رحابة صدر، مرحبةً بهم كأبناء لها.▪️لم يُعتبر هؤلاء النازحون عبئًا أو غرباء، بل قوبلوا بروح أخوية تعبر عن تلاحم اللبنانيين وقيم التضامن التي تجمع بينهم في أصعب الظروف.▪️رغم ذلك، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه المهجرون أقصى درجات الدعم من القيادات، جاءت بعض المواقف الرسمية والدينية مخيبةً للآمال:▪️إذ ركز وزير التربية، بدلًا من السعي لتأمين أماكن بديلة لهم، على ضرورة إخلاء المدارس التي لجأت إليها هذه العائلات، وكأنها عبء ثقيل.▪️كان من الأجدر بالوزير أن يسعى لإيجاد حلول تحفظ كرامتهم، وتؤمّن لهم ملاذًا آمنًا ومؤقتًا إلى أن تتحسن الأوضاع ويتمكنوا من العودة إلى بيوتهم.▪️أما البطريرك، الذي طالما كان رمزًا وطنيًا وروحيًا، فكان متوقعًا منه موقفًا أكبر في احتضان المتضررين. غير أن تصريحاته بدت داعمة لإخلاء المدارس، بدلاً من الدعوة إلى تأمين مساكن كريمة ومستقلة لهؤلاء العائلات التي لم تجد خيارًا سوى اللجوء إلى تلك المرافق العامة.▪️لقد كان الأولى أن يكون النداء مفعمًا بروح الرحمة والوحدة، وأن يضع نصب عينيه مشقة هؤلاء المهجرين وحقهم في الملاذ الآمن.▪️في هذه اللحظات العصيبة، يتوجب على الجميع الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب أهلنا المهجرين، وتقديم الدعم الإنساني والمادي الذي يليق بهم.▪️لبنان لا يمكن أن يبنى إلا بتكاتف أبنائه، وتوحيد صفوفهم، بعيدًا عن الخلافات التي تضعف قوته وتزيد من معاناة شعبه.▪️لذا، ندعو وزير التربية، والبطريرك، وجميع القيادات الوطنية والدينية إلى اتخاذ مواقف تعكس وحدة لبنان، ودعم المتضررين، والدعوة لتقديم ما يلزم من مساعدة لهم.▪️إن لبنان اليوم في أمسّ الحاجة إلى تضافر جهود سياسييه وقياداته كافة، ومن بينهم وزير التربية، لأن الشعب لن ينسى من وقف بجانبه في أزماته، ولن يغفر لمن تركه يصارع وحيدًا ألم النزوح والتشرد.