خلفيات العدوان الصهيوني على ميناء اللاذقية
عدنان علامه
جاء العدوان الصهيوني على ميناء اللاذقية تخطيًا لكل الخطوط الحمر؛ ويعد ضربًا تحت الحزام في محاولة يائسة لإستدراج سوريا ومحور المقاومة لرد فعل قاسٍ يشعل المنطقة بأكملها.
وقد فقد العدو الصهيوني إتزانه وخرج عن طوره وفقد السيطرة على أعصابه بعد تطور الأمور بسرعة قياسية. فاختار العدوان على ميناء اللاذقيةبدقة متناهية بعد ضمان عدم الرد الروسي.
ويمكن تلخيص التطورات بالأحداث التالية :-
1- فشل الجولة السابعة من المفاوضات حول الملف النووي في فيينا.
2- زيارةوفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة طحنون بن زايد إلى إيران.
3- وصول وفد سوري كبير برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى إيران.
وقد توقع بعض الكتاب العرب دخول العدو الصهيوني على خط الأزمة والإصطياد في المياه العكرة. فنشرت الB.B.C الصادرة باللغة العربية العنوان التالي :-
محادثات فيينا: هل يعد فشلها إيذانا بقرع طبول الحرب؟ (صحف عربية)
واستهلت التفاصيل بالتالي:-
“حذر كتاب في صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من تداعيات فشل الجولة السابعة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 4+1 (فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين + ألمانيا).”
وناقش معلقون احتمالات تأجج الصراع الأمريكي الإيراني وإمكانية نشوب حرب على خلفية تعطل الاتفاق النووي، بينما حذر أخرون من دخول “~إسرائيل~” على خط المواجهة.
وانتهت المفاوضات يوم الجمعة 3 ديسمبر/ كانون الأول من دون تحقيق أي نتائج واضحةبعد محاولات لإحياء الاتفاق المبرم في 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني والذي أتاح رفع العديد من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية.”
والحدثَ الثاني كان وصول طحنون بن زايد وهو الأخ غير الشقيق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى طهران صباح الاثنين، تلبية لدعوة رسمية من أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني لبحث تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر التطورات الإقليمية.
وتعد زيارة طحنون إلى طهران، الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي منذ عام 2016، لذلك فهي علامة على جهود إعادة تأسيس العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران بعد سنوات من الجفاء. وجاءت هذه الزيارة بعد التطبيع الإماراتي مع الكيان الغاصب؛ والإنسحاب المذل لأمريكا من أفغانستان.
وقد إلتقى الوفد الإماراتي برئاسة مستشار الأمن القومي، الشيخ طحنون بن زايد، يوم الاثنين الماضي في طهران، بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. كما التقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، الذي شدد على أن الأمن والاستقرار المستديمين لن يتوفرا إلا عبر التعاون في المنطقة.”
وتزامنت زيارة طحنون مع زيارة وفد سوري رفيع برئاسة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى طهران مساء يوم الأحد، حيث سيلتقي الوفد كبار المسؤولين الإيرانيين لبحث تعزيز العلاقات الاستراتيجية”.
وقد استقبل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وفدا سوريا برئاسة وزير الخارجية، فيصل المقداد، ونائبه، بشار الجعفري.
وفي مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مع نظيره السوري، قال عبد اللهيان: “لا تقبل طهران بالحضور الأجنبي في سوريا وتعتبره مزعزعا لاستقرار المنطقة”، مؤكدا أنه “ليس لدينا أدنى شك أن سوريا لا تساوم بشأن أمنها وتتصدى للهجمات الإسرائيلية”.
ومن جانبه، قال فيصل المقداد: “حملت رسالة من الرئيس بشار الأسد للرئيس الإيراني حول تعزيز العلاقات ودعوة الرئيس الإيراني إلى سوريا”.
وفي الوقت الذي تكتم العدو الصهيوني حول نوعية الهدف وأسباب العدوان على ميناء اللاذقية تطوعت وسائل الإعلام الأجنبية بتوحيد روايتها. فقالت “فرانس 24 / الأخبار المستمرة”
” ~إسرائيل~ تستهدف شحنة أسلحة إيرانية في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا”. وقالت (أ ف ب) بيروت– “إستهدف قصف جوي ~إسرائيلي~ فجر الثلاثاء شحنة أسلحة إيرانية مخزّنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع”.
*وللرد على المتساءلين عن عدم إطلاق القوات السورية الأسلحة المضادة للصواريخ أقول بأن هناك إتفاق بين القوات السورية والروسية على عدم نشر اي بطارية في محيط قاعدة حيميم؛ وإلى جانب ذلك وجود تنسيق يومي بين القوات الروسية وقوات العدو الصهيوني كما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعرب عن تمسك موسكو بضمان أمن إسرائيل، محذرًا من تحويل أراضي سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين دول أخرى.
وقال لافروف، أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم الخميس 09 سبتمبر / أيلول 2021 في موسكو مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد: *”أما بخصوص الغارات الإسرائيلية على سوريا، فنحن نعارض تحويل سوريا إلى حلبة لصراع بين دول أخرى، وفي هذا الصدد لا نريد أن تستخدم الأراضي السورية لمهاجمة إسرائيل أو أي بلد آخر”.*
ولفت لافروف إلى أن العسكريين الروس والإسرائيليين يبحثون على أساس يومي المسائل الفنية المتعلقة بهذا الموضوع، مؤكدا أن هذه الاتصالات أثبتت فعاليتها وتم الاتفاق بين الطرفين اليوم على مواصلتها.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الوضع في سوريا لا يزال معقدا ولا يقل تعقيدا حاليا، مفسرا ذلك بكثرة اللاعبين الخارجيين الذين لديهم مصالح خاصة بهم في التسوية السورية”.
*وقد رفع العدو الصهيوني من درجة علاقته مع روسيا وتوّج بلقاء بينيت بوتين ونقلت وكالة RT العنوان التالي:-
“بينيت: بوتين يصغي إلى احتياجات إسرائيل الأمنية ونووي إيران يثير قلق الجميع
24 أكتوبر/تشرين الأول 2021
وفي التفاصيل :- أشاد رئيس الورزاء نفتالي بينيت بنتائج أول لقاء جمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح بينيت، في مستهل جلسة حكومية أسبوعية يوم الأحد 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 حسب بيان أصدره مكتبه، بأن الاجتماع بينه وبوتين في مدينة سوتشي الروسية الجمعة الماضي كان “جيدا جدا ومتعمقا”، مؤكدا أن الملف السوري اتخذ مكانة خاصة ضمن أجندته.
وقال: “بحثنا الأوضاع في سوريا بطبيعة الحال، علما بأن الروس هم جيراننا من جهة الشمال إلى حد ما، فمن المهم أن ندير الأوضاع الحساسة والمعقدة الموجودة هناك بسلاسة وبدون أي خلل”.
وذكر رئيس الحكومة أنه وبوتين توصلا في هذا الصدد إلى “اتفاقات جيدة ومستقرة”، مضيفا أنه وجد لدى الرئيس الروسي “أذنا صاغية بشأن احتياجات ~إسرائيل~ الأمنية”.
وأشار بينيت إلى أن محادثاته مع بوتين تناولت أيضا التطورات حول برنامج إيران النووي، مشددا على أن المرحلة المتقدمة التي بلغها هذا البرنامج “تثير قلق الجميع”.
في غضون ذلك، بثت قناة “روسيا 1” ضمن برنامج “موسكو. الكرملين. بوتين لقطات يصف فيها بوتين، لدى وداعه بينيت، لقاءهما بأنه كان “مفصلا ومثمرا جدا”.
وقد نشرت واشنطن بوست يوم 15 يناير/كانون الثاني 2016 ما قالت إنها بنود اتفاق سري وٌقّع بين النظامين الروسي والسوري يوم 26 أغسطس/آب 2015، نقلته الصحيفة الأميركية عما قالت إنه موقع حكومي روسي لم تسمه حول قاعدة حيميم.
المقال الذي ضم بنود الاتفاق، حرر باسم مايكل بيرنباوم، مدير مكتب الصحيفة في موسكو، ومراسلها السابق في برلين.
وقد نقلت صحيفة “فيدوموستي” الروسية عن مصادر لم تسمها أن الاتفاق وقعه كل من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره السوري فهد جاسم الفريج.” وقد اقتبست التالي من البنود :-
البند الثاني
موضوع الاتفاق:
1-بناء على طلب سوريا، تنشر الفدرالية الروسية مجموعة طيران روسي على أراضي الجمهورية العربية السورية.
5-اشتباك مجموعة الطيران الروسي يتم بناء على أوامر قائد المجموعة، باتساق مع الخطط المتفق عليها بين الطرفين.
وبناءً عليه فإن القيادات السورية المعنية ستناقش موضوع العدوان مع القيادات الروسية في غرف مغلقة لضمان عدم تكرار مثل هذا العدوان.
وإن غدََا لناظره قريب
11/12/2021