رجل من بلادي
كمال جنبلاط: سيرة ذاتية مفصلة الميلاد النشأة ولد كمال جنبلاط في 6 ديسمبر 1917 في بلدة المختارة بجبل لبنان، لأسرة عريقة تنتمي إلى الطائفة الدرزية.
والده فؤاد جنبلاط كان قائمقامًا لقضاء الشوف، واغتيل عام 1921 عندما كان كمال لا يزال طفلًا. تأثّر كمال جنبلاط بوالدته الست نظيرة، التي أدارت شؤون العائلة والزعامة الجنبلاطية بعد اغتيال زوجها.التعليم والتكوين الفكريتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة فرير في بيروت، ثم انتقل إلى مدرسة عينطورة، وبعدها تابع دراسته في فرنسا، حيث تخصّص في الفلسفة وعلم النفس في جامعة السوربون. بعد عودته إلى لبنان، درس الحقوق في الجامعة اليسوعية، ما ساعده لاحقًا في مسيرته السياسية والحقوقية.المسيرة السياسيةدخل كمال جنبلاط المعترك السياسي في الأربعينيات من القرن العشرين، متأثرًا بالفكر القومي العربي والاشتراكي. في عام 1943، انتُخب نائبًا في البرلمان اللبناني، وبدأت رحلته الطويلة في العمل السياسي.تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي (1949):أسّس الحزب التقدمي الاشتراكي ليكون إطارًا لحركة إصلاحية في لبنان، مستندًا إلى أفكار العدالة الاجتماعية والتقدّم الاقتصادي وحقوق الإنسان. كان الحزب داعمًا قويًا للقضايا العربية، وخصوصًا القضية الفلسطينية.التحالفات والنشاط القومي:كان جنبلاط من أبرز المناصرين للحركات القومية العربية، وتحالف مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، كما دعم الثورة الفلسطينية.دوره في الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1977):عندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، كان كمال جنبلاط قائدًا لجبهة اليسار والقوى الوطنية اللبنانية، في مواجهة الأحزاب اليمينية المسيحية. سعى إلى إصلاح النظام اللبناني القائم على الطائفية، لكنه اصطدم بالقوى الإقليمية والدولية.الاغتيال والرحيلفي 16 مارس 1977، تعرّض كمال جنبلاط للاغتيال في ظروف سياسية معقّدة، مثّل اغتياله صدمة كبرى للحركة الوطنية اللبنانية، وتسلم ابنه وليد جنبلاط القيادة من بعده.الفكر والأدبلم يكن كمال جنبلاط مجرد سياسي، بل كان مفكرًا وأديبًا. كتب العديد من الكتب والمقالات في الفلسفة والسياسة والتصوف، ومن أبرز مؤلفاته:”هذه وصيتي””أدب الحياة””في مجرى السياسة اللبنانية””ثورة في عالم الإنسان”كان مهتمًا بالروحانيات، وتأثر بالفكر الهندي والبوذي، إلى جانب تعاليم الفلاسفة الكبار مثل أفلاطون ونيتشه.الإرث والتأثيررغم اغتياله، ظل فكره ومشروعه السياسي مؤثرًا في لبنان، حيث واصل الحزب التقدمي الاشتراكي مسيرته بقيادة نجله وليد جنبلاط، ولا يزال يُنظر إلى كمال جنبلاط كرمز للإصلاح والتقدم في العالم العربي.
