أخبار محلية

هل ستؤدب روسيا تلك العاهرة التي اسمها امريكا ؟؟


ان المطلع على ماتنشره وكالات الانباء الاجنبية قاطبة الشرقية منها و الغربية على حد سواء ؛؛ يدرك قطعا ان روسيا قد حسمت امرها كليا و نهائيا باجتياح أوكرانيا كلها ؛؛ و لم يقف الامر عند هذا الحد أبدا ، بل هناك تسريبات مخابراتية و اعلامية مختلفة تفيد ان روسيا سوف لم تكتفي باجتياح اوكرانيا لوحدها ؛ بل ستجتاح استونيا ولاتفيا و مولدافيا و جورجيا و بولندا و دول اخرى .مع وجود علامات الخوف و الجبن و التردد و الهزيمة عند امريكا و بقية دول حلف الناتو على الجرأة من مواجهة الروس القياصرة ؛؛ اما اذا اعلنت الصين وقوفها السياسي و العسكري و الاقتصادي الى جانب روسيا و كما هو متوقع فحينذاك سوف تختلق امريكا اي ذريعة او حجة للهروب من المواجهة الكبرى المصيرية امام التحالف ( الروسي / الصيني ) المرعب .لان امريكا و معها كل دول حلف الناتو يدركون جيدا ان مواجهتهم للتحالف الروسي / الصيني يعني اشتعال حرب نووية عظمى مدمرة لا تبقي ولا تذر ،، و هذا الخيار و السيناريو لم و لن تتبناه او تلجأ اليه امريكا ،، حتى لو روسيا احتلت العاصمة الامريكية واشنطن نفسها .
و نحن لا نقول ذلك لغرض امتداح روسيا او التقليل من شأن امريكا ابدا ؛؛ بل نقول ذلك لنبين و نوضح و نؤكد ان امريكا ( تعيش الان مرحلة الانهيار الامبراطوري الشامل ) كما ان البنية الثقافية و الاجتماعية و الاخلاقية للامة الامريكية كلها مهشمة و ممزقة و تالفة ؛ وعليه سيصبح من المستحيل على امريكا او شعبها المختلط محاربة الدب القطبي الروسي او التنين الصيني الناري .
ان مافعلته امريكا في العراق و فيتنام و هاييتي و افغانستان و اليمن و كمبوديا خلال 50 سنة الماضية ستدفع ثمنه الان الف ضعف على ايدي الروس و الصينيين .
ان تصريح وزارة الدفاع الروسية قبل ساعتين من كونها ( قد فعلت كافة اسلحتها النووية و الهيدروجينية ) باتجاه امريكا و بريطانيا و جميع دول اوربا ؛ اصاب الامريكان بالخوف و الصدمة ؛ و جعلهم غير قادرين حتى على الرد على التهديدات النووية الروسية المستمرة .
لقد اعتادت امريكا طول تاريخها على محاربة الدول الفقيرة و الضعيفة و الممزقة و المتهالكة ؛ ولم يسبق لها ان واجهت دول عظمى و قوية بحجم الهند او روسيا او الصين او باكستان او كوريا الشمالية .
لقد اعتادت امريكا على تدمير الشعوب الضعيفة و الجائعة و المتعبة ؛ و من ثم الاحتفال داخل واشنطن من كونهم انتصروا على العراق و فيتنام و غرينادا و الفلبين و الشعب الفلسطيني المشرد ،، ان روسيا و حليفتها القوية الصين يدركان جيدا ان امريكا تخاف مواجهتهم عسكريا ؛؛ بل تخاف حتى من الاعلان رسميا عن مواجهة الروس عسكريا ولو حتى كجزء بسيط من اشكال الحرب النفسية و المعنوية بين الدول اثناء الحروب الكبرى .
ان روسيا تريد اليوم تأديب الرعونة و الحماقة و السقوط الامريكي و تعيدها الى صوابها ؛؛ و هذا ماقاله بالتحديد المفكر الامريكي الشهير ( زبينغيو بريجنسكي ) قبل شهرين فقط على كافة وسائل الاعلام الامريكية “” المقرؤة و المسموعة و المرئية “” حيث قال و بالحرف الواحد (((( ان الهدف الحقيقي لروسيا و الصين هو تدمير امريكا و جعلها دولة من دول العالم الثالث )))) غير قادرة مطلقا على الوقوف امام التحالف الستراتيجي الكبير بين بكين و موسكو .
اذن :: العالم كله الان امام مفترق طرق خطيرة و تاريخية و مرعبة ،، فاما ان يصبح التحالف الروسي / الصيني هو الحاكم الجديد لعالم المستقبل ؛ و نهاية عصر العولمة و الامركة الرعناء و هو الاحتمال الاقوى ؛؛ او ان تتمكن امريكا و معها بقية دول حلف الناتو ان تقضي على الاحلام الامبراطورية الروسية / الصينية قبل ان تكبر و تتعملق و هو الاحتمال الاضعف .
اما فيما يخص الحكومات العربية بصورتها العامة فانها ليس لها اي مشكلة لتغير اتجاه بوصلتها السياسية و الاقتصادية من واشنطون و تل ابيب الى بكين و موسكو ، و كما كانوا عليه دائما خلال الالف سنة الماضية من انحيازهم (( للاقوى )) ..
اما بالنسبة لأوربا فانها ستكون كلها حديقة خلفية خدمية و ترفيهية لقيصر روسيا الجديد ذو القرنين بوتين السولافي الارثوذوكسي .
فيعيد بناء اوربا المسيحية وفق مايريده و يتمناه دون ان يزعجه احد …..
_ __ انتهى _
أوميد المختار
أسطنبول 18~2~2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى