الاستعمار البريطاني بين الماضي الكريه وإستمراره اليوم . كتبت خديجة البزال.كانت أوروبا مجموعة شعوب متقاتلة،
وكان النورمنديون والساكسون ينكلون ببعضهم في الجزيرة الأوروبية الأكبر (إنكلترا) ومع ولادة نظرية دارون في النشوء والترقي وما إنبثق عنها من توجهات قومية عنصرية في أوروبا، ولدت الدولة الأنكلوساكسونية التي يرى شعبها أن من حقه استعمار العالم خاصة بعد أن تمكنوا من هزيمة الأسطول البحري الاسباني “الأرمادا” وسيطروا على أعالي البحار وانتقلوا الى استعمار المجتمعات الأخرى في أفريقيا وآسيا ومن ثم أمريكا. فتمكنت منهم العنجهية والعقل الاستعماري الذي لايزال مسيطراً على حكام بريطانيا حتى اليوم.
وإذا أردنا أن نتكلم عن بريطانيا فلا بدّ أن نعلم بأن جنرالاتها إرتكبوا عشرات المذابح والجرائم بحق الشعوب التي إستعمرتها في إفريقيا والهند وأميركا وآسيا. ولكننا في هذه العجالة سنحصر الكلام في المنطقة العربية التي كانت تحت حكم العثمانيين، وقد عملت إنكلترا وغيرها من الدول الأوروبية على توليد عملاء يخدمون مصالحهم بدءاً من أطراف الدولة العثمانية في شمال إفريقيا والجزيرة العربية ووصولاً إلى قلب الدولة في شرق البحر المتوسط ووادي النيل. فحدثت بذلك عشرات المؤامرات من قادة أوروبا وخاصة روما ” البابوية” بحجة محاربة المد الاسلامي الذي سعى الى الإنتشار في شرق اوروبا. وكانت هذه المؤامرات تهدف إلى إضعاف الدولة العثمانية وتقاسم خيراتها ووراثة الثروات المادية والثقافية التي إرتبطت أساساً بالنهضة الإسلامية الأولى، وحينما بدأت إرهاصات الحرب العالمية الأولى، أوكلت بريطانيا للشريف حسين خوض معركة العروبة ضد الدولة العثمانية فأعلن الثورة من الجزيرة العربية علماً أنه كان مستحصلاً على بروتوكول خاص من الإسيتانة لا يحظى به إلا السلطان نفسه، وكان معين كوالٍ على المناطق العربية التي كانت تتبع للدولة العثمانية أي الخلافة العثمانية. وبدأت بريطانيا بتجنيد عملاء لها ومنهم الشريف حسين الذي تواصل به رئيس الوزراء البريطاني مكماهون لفترات طويلة بما عرف لاحقاً بمراسلات حسين مكماهون، وبالتالي حرضته بإسم العروبة على الثورة ضد الدولة العثمانية التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة في ذلك الوقت. وبالتالي فقد تحوّل الشريف حسين من قائد ثورة إلى عميل للمملكة البريطانية ضد الدولة العثمانية التي كان يعتبر نفسه فيها مواطناً فيها ولم يكن في تلك الفترة يعتبر الدولة العثمانية دولة محتلة شأنه شأن كل العرب في تلك الفترة. إلا أنه في عز احتدام الحرب العالمية الأولى سنة ١٩١٦ تم التوافق مابين الدولة البريطانية والشريف حسين على أن يعلن ماعرف في تلك الفترة في الثورة العربية التي تعتبر من الناحية الفكرية والعقائدية والتاريخية التمرد العربي السني الأول على دولة الخلافة. وتم الإتفاق معه على أن يعلن الثورة العربية وأن يصبح هو ملك على الدول العربية التي تم تحريرها من الاتراك. إلا أن المملكة البريطانية كانت في نفس الفترة أيضاً تعمل على استقطاب ابن سعود الذي كان يسكن في شرق الجزيرة العربية وتدعمه وتعزز قوته وترفده بالمال والسلاح، وعندما تراجع الشريف حسين عن تأييد ولادة الدولة اليهودية بإسم المملكة العربية التي عاصمتها الحجاز، إندفع عبد الله بن سعود لتأسيس المملكة السعودية وعاصمتها الرياض فسيطر على الجزيرة العربية وخاصة منطقة الحجاز معلناً ولادة مملكة إسلامية موافقة على التنازل عن فلسطين بإتفاق سرّي تحت الطاولة، مكنه من هزيمة المملكة الاسلامية الهاشمية التي أسسها الشريف حسين. مما أتاح لبريطانيا إعلان بريطانيا إعلان الحرب على الدولة العثمانية التي تمنعت عن الموافقة على توليد دولة يهودية في فلسطين. وقد برز في ذلك الوقت إسم العميل البريطاني (لورانس العرب) أي الملك غير المتوج الذي كان يقود كل الحركة البريطانية في المنطقة العربية وبالتالي فقد شهدت الحرب العالمية الأولى كل خبث الأجهزة الإنكليزية وتواطئها ضد المسلمين والعرب توطئة لتوليد الدولة اليهودية التي وعد بلفور اليهود بها، فأعلنت ثورتان عربيتان متتاليتان ضد الدولة العثمانية وضد بعضهما بمؤامرو وخبث صهيوني انكليزي بنفس الوقت الذي كانت تخوض الدولة الثمانية حرباً عالمية خارجية وحرباً داخلية من يهود الدونما الذين سيطروا على مقاليد الحكم فيها.
أما في المنطقة العربية فقد تم تقاسمها بين ابن سعود والشريف حسين الذي تم نفيه إلى مالطا بعد إنتصار الحلفاء. وتم تنصيب إبنه فيصل ملكا على العراق، وتم تنصيب إبنه عبدالله الذي قتله المجاهدون على بوابة القدس ملكا على الضفة الشرقية لنهر الأردن.
هذا جزء يسير من إختراق الجاسوسية البريطانية للجسم العربي بعد وعد بلفور في عام ١٩١٧ الذي أسس لقيام الكيان الصهيوني. حيث أوجدت دولة مذهبية متشددة وهّابية في أرض الحجاز والجزيرة العربية، واوجدت مملكة هاشمية عميلة لها في شرق فلسطين والعراق لخدمة أطماع الصهيونية في إحتلال فلسطين. وبالتالي فإن تقاسم النفوذ في المنطقة العربية مابين فرنسا وبريطانيا كان يهدف لتفريق الأمة وغزوها بتوليد الكيان الصهيوني في قلبها أي في فلسطين لتحقيق الأطماع الصيونية وفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه. والملفت أن ما تسميه الدول اليوم بوزارة الخارجية قد بدأ في بريطانيا تخت عنوان وزارة المستعمرات البريطانية. وبالتالي فإن يمكن اعتبار بريطانيا كرأس حربة في السعي لتحطيم الإسلام وتفريق المسلمين مستفيدة من دراسة موثقة معروفة للباحثين عنوان كتابها “كيف نحطم الإسلام” قوامه ألف صفحة من المؤامرات، تم الإعداد له على مدار أكثر من سبعين سنة، ويقول الباحثون المتعمقون أن الأمر يتجاوز الألف سنة وقد بدأ مع الحروب الصليبية ضد بلادنا. وأن هذا الكتاب استغرق إعدادهما يقرب من مئتي سنة من قبل المستشارين البريطانيين وهو يضع كل المؤامرات التي حيكت ومازالت تحاك ضد العالم الإسلامي سواءً بأيدي من العملاء الداخليين أو بمباشرة من الإستعمار الخارجي
، وإلتحاقهم بالسياسة الاميركية وما هي عليه من هيمنة على العالم وسرقة ثروات الشعوب ، ،،، من وعد بلفور الى دعم العدو في كل حروبه ، إلى المشاركة في كل مافعلته الولايات المتحدة بحق معظم شعوب العالم والشوهد على أستمرا ر العقلية الاستعمارية في بريطانية لاتعد ولا تحصى من المشاركة في غزو العراق الى المشاركة في الحرب الاميركية ضد سوريا الى كل العقوبات والضغوطات بحق ايران واليوم يتكرر الامر بما يفعله رئيس الحكومة البريطانية في الدعم غير المحدود للنظام النازي في أوكرانيا ،، بل أن الحكومة البريطانية اكثر تطرفا في موقفها من الدعم لاوكرانيا من الموقف الاميركي ،،،،
أما بخصوص التطرق الى تاريخ آل سعود ، ، فالأفضل العودة الى الدور الذي لعبه هذا النظام منذ قيامه في التأمر على القضية الفلسطينية وفي التآمر على جمال عبد الناصر ،،، وهذه المعطيات بالتفصيل تجدونها على غوغل عبر ،:، وضع عنوان تاريخ ال سعود منذ إنشاء المملكة السعودية.
وأما قاتل عبدالله بن الحسين فهو صادق بنيته لكنه إستغل بدون علمه او إستغل فعله أي قتله عبدالله
وعبدالله بن الحسين خاصم الحاج امين الحسيني
الحق، ياسيدتي ، إني لا أستطيع الجزم بصحة كل الروايات
وأقول عن قناعة أن الأمور ملتبسة فأمهات الكتب تحوي كما ضخما من أدوات القتل الفكري والوجداني وأنت ترين أن حادثة تقع الان بين جنباتنا وأمام أعيننا تُروى روايات حتى متناقضة
فما بالك بأحداث من مئة سنة ومن قرون…