أخبار محلية

بلديات بعلبك الهرمل بين غياب التخطيط وضعف وإضمحلال الوسيلة والأداة والإدارة …كتب علي زغيب.


تعيش مناطق وأغلب قرى محافظة بعلبك الهرمل نوعا من الإهتراء والبليان والتشقق في نظامها العضوي المصغر من التخطيط وحسن الإدارة وسلامة القيادة ونظافة القادة المتسلمين زمام أمور هذه البلديات المحلية والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ بل ومصغر عن الدولة بحكومتها وإداراتها ومؤسساتها الرسمية وقائمة بأعمالها تحت رقابة السلطة العليا وتحت إشرافها ومن باب أخذ الأوامر الإدارية الأساسية من السلطة المركزية بشخص الدولة أي الحكومة ومجلس الوزارة، وليس خفيا على أن بلديات محافظة بعلبك الهرمل منطقة واسعة بسهلها وأراضيها ولكن التنظيم البنيوي والهيكلي والمؤسساتي غائب عنها كليا ، فبعضهم يعتبر أن البلدية مجلس عضوية وترأس ووجاهة فقط لا غير مع كل وجل إحترامي لكافة رؤساء مجالس البلديات في محافظتي الحبيبة بعلبك الهرمل التي أتشرف جدا في إنتمائي إليها لما تحويه من عقول فكرية وشخصيات علمية وأهل لغة وإختصاص أكان ثقافيا أم علميا أم من خلال المعرفة الواسعة في كافة العلوم ، وذلك لا يعني أن الإنتماء الوطني والعاطفي والنفسي قد يكبلنا عن التمسك بحقوق أهلنا وناسنا في هذه القرى والمناطق ولا يغشي على عيوننا ويفقدنا بصر رؤية التخطيط المستدام والتنمية الشاملة ونتطلع لها بعيون ملأ وقلوب تخفق وأبصار تخشع لعزة الأمة ورفعة أهلها، على الرغم من توفر العديد من التقديمات والمبادرات والأعمال الملموسة التي تقدم عليها بلدياتنا لسبيل علو الإنسان وأن تكون حياته كريمة مليئة بكل الإحتياجات الإدارية والإنماء العمراني والطبيعي والواقعية في حياة رغيدة ، لسنا نرى إلا ثلث ذلك ، فعلى سبيل المثال هنالك قرى كنت قد زرتها وإطلعت على ما تحويه من عمران ونظافة أحيائها ونقاء مياهها وتودد أهلها ونخوتهم، فعلى الرغم من كثرة القرى التي وفدت عليها لم أرى لا أي تخطيط شامل ولا أي تنظيم واسع ولا أي رقابة حازمة وصارمة ولم أرى أي نوع من التنسيق والقيادة الحكيمة والبارعة، فالجهاز البلدي بإدارته ليس فقط يحتوي منحى زراعي وفكر رجعي قديم لا يفكر أو يتفكر إلا بحاجات ضئيلة من تطور القرى وتحديث مساراتها جميعها، فقد رأيت أن المياه العذبة أصبحت مجرى لمياه مبتذلة وتصب في عذوبتها موبقات النفايات والأوساخ، وماذا يقولون الناس إن الوضع صعب ونتمنى من الله وندعوه أن يرحمنا فكيف بذلك يا أهلنا الأعزاء وربعنا؟ أذلك يكون بتمرير صفقات مشبوهة من تحت غطاء سوداوي اللون وكاحل ومحجوب الرؤية أم بإستنزاف مقدرات شعب بأكمله وسكان قرى وبلدات بأكملها وهذه الأموال كانت مرسلة ليس الآن في ظل هذه الظروف ولكن قبل ذلك بسنوات فقد كانت مخصصات البلديات تتراوح ما بين مليار ومليارين ليرة لبنانية لكل قرية ومنطقة وذلك بحسب أعداد سكانها وحرمها المجتمعي ومساحتها أكانت شاسعة أم مصغرة، أنريد وجه الله بتلويث مياه أحلها الله للشرب ونكهها من كل ما يعكر صفو تدفقها وجريانها أهذه هي أخلاق آل بيت الرسول( عليهم أفضل الصلاة والسلام ) لست أتكلم من باب أنني أدر بل الكلام أو أكثر منه أم أنني أحب العجن واللت ولكن المسؤولية تستوجب علينا والضمير يدق ناقوص عقولنا والخوف من الله يقض مضجعنا ويسير بناء إلى التدبر والتفكر في عبادته والنظر في إبداء الرحمة لخلقه ولسكان قرانا وبلداتنا( إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) كم بحاجة نحن لرحمة تلقائية نابعة من جوف كل قلب في هذه المنطقة على الرغم من حرمانها ولكن يقع نصف هذا الحرمان على عاتق بعض أولياء الأمر ومن تقلد زمام الحكم وتسلم مقاليد الأمور وتسييرها في هذه البلديات والقرى كافة ، أنرجو وجه الله في إتباع سياسة تخصيصية وفي إعتماد تخطيط مهترئ وفي إعداد وتنظيم مشاريع إستنسابية ومصلحية ، ما هذا هو التحديث وما هذا هو التنظيم القروي والمدني الإداري وما هذه هي المشاريع الإنمائية التي يجب أن تكون ، ليس ذلك الحديث من باب حجب الأعمال الدؤبة لبعض البلديات في هذه المنطقة ولكن ليست ضمن المستوى المطلوب، قد نعلم ونعرف بأن الدولة اللبنانية ضعيفة وراكدة وكل ما يحيطها من كافة النواحي راوح مكانك ، ولكن ذلك لا يبرر التقصير الكبير من بعض هذه البلديات تجاه أبناء بلداتها وقراها، فصاحب السلطة ومتسلم أواتيل الحكم يجب عليه أن يعيش مع الناس وأن ينزل بينهم بشكل تلقائي غير محجوب أو مغيب عن الرؤية ، فعندما شاهدت ذلك المنظر من نعمة الله التي رزقنا إياها ووفرها لنا وجعل بها كل شيء حي أصبت بل الذهول ، وقلت في نفسي إن كانت هذه الفئة من الناس لم تقدر على درأ كل أشكال التلوث ولم تقدر على إبعاد كل أنواع الهتك البيئي عن نعم الله فكيف بها وهي تسعى لتحديث وتطوير حياة المواطن المعتاش والفقير المعزوز، ليس بذا الوجاهة والكبرة والترف والبزخ والسلطة الشخصية والمكانة الإجتماعية والنسب والأصل والفصل تعمر البلدان ويعلو المواطن ويحترم الخلان ( إن الإنسان الطاهر والعفيف لا يرى بشيء إلا بخلقه وسمعته وسماحة نفسه وسلوكه القويم والمثالي بين الناس أما ما تبقى من أساليب ملتوية فإنها بل التصنع والمجاملة الضائعة والتملق المزيف يستطيع بذلك أن يكون في رأس الهرم وللأسف ) ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ( يا ربي لا علم لنا إلا ما علمتنا نحن جهلة كثيرا أمام فيض علمك ) سوف أقرأ كتابي وأكتفي بنفسي يوم الحساب رقيبا وحسيبا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى