الخلايا النائمة
عندما نقرأ أخباراً تتحدث عن مسلحين مجهولين يسيطرون لبعض الوقت على دوار بلدة عتمان في ريف درعا ، وحصول اشتباكات مع الجيش العربي السوري وإصابة عدد من العناصر ، وقالوا أن لديهم أسرى من عناصر الجيش ويطالبون بالافراج عن المعتقلين بدل الأسرى المحتجزين ، ومقتل قاضً أمام منزله في مدينة الصنمين ، ومحاولة تفجير بعبوة ناسفة لرئيس مركز الأمن الجنائي ، واستشهاد مساعد من آل الحمد الكرام من أبناء العشائر في بلدة الكفر بسبب تعرضه لكمين غادر في محافظة درعا ، يعتصر قلبك ألماً وغضباً وغيظاً وحزناً على ما وصلنا إليه ، لأن هؤلاء الجنود الذين تركوا أهلهم ليخدموا وطنهم يخطفون ويموتون على يد من لايستحق العيش أصلاً ، من مجموعات مرتبطة مسلحة باعت نفسها للعدو الصهيوني تحت غطاء أنهم ثوار خرجوا للمطالبة بالحرية واسقاط النظام ، فتركوا خلفهم هذا الدمار الاجتماعي والنفسي والأخلاقي ، وهذا التراث الإرهابي الدموي ، الذي لايخدم إلا الكيان الصهيوني …
واستمرارية وجوده ، من خلال هؤلاء العملاء الذين باعوا أنفسهم بحفنة من الدولارات ، وهذا يؤكد بأن الخلايا النائمة المنتشرة في الجنوب السوري ، وجرائم الخطف والقتل والترويع ماهي إلا نتاج لعمل الاستخبارات المعادية التي تنتظر الوقت والظرف السياسي المناسب لتنفيذ أوامر اسيادها ،
وهذا مايؤكد أن الذئاب التي تعيش بيننا وترتدي ثوب الحملان الوديعة تحت غطاء المصالحة مع الدولة، من خلال التسويات أو التلطي بالعمل لصالح الجهات الأمنية،وتنفيذ مهام لصالحها لايمكن لها أن تغير ما بداخلها من حقد اجرامي بغيض ، وعمالة لأعداء الوطن ،عندما تسنح لهم الفرصه بذلك ، وخير دليل أن معظم الذين شاركوا في الهجوم على الدولة ومؤسساتها في مدينة ادلب ، كانوا من الإرهابيين المتطرفين وعملاء الاستخبارات التركية الذين تم تسوية أوضاعهم وعملوا مع الجهات الأمنية والقوات الرديفة ، وما أن وجدوا الفرصة سانحة سرعان ما عادوا إلى خيانتهم وغدرهم واحقادهم وغدروا بجنود الجيش وقوات الأمن ، لذلك أحذر من شر وخبث هؤلاء المأجورين والعملاء وتجار الأوطان ، وبائعي الشعارات ، الذين يرتبطون مع أفراد العصابات الإجرامية التي تمتهن الخطف والسرقة وقطع الطرقات ، ويقدمون لهم الغطاء اللازم لمتابعة نشاطهم إلى حين تغير المناخ السياسي والقيام بأعمال إرهابية ضد الجيش وأجهزة الدولة وقوات الأمن والشرطة، ولا ننخدع بالعصابات المسلحة التي تحاول خداع الناس وتضليلهم بأنهم يحرصون على الناس وممتلكاتهم وأعراضهم ويساهمون في حل مشكلاتهم ، ولا يمكن لأي فصيل مسلح أن يحل مكان الدولة ومؤسساتها وجيشها لأنهم وحدهم ضمانة للمجتمع وأبنائه ، لاسيما أن عدداً كبيراً من هذه الفصائل قد تحول إلى عصابات خطف وسلب وسرقة ومخدرات…وكل من يرى غير ذلك فهو أما متجاهل أوله غايات ومآرب وارتباطات مجهولة ، ويطابق الانفصاليين في مشروعهم …
والله من وراء القصد
الفقير لله مجدي نعيم