حوار مع قناة العالم ببرنامج” قلم رصاص”
أكد الكاتب والباحث السياسي د.مصطفى اللداوي من بيروت ان الاسرائليين يدركون تماما أنهم يعيشون واقعا صعبا في السنوات الأخيرة وليس فقط في ظل هبة القدس الأخيرة والذين يريد أن يطّلع على مواقف الكيان الصهيوني الحقيقية عليه أن يقرأ لأجهزة المخابرات الاسرائيلية سواء اكانت أمان أو الموساد أو يقرأ لقيادة أركان الجيش الاسرائيلي.
، أشار اللداوي الى أن هؤلاء يتحدثون بكل صراحة ووضوح عن مخاطر الحقيقية التي يتعرض اليها كيانهم بينما الجانب الآخر الجانب المتدينيين والمستوطنين فهم يتحركون تحركا عشوائيا أشبه بتحرك القطعان لا يعلمون ماذا يفعلون ويتحركون تحركا أهوج بينما القيادة العسكرية والقيادة الأمنية والذين هم في الخدمة الآن أو الذين تقاعدوا يدركون تماما أن الواقع قد تغير.
وتابع اللداوي قائلا: لم يعد الواقع كما كان سابقا في السنوات السابقة سهلا أمام الكيان الصهيوني فالجيش يدرك تماما أنه لم يعد يستطيع أن يجتاح المناطق فلم تعد العمليات العسكرية التي يخوضها سواء في غزة أو لبنان نزهة أو فسحة بل أصبحت المعارك صعبة”.
ويسلط البرنامج الضوء على ما نشره الرئيس السابق لشعبة الابحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية – أمان ” الجنرال يوسي كوبر فاسر“، والذي ذكر في محاضرة نشرها معهد جوراسلم للشؤون العامة الاسرائيلي تحت عنوان”المخاطر التي تعيشها تل ابيب ليست عسكرية فحسب”. قائلا:” بعد مرور عام على حرب غزة الأخيرة التي أسماها الاحتلال “حارس الأسوار“، ما زالت سلطات الاحتلال تدرس تبعاتها ونتائجها، في ضوء مجموعة من الإشكالات التي تحيط بإسرائيل المسماة “واقع الضفدع”، في ضوء تزايد المخاطر الأمنية والعسكرية.
وتابع فاسر:” خطر آخر تخشاه “إسرائيل” يتمثل في الدور الجديد لفلسطينيي48 في نضالهم ضدها، باعتبار ذلك محطة أساسية ضمن المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية القائمة، رغم أنه في الماضي كانت هناك نظرة خلافية على مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني، ومع مرور الوقت ظهر دور متنام لفلسطينيي48، باعتبارهم جزءا من الحملة الفلسطينية ضد وجود “إسرائيل”.
وختم قائلا:” تشعر المحافل الإسرائيلية أن انخراط فلسطينيي48 في المواجهات الأخيرة ضد قوات الاحتلال، سواء خلال معركة سيف القدس 2021، أو هبة الأقصى 2022، رغم أننا أمام طيف واسع ومتنوع منهم، ولم يعودوا على استعداد للاعتراف بوجود “إسرائيل”.
وسلط البرنامج الضوء على ما نشره أفيف تاتارسكي الباحث في منظمة “عير عميم” ذكر في مقاله بموقع محادثة محلية، أن اشتباكات الأيام الأخيرة في المسجد الأقصى وساحاته توضح لمن لم يفهم بعد أن موجة العنف والقتل التي تمارسها قوات الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة قد تنتشر بشكل أكبر، ما يعني أنها تعيد فشلها المتكرر بعد كل جولة مواجهات مع الفلسطينيين
وتابع تاتارسكي أن “استمرار استفزازات جماعات الهيكل ضد الفلسطينيين بتكرار مزاعمهم يتسبب في قدوم الفلسطينيين لحماية الأقصى، متحدين دور الدولة وقواتها الأمنية، وسط إعطاء الجمهور الإسرائيلي شعورا مضللا بأن الجيش لديه الحل لمشاكله الأمنية، رغم أن مجرد وجود القوات العسكرية الإسرائيلية في مدينة فلسطينية قد يشجع أي فلسطيني على حمل بندقية، والوصول داخل الخط الأخضر”.
ولفت تاتارسكي:” يتزامن هذا التخوف الإسرائيلي من إمكانية اندلاع جولة مواجهة جديدة من المواجهة في رحاب المسجد الأقصى، خاصة مع رؤية حشود الفلسطينيين عند باب العامود، وعشرات الآلاف من المصلين، ما قد يقوض شرعية القوة الإسرائيلية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الأقصى والمدينة القديمة، وتوحيدهما بالنسبة للفلسطينيين، خاصة أن ذلك سيزيد من فرص الاحتكاك حول المسجد الأقصى مع من يريدون الوصول إليه، لأن الشرطة تضع المزيد من الحواجز في أزقة البلدة القديمة ومداخلها، والنتيجة أن ساحة المواجهة تتسع فقط. وعلى الاسرائيليين أن يفهموا أن مثل هذه العدوانات لا تحقق أي إنجاز أمام الفلسطينيين، بدليل أنه اضطر للإفراج عن مئات المعتقلين من المرابطين في الأقصى تلبية لمطالب المقاومة خشية انضمامها للمواجهة القائمة.